قائمة الموقع

البطش: عدم التزام الاحتلال باتفاق وقف إطلاق النار سيقودنا للمواجهة

2016-05-02T11:23:39+03:00
خالد البطش القيادي في حركة الجهاد
الرسالة نت- محمود هنية

أكدّ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، أن انتفاضة القدس دخلت مرحلة جديدة من العمل الفدائي، موضحاً أن عملية الشهيد عبد الحميد أبو سرور في مدينة القدس المحتلة، "لن تكون الأخيرة في ظل زيادة جرائم الاحتلال"، مشدداً على أن الفلسطينيين سيواجهون الاحتلال بكل الوسائل بدءا من العمل الشعبي وليس انتهاء بالعمل الفدائي.

وقال البطش في حوار مع صحيفة "الرسالة نت"، إن مواصلة حصار غزة في ظل تجاهل الاحتلال لشروط وقف إطلاق النار، من شأنه أن يدخل الأمور إلى مسارات التصعيد ويؤدي إلى انفجار في وجه الاحتلال وهو وحده من يتحمل المسؤولية.

وتطرق البطش خلال حديثه للرسالة إلى مسارات الانتفاضة وإيقاعات العمل السياسي والميداني في الضفة المحتلة، إضافة إلى سيناريوهات المواجهة مع الاحتلال في قطاع غزة، وفيما يلي نص الحوار: 

كيف تقرؤون مسار أحداث الانتفاضة خاصة بعد مرور هذه الأشهر على انطلاقتها؟

ما يجري في القدس والأراضي المحتلة انتفاضة شعبية بكل ما تعني الكلمة، فقد انطلقت هذه الانتفاضة بسكين مهند حلبي "ابن يافا المحتلة" مفجر الانتفاضة ثأرًا للحرائر في القدس، وقد اندلعت لأن الشعب قد سأم الاحتلال ويريد أن يعيش بحرية وكرامة، فلا يعقل أن يبقى الفلسطينيون هناك أسرى لأكثر من 630 حاجزا أمنيا في الضفة، وقد جاءت ردًا على محاولة تهويد القدس وفرض واقع صهيوني تلمودي عليه والاعتداء على النساء ومنع الأذان في الحرم الابراهيمي وعربدة المستوطنين التي تشكل كابوسًا هناك.

ما هي مقومات نجاح الانتفاضة اليوم؟

من مقومات النجاح هو الاستعداد الشعبي للتضحية من شباب وشيوخ وأطفال، إضافة لوجود هدف أساسي يتمثل في إنهاء الاحتلال، وهي انتفاضة شعبية اشتركت فيها كل شرائح الشعب ولم تكن محصورة في فئة بعينها.

أين دور الفصائل في دعم الانتفاضة؟

الفصائل أرادت من اللحظة الأولى أن تكون الانتفاضة شعبية، وأن نبعدها عن زحام تبني الفصائل بالبيانات، لأسباب كثيرة منها "أننا نريدها أن تبقى شعبية لينخرط فيها كل أبناء الشعب وليس فقط الفصائل، ولنجنبها الملاحقة الأمنية الاسرائيلية، والأداء السيء لأجهزة السلطة الأمنية، إضافة إلى إبراز مظلومية الشعب بالتأكيد أن من يقاتل هو الشعب برمته وليس مجموعات فصائلية مسلحة فقط.

لكن لماذا تتهم الفصائل بالتقصير والغياب؟

من يقول ذلك هو يريد التنصل من المشاركة في الانتفاضة، فيذهب بالقول انه لا وجود للفصائل ولا علاقة للأحزاب فيها، والحقيقة أن هناك نماذج تنتمي للفصائل كمهند حلبي من الجهاد وأبناء أبو جمل من الشعبية وبهاء عليان من حماس وحتى أبناء الأجهزة الأمنية وضباط في السلطة أطلقوا النار وقتلوا مستوطنين خلال الانتفاضة (..) اتفقنا منذ البداية على العمل بدون رايات حزبية وهي قرارات لجنة المتابعة للفصائل في الضفة وغزة والاكتفاء برفع علم فلسطين والكوفية في رمز لفعاليات الانتفاضة بغزة والضفة وفي المسيرات المشتركة لحماس والجهاد.

الميناء والمطار حق فلسطيني لا يفصلان غزة عن الدولة الفلسطينية 

لماذا لم تشكل الفصائل قيادة سياسية وميدانية موحدة؟

القيادة الموحدة الميدانية لها علاقة ببؤرة الانتفاضة بالضفة الغربية والقدس، والوضع السياسي الرسمي غير جاهز ولا يسمح لتبني الانتفاضة وحملها على أكتاف المستوى السياسي في المحافل الدولية والاقليمية، وبقيت الانتفاضة بدون دعم سياسي لها، فاستعاضت الانتفاضة ورجالها بالضفة عن ذلك بقيادات ميدانية من المنخرطين فيها، وهي تتولى تنظم العمل الميداني.

ما هي قراءتكم لموقف السلطة الفلسطينية من الانتفاضة؟

السلطة الفلسطينية حتى اللحظة لم تتبن الانتفاضة، وتحدثت عنها كهبة شعبية، (..) ومطلب تبنيها لها لا يعني أن تعلن ذلك، بل أن تتبناها في المحافل الرسمية الدولية والاقليمية، وتجلب الدعم المالي لتعزيز صمود الناس، كما أن هدف الانتفاضة تحريك المياه الراكدة في المستوى السياسي وإدخال جيل ثاني وثالث من الشبان وقطاعات واسعة في مواجهة المستوطنين.

ما هو تخوف السلطة من الانتفاضة؟

هناك تخوف لدى البعض داخل السلطة من الانتفاضة، ويعتقد أنها ضده، رغم أنها بدأت ولم تؤذِ أي جهاز أمني ولم تشتبك معه وكانت كل فعاليات الانتفاضة ضد قوات الاحتلال والمستوطنين بالأرض الفلسطينية، وللأسف ما زال البعض يراها تهديدا ويعتقد أنها ستضعف وجود السلطة وستساعد حماس في السيطرة على الضفة ولكن هذا كلام مبالغ فيه وهدفه استفزاز شباب وانصار بعض القوى لعدم المشاركة لتبرير بعض الاجراءات ضد شبان الانتفاضة، فالذي يهدد السلطة والشعب والمقاومة هو الاحتلال ومستوطنيه، فهي ضد المستوطنين فقط وليست ضد أي طرف فلسطيني، وينبغي أن نبعد الانتفاضة عن التجاذبات المناكفات السياسية.

ما الذي حققته الانتفاضة خلال الفترة الماضية؟

الانتفاضة عوضت حالة القصور بالضفة في ظل ارتكاب المذابح والجرائم ضد أبناء شعبنا، حيث ملأت الفراغ في ساح العمل للشعب الفلسطيني، من خلال انتشار الشباب والمجموعات، وأدت لحالة من الهجوم على المستوطنين وفقدان الأمن لهم، وقد نتج عن ذلك بحسب أحدث استطلاعات الرأي، أن المستوطنين باتوا مستعدين للانسحاب من القدس الشرقية المحتلة، والاعتراف أن القدس ليست لهم، وهو ضغط جاء نتيجة الفعل المقاوم وحراك الانتفاضة التي غيرت من قناعات المتطرفين الصهاينة.

استعادة الوحدة وتصعيد الانتفاضة الضمان لحماية الحقوق 

ما هو سقفكم السياسي كفصائل اتجاه تحقيق أهداف الانتفاضة؟

الانتفاضة تواصل مسيرها، وطبيعة الفعل الميداني سيساعد في رسم برنامجها، لكن هناك أهداف مرحلية يريد تحقيقها المنتفضون بالضفة، وفي مقدمتها إنهاء المستوطنات ورحيل المستوطنين وأن يعيشوا في أمان وإنهاء المعاناة اليومية على 630حاجزا أمنيا صهيونيا، لكن فعاليات الانتفاضة الشعبية وحدها غير كافية، فمطلوب دعم عربي وإسلامي وفي مقدمته الدعم العسكري على غرار ما يقدموه في بعض البلدان العربية.

ما طبيعة المرحلة المقبلة في الانتفاضة بعد العملية الاستشهادية في القدس؟

بلا شك أن عملية الاستشهادي عبد الحميد سرور في القدس، أدخلت الانتفاضة مرحلة جديدة، في ظل تزايد عمليات الإعدام الميدانية، لابد من عمليات رادعة للإسرائيليين، وعملية القسام جاءت في إطار الردع للعدو، وقد أدخلت الانتفاضة في مرحلة جديدة لا إمكانية للتراجع عنها(..)، هذه مرحلة ردع المحتلين، من خلال العمليات المقاومة الفدائية بكل أشكالها وهي الأسلوب الوحيد لردعه.

قرار فصائلي بابقاء الانتفاضة شعبية والا تتبنى عملياتها الفصائل

هل ستتواصل العمليات الفدائية في المرحلة القادمة؟

عملية تفجير الباص بالقدس كانت العملية الاستشهادية الأولى بالانتفاضة، ولا اعتقد أن تكون الأخيرة ولابد من عمليات أخرى لجميع القوى بكل الوسائل الممكنة بدء بالعمل الشعبي من خلال الحجر والسكين إلى الاستشهاديين وهو كلام أثبتته الوقائع على الأرض(..)، الاسرائيلي ينبغي أن يفهم أن إجرامه من الاعدامات الميدانية وقتل النساء، لن يقف أمامه شباب الانتفاضة وقوى المقاومة مكتوفة الأيدي ومتفرجة.

ما هي قراءتكم للمبادرة الفرنسية؟!

المبادرة لم نطلع عليها رسميًا، لكنها لا تتضمن حق عودة اللاجئين ولا تعترف بشرعية الشعب الفلسطيني بأرضه، وتركز لفكرة مؤتمر دولي للقضية الفلسطينية على أساس دولة في حدود الـ67 ثم العودة للتفاوض مع "إسرائيل" بعد فترة زمنية محددة، ولا تتضمن حلولًا لإنهاء معاناة اللاجئين المشردين بفعل الإرادة الدولية الظالمة، وتريد ضمان أمن "إسرائيل" على حسابنا، وتلغي حق عودة اللاجئين، وهذا خداع دولي، تسعى من خلاله فرنسا والاتحاد الاوربي للعب دور الشريك للأمريكان بدلا عن التبعية الفرنسية المطلقة بعهد ساركوزي والايطالي برلسكوني.

السلطة موافقة عليها وتشعر أنها متنفس لها، وتسعى إليه من أجل الخروج من سيطرة امريكا على ملف المفاوضات وإشراك المجتمع الدولي ورعايته لمشروع التسوية مع "إسرائيل"، أما "إسرائيل" ترفضها لأنها تقول صراحة أن الحل يكون فقط في التفاوض المباشر بينها وبين السلطة.

لماذا عجزت الفصائل عن ضبط الايقاع السياسي للسلطة الفلسطينية؟

ضبط الايقاع الرسمي الفلسطيني يتم عن طريقين، إمّا أن يكون عن طريق مؤسسة فلسطينية تضم الجميع تكون ضابطة تناقش فيها كل التطورات والمواقف الفلسطينية، وهو ما أردنا أن يتم من خلال إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير لتصبح كبيت للشعب الفلسطيني تتخذ فيه القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

هذا غير متحقق الآن فالجهاد وحماس ليسا جزءًا من المنظمة، وبقي الخيار الآخر وهو التراشق الإعلامي والتخاطب عن بعد، وفيه مثالب كثيرة، فمثلا الحديث يتم عن قضية غير واضحة حول المبادرة الفرنسية، والسلطة لم تطلعنا على شيء، فنحن نرفض اعتبار حل الدولتين كمبدأ بدون الخوض في التفاصيل لأن السلطة لم تعرض جوهر وحقيقة المبادرة على الفصائل.

الحل في ضبط الايقاع يكمن في إيجاد مرجعية وطنية واضحة، من خلال الإسراع في إعادة بناء وهيكلة منظمة التحرير وتطوير برنامجها وأدواتها وفقًا لما تم التوافق عليه في لقاءات المصالحة 2011.

لماذا لا تعقد الفصائل الإطار القيادي للمنظمة وتسحب المفتاح من رئيس السلطة؟

من الممكن الدعوة لإجراء هذه الخطوة وقد نجتمع في بيروت أو غزة، لكنّ ما هي النتيجة؟!(..) هناك فصائل من المنظمة ستجتمع وأخرى لن تأتي إن لم تحضر فتح، ولن تجد طرفًا عربيًا أو دوليًا فاعل دولياً يعترف بالنتائج، وستوسع تلك الخطوة من هوة الانقسام ليتجاوز واقعه المحلي إلى الاقليمي.

هذه الخطوة ستدخلنا مجددا في الصراع على التمثيل الفلسطيني في المحافل الدولية بدلا من معالجة آثار الانقسام واستعادة الوحدة (..)، الحل أنّ نقنع الرئيس أبو مازن ونمارس الضغط عليه، لعقد الإطار القيادي، ليكون مدخلًا اجباريًا لإعادة بناء المنظمة على أسس جديدة.

عملية انفجار القدس ادخلت الانتفاضة مرحلة جديدة لا تراجع عنها

بالانتقال إلى غزة.. ماذا بشأن التهديدات بعدوان جديد والتلويح بانفجار إن استمر الحصار؟

بعد عدوان 2014، كان هناك اتفاق لوقف إطلاق النار، من شروطه اعادة الاعمار وتزويد القطاع بمستلزمات البناء وفتح المعابر، وأمام اخلال الاحتلال في تنفيذ الشروط، أصبح هناك خلل وعقبات، أحدثت حالة من التململ الفلسطيني الداخلي، يوشك على حدوث انفجار في وجه الاحتلال وهو من يتحمل مسؤوليته.

وأمام هذا الواقع المطلوب من الراعي المصري أن يواصل دوره في تثبيت وقف إطلاق النار، والزام "إسرائيل" بوقف إطلاق النار وشروطه، وتلبية مطالب الناس (..)، نحن معنيون بإعادة اعمار القطاع ومعنيون بتطبيق كل شروط وقف إطلاق النار، ولكن إن أصر الاحتلال على عدم تنفيذ ذلك، فلا مجال سوى الذهاب للمواجهة مجدداً.

كيف ينظر الجهاد الاسلامي إلى طبيعة الجهود التركية والمباحثات التي تجرى بشأن إقامة ميناء ومطار في غزة؟

نرحب بأي جهد عربي واسلامي ودولي يهدف لرفع الحصار عن غزة، ونحن بالتأكيد نقول من حق شعبنا أن ينعم بالاتصال مع الخارج، والمطار والميناء من حق الشعب الفلسطيني، والبعض في السلطة تحديدا يتحسس من الدور التركي لأنه لم يوضع الآخرين في الصورة، ومطلوب من تركيا أن تضع الجميع وفي مقدمتهم السلطة والفصائل الأخرى في صورة ما يجري.

نحن لا نخشى من الادعاءات بأن الميناء يعني فصل غزة عن الاراضي الفلسطينية، ومن يفصل غزة عن الوطن، هو من لا يقوم بدوره تجاه سكان القطاع، وكأنه يقول ابحثوا عن غيري ليقوم بمهامي، وعندما لا يقوم المسؤول بمهامه فهو يبرر بذلك للآخرين كي يقوموا بالدور.

وعلاقة الجهاد بأي دولة يكمن في مدى قربها أو بعدها عن قضية فلسطين، فنحن نشكر تركيا وقطر لما يقدمانه من دعم، وكذلك نشكر إيران لتقديمها السلاح للمقاومة، ونحن نرحب بكل من يقترب من فلسطين ومن يبتعد عنها ندعوه ليؤخذ دوره.

أخيرًا كيف تنظرون إلى طبيعة العلاقة بين مصر وحماس؟

نحن في الجهاد ركزنا في كل جولات الحوار مع المصريين على ضرورة تعزيز العلاقة مع حماس لأن واقع الحال في غزة يقول إنها من تحفظ الأمن هنا، وقد أكدّنا أنه لا يمكن انجاز مصالحة بتجاوز حماس، كما لا يمكن لفلسطيني أن يتجاوز الدور المصري، كل الجهود الدولية والعربية محل تقدير، ولكن الدور المصري هو الأهم لطبيعة العلاقة الجغرافية والتاريخية التي تربطه مع فلسطين وشعبها، ونحن نرحب بالانفراجة في العلاقة بين الجانبين لنتجاوز أزمات الحصار والانقسام، وذلك بسرعة تحسن علاقة مصر بحماس وقيام مصر بدورها اتجاه رعاية المصالحة.

اخبار ذات صلة