قال مراسل الجزيرة في حلب شمالي سوريا إن الهدوء عمّ المدينة في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس مع بدء سريان الهدنة التي اتفقت عليها الولايات المتحدة وروسيا، وقال النظام السوري إنه سيلتزم بها لمدة 48 ساعة.
وأضاف المراسل منتصر أبو نبوت أنه لم تُسمع بعد سريان الهدنة أصوات قصف أو انفجارات في المدينة. وتابع أنه لأول مرة منذ بدء التصعيد الأخير لم تحلق الطائرات ليلا، وأن جميع الأطراف أبدت التزاما بالهدنة، وذلك بعد ساعتين تقريبا من دخولها حيز التنفيذ.
كما قال إن الأهالي يرحبون بالهدنة لكنهم يتخوفون من خرق النظام لها، مشيرا إلى أن فصائل المعارضة لا تزال في وضع استنفار.
وخلال أسبوعين تعرضت الأحياء الشرقية الخاضعة للمعارضة السورية لحملة جوية سورية روسية أوقعت مئات الضحايا المدنيين، ورافقتها اشتباكات بين فصائل معارضة وقوات النظام السوري.
من جهتها، قالت القيادة العامة لقوات النظام السوري إن التهدئة في حلب تدخل حيز التنفيذ بدءا من الساعة الواحدة من فجر اليوم بالتوقيت المحلي، وتستمر 48 ساعة. وسبق سريان الهدنة اشتباكات عنيفة بين فصائل معارضة وقوات النظام في حي جمعية الزهراء الخاضع للنظام.
توسيع الهدنة
وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت أمس في بيان أن واشنطن وموسكو توصلتا إلى تفاهمات على توسيع نطاق اتفاق وقف الأعمال القتالية ليشمل مدينة حلب والمناطق المجاورة لها.
وقالت إن الجانبين الأميركي والروسي يعملان عن كثب لتعزيز جهود مراقبة تجديد وقف القتال، ودعت جميع الأطراف إلى التقيد التامّ بالهدنة في حلب وكل أنحاء البلاد.
وتعهد الجانبان الأميركي والروسي بالضغط على النظام والمعارضة، مع دعوة واشنطن روسيا إلى ممارسة ضغوط أكبر على نظام الأسد للتقيد بالاتفاق بشكل كامل.
وقال مسؤولون أميركيون إن الهدنة ساهمت في خفض العنف، لكنهم قالوا إنه يمكن أن تحدث خروق هنا وهناك.
من جهته قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا أمس إن فشل تطبيق الهدنة في حلب سيكون كارثيا، مشيرا إلى احتمال نزوح أربعمئة ألف سوري منها نحو الحدود التركية.
وكانت الهدنة السابقة -التي طبقت منذ 27 فبراير/شباط الماضي بموجب تفاهم أميركي روسي- انهارت عمليا أواخر الشهر الماضي في حلب وفي مناطق أخرى، على غرار ريف اللاذقية والغوطة الشرقية بريف دمشق.