لم يكن يتوقع الكثيرون خروج برشلونة من الدور ربع النهائي لمنافسات دوري أبطال أوروبا على يد أتلتيكو مدريد، إلا أن الكبوة التي يعاني منها الفريق "مؤخرا" ما زالت تكشف عن عواقبها السلبية، وهو ما ظهر في الأداء المتواضع أمام "الروخي بلانكوس".
"البرشا" لم يقدّم ردة الفعل المنتظرة أمام أتلتيكو، وفشل في التسجيل للمباراة الثانية على التوالي، كما خسر بعدها من فالنسيا (1-2), وتتلخص أسباب الأزمة التي يعاني منها الفريق في النقاط الأربعة التالية.
1- اختفاء الثلاثي الهجومي:
يعتمد الفريق في الموسمين الأخيرين بشكل كبير في الخطوط الأمامية على الثلاثي اللاتيني ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار دا سيلفا، لكن مع انخفاض مستواهم في المنافسات الأخيرة انخفض مردود الفريق بشكل كامل، وهو ما اتضح في الأسابيع الماضية خاصة مع حاجة "البرشا" لحسم البطولات الثلاث التي كان يشارك فيها، قبل الخروج القاري.
ولعل ما زاد من صعوبة المباريات بالنسبة لبرشلونة, هو عدم تواجد ميسي في مركزه المفضل بجوار منطقة الجزاء.
2- الدفاع الضعيف:
عانت الخطوط الخلفية "الكتالونية" من مشاكل كثيرة في مواجهة هجمات الفرق المنافسة "مؤخرا", وخاصة أمام سوسييداد وأتلتيكو.
"البرشا" كان مهددا في اللقاءين بشكل كبير, خاصة في الشوط الأول منهما, كون مدافعيه لم يفلحوا بإيقاف الهجمات المرتدة على مرماهم, بالإضافة للكرات الهوائية, وهو ما تكرر أيضا أمام فياريال وريال مدريد بالدوري.
وبات برشلونة بحاجة ماسة لشراء مدافع شاب يعوّض على الأقل المستوى المتذبذب أحيانا لجيرارد بيكيه أو خافيير ماسكيرانو.
3- إنريكي دون خطة احتياطية:
عند التدقيق في مجريات لقاء برشلونة الأخير أمام أتلتيكو, كانت كل المعطيات تفيد بأن الثاني سيفتتح التسجيل في اللقاء, خاصة عبر الجانب الأيمن.
ومما سهّل من مهمة الخصم أمام برشلونة, هو انتظار المدرب لويس إنريكي لحظة تلقي شباكه هدفا, لتغيير خطته, إلا أن الأمر لم يفلح معه, ليفشل باستغلال الضغط من أجل التعديل, ويتفوق عليه دييغو سيميوني في المعركة التكتيكية.
4- حلول بديلة محدودة:
بات "البرشا" لا يملك حلولا كافية على دكة البدلاء في المباريات, كونه يدخل أي لقاء بتشكيلة مميزة, دون الإبقاء على أي لاعب مؤثر بجوار إنريكي.
ففي لقاء أتلتيكو تواجد كل من كلاوديو برافو ومارك بارترا وأدريانو كوريا ودوغلاس دوس سانتوس وسيرجي روبيرتو وأردا توران، ولم يكن أمام إنريكي سوى إجراء "تغييرات محفوظة ومكررة" مثل أي لقاء.
ومع تجنب المدرب لأي صدام مع ثلاثي الهجوم اللاتيني، وهو ما دفعه لعدم تبديل أي منهم رغم أدائهم المتراجع، كان من الصعب أن يشكل الفريق الخطورة المطلوبة.