قائمة الموقع

نافعة:لا يمكن عزل علاقة مصر وحماس عن تفاعلات الإقليم

2016-04-25T09:35:05+03:00
حسن نافعة
الرسالة نت- محمود هنية

أكد المفكر المصري حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن التقارب بين حركة حماس والجانب المصري في المرحلة الراهنة نتاج تفاعلات سياسية إقليمية مرتبطة تحديدًا، في العلاقة بين السعودية ومصر.

وأوضح نافعة لـ"الرسالة نت"، أنّ المؤشرات الظاهرة في الوقت الراهن، لا توحي أن شيئًا قابلا للاستمرار في العلاقة، على ضوء التقلبات السياسية التي تشهدها المنطقة، منبهًا إلى أنه لا يمكن فك العلاقة بين التفاعل الإقليمي والحراك المرتبط بين مصر وحماس.

وبين أن تحسين التقارب القائم بين الجانبين، مرتبط بوقائع سياسية كبرى في المنطقة، وليس رديف الرغبة الحمساوية المصرية فقط، مشيراً إلى أن ما يجري حالياً من حديث عن فتح علاقة جديدة بين الجانبين، "مرتبط بالآمال وليس ثمة ما يشير إلى وجود تغيير حقيقي".

وأضاف أن الجانب المصري لا يزال لديه مسارات سياسية مختلفة عن الرؤية في العلاقة مع حماس، ولكنه مضطر للتعاطي مع العلاقة لعوامل الظروف والعلاقات السياسية". وحول مدى تأثير الصراعات داخل النظام المصري على تحسين العلاقة مع حماس، أكدّ نافعة أن ذلك لا يمكن قراءته بمعزل عن التوجه السياسي العام للنظام.

ولكنه قال: "إن بعض الأطراف الأمنية لديها وجهة نظر مختلفة فيما يتعلق بالرؤية من العلاقة مع حماس، ولكن لا يوجد معلومات دقيقة حول أوجه الخلاف في ذلك". وتابع إن العلاقة مع حماس من الملفات المعقدة التي تبرز أوجه التناقض بين المستويات السياسية والأمنية في التعامل مع المشهد"، مؤكداً أن حصر العلاقة بين الجانبين على التعامل الأمني فقط، لا يفيد في استقامة واستمرار العلاقة، "والضامن الحقيقي يكمن في إدارة الملف على نحو أعمق في إدارة العلاقة".

وبيّن أستاذ العلوم السياسية أن ارتكاز العلاقة على المستوى السياسي مستبعد نظرًا لاختلاف التوجهات السياسية بين النظام العربي برمته مع حماس حول الرؤية من مشروع التسوية.

وأضاف أن الموقف السياسي العربي لا يمكنه التوافق مع رؤية حماس حول إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وهو ما يستحيل دون إبرام أي علاقة استراتيجية على مستوى الرؤية السياسية. ومع ذلك لم يستبعد أن تبرم علاقات "مصالح" لإدارة الموقف في مجالات ومساحات بعينها.

وحول تأثير الاتفاق السعودي-المصري على مسار القضية الفلسطينية، فرأى أستاذ العلوم السياسية، أن الاتفاق الذي جرى حول جزيرتي تيران وصنافير، في ظل تأكيد السعودية التزامها في التوقيع الكتابي على ما تضمنته اتفاقية كامب ديفيد حول الجزر، يعني "توسيع نطاق معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لتطال أطراف عربية أخرى".

وقال إن الاعتراف السعودي بمحددات كامب ديفيد، يعني اعترافًا سعوديًا بالمعاهدة، وتأييدا ضمنيًا للتطبيع السياسي والعسكري مع إسرائيل، وتابع أن النظام العربي برمته ينجرف نحو عملية التسوية، في وقت لا تقدم فيه إسرائيل أي ضمانات حول الالتزام بإنهاء الصراع العربي -الإسرائيلي، على قاعدة تحقيق المطالب الفلسطينية.

وحذر نافعة من أن الاعتراف العربي المتزايد بالعملية السياسية مع الاحتلال الإسرائيلي، يعني انهيارًا متصاعدًا في منظومة العلاقة السياسية والعربية، وتجاهلا متعمدًا لاستعادة الحقوق الفلسطينية.

ولا يستبعد السياسي العربي، أن يؤدي هذا التقارب لممارسة مزيد من الضغط على أطراف المقاومة وفي مقدمتها حركة حماس للقبول بعملية التسوية أو على الأقل إجبارها التزام الصمت على الموقف مع "إسرائيل"، مشدداً على أن حركة حماس ليست بمعزل عن أي تداعيات أو تفاعلات سياسية تشهدها المنطقة، "ومن حيث أرادت أم لا هي فاعل قوي وحقيقي يتأثر ويؤثر في مجال التفاعلات السياسية في المنطقة".

وأعرب عن أمله أن تؤدي هذه التفاعلات إلى إنفراجة تمكن من فتح معبر رفح وإنهاء المعاناة اليومية في قطاع غزة، وقال: "إن الموقف العربي العام يحتاج لحماس في مواجهة التمدد الإيراني، ولا يرغب بوجودها كتيار سياسي سني أن تكون محسوبة بأي شكل على إيران للضغط عليها"، وفق تقديره.

وأشار إلى أن الصراع الدائر في المنطقة يشكل ورقة ضغط حقيقي على الحركة، الأمر الذي يحتاج منها إلى مزيد من التوازنات، وهو ما يضعها في دائرة الضغط السياسي "الذي يستوجب ثمنا حقيقيًا ينبغي أن تجبيه وفي مقدمته فتح المعابر عن غزة".

اخبار ذات صلة