تقود كتائب القسام التي تحتجز عددا من جنود الاحتلال الاسرائيلي حرب استخبارية مع أجهزة الامن الاسرائيلية التي تسعى للكشف عن مصير جنودها بغزة، بعد أن أسرتهم المقاومة خلال العدوان على قطاع غزة عام 2014.
كتائب القسام نشرت مؤخرا صورا لأربعة من جنود الاحتلال المأسورين بغزة، خلال تصريح مقتضب للمتحدث باسم القسام أبو عبيدة، نفى فيه تقديم أي معلوماتٍ حول هؤلاء الجنود الأربعة دون ثمن، ووجود أي اتصالات أو مفاوضات حول الجنود.
مؤتمر أبو عبيدة جاء ردا على تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والذي أكد فيها وجود تقدم في ملف الجنود المأسورين في غزة.
ويبدو أن ملف جنود الاحتلال الأسرى، يشهد تحركات دولية و"إسرائيلية"، وعلى ضوء تلك التحركات توقع عدد من المختصين في الشأن "الإسرائيلي" لـ " الرسالة نت" أن يتجه الاحتلال إلى حرب الاستخبارات وجمع المعلومات عن جنوده الأسرى بغزة في الوقت الحالي.
خيارات إسرائيل محدودة
"إسرائيل لن تستعجل في إبرام صفقة تبادل أسرى في الوقت القريب مع المقاومة؛ لكيلا تدفع أثمانا باهظة، هذا الخيار الذي يتبعه الاحتلال في التعامل مع ملف الأسرى حسب ما قاله، المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر.
وقال أبو عامر: "إن الاحتلال بحاجة إلى تحرير أسراه بغزة، لكن خيارته تبدو محدودة في الذهاب لصفقة جديدة مع المقاومة الفلسطينية، حتى لا يدفع ثمن أكبر في هذه الصفقة".
وأشار إلى أن السلطات "الإسرائيلية" تعمل في الوقت الحالي على جمع المعلومات عن جنودها في غزة، للكشف عن مصيرهم.
وأوضح أن الحكومة الحالية لا يوجد لديها قابلية لإبرام صفقة جديدة مع المقاومة في ظل وجود نتنياهو، خاصة أن الإسرائيليين يتهمونه بتدمير أمنهم، كونه أبرم صفقة بالإفراج عن الجندي شاليط مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وانضمامهم من جديد في التنظيمات الفلسطينية خاصة بالضفة.
جمع المعلومات
المختص في الشأن (الإسرائيلي) والأسير المحرر محمود مرداوي، توافق مع سابقة، قائلا "إن الاحتلال يبحث بكل الوسائل الممكنة للإفراج عن أسراه في غزة، لكن دون الخضوع لخيارات المقاومة حتى لا يدفع الثمن".
وأوضح مرداوي، أن الاحتلال يفضل خيار جمع المعلومات العسكرية والاستخبارية عن أسراه في غزة، والإفراج عنهم بعملية عسكرية، على ان يخضع لشروط المقاومة.
وأكد أن خيارات الاحتلال ستفشل أمام عزيمة رجال المقاومة بغزة، وأنه سيضطر إلى الخضوع لمطالب كتائب القسام، وهي تطبيق بنود صفقة وفاء أحرار "1" للدخول لصفقة جديدة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مقابل الافراج عن جنوده.
وبيَّن أن الاحتلال يحاول أن يطيل أمد المفاوضات والإفراج عن أسراه بغزة، حتى لا يخضع للشروط التي وضعتها المقاومة مسبقا.
وبالعودة إلى المحلل أبو عامر، حيث أكد أن الخيار الأقرب لدى السلطات "الإسرائيلية" هو الانتظار والانتظار إلى حين تبدل الظروف السياسية في المنطقة أو الحصول على معلومات استخبارية عسكرية من شأنها أن تفرج عنهم.
ويعتقد المختص في الشأن "الإسرائيلي" أبو عامر أن ابرام صفقة جديدة مع الاحتلال ربما يطول عمرها، قائلا:" المسألة بحاجة إلى نفس طويل لإبرام أي صفقة أسرى جديدة".
أما المحلل مرداوي، فطالب القسام بالتحلي بالصبر والثبات، لأنه لا يوجد خيار أمام الاحتلال إلا الخضوع لمطالب المقاومة، بعد أن يفشل في جمع المعلومات عن جنوده في غزة.
وأكد أن المقاومة قادرة على الاحتفاظ بالجنود "الإسرائيليين" المأسورين في غزة لأكبر وقت ممكن دون أن تفصح عن أي معلومة حول مصيرهم، أو ان يصل الاحتلال إلى أي طرف معلومة عن مكان تواجدهم.
وقال مرداوي" إن الاحتلال سيخضع لشروط المقاومة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، كما حدث في صفقة وفاء الأحرار، بعد أن فشل بالتوصل إلى جنوده بغزة ".