مقال: غزة تحرق بحقد المنافقين

إسماعيل عامر
إسماعيل عامر

إسماعيل عامر

يموت الحي شيئا فشيئا وحين لا يبقى فيه ما يموت يقال : مات، هذا حال أهل غزة، فجعنا بنبأ حرق منزل عائلة الهندي في مخيم الشاطئ بالأمس وموت ثلاثة من أبنائها حرقا، هو خبر جديد قديم في نظري، فغزة تحرق من الاحتلال منذ عقود وهذا الأمر يقاومه أبنائها بكل صلابة فصمدت غزة في ثلاث حروب دمرت الأخضر واليابس فيها، وخرجت وأظهرت للعالم أنها قوية بأبنائها، ولكن السرطان الذي أنهك الشعب هو التلاعب في أعصابهم عن طريق من يحسبون أنهم ينتمون لشعبها، فمنذ عشر سنين والحصار يشتد وكلما كان هناك بارقة أمل في رفعه أو تخفيفه، من قبل بعض الدول مثل قطر وتركيا يخرج علينا من يقول ليس لتلك الدول الحق في التدخل في الشأن الداخلي، يعني بلسان حاله يقول أتركونا نحن مستمتعين بحصار أهل غزة بل مستفيدون من كل مقدرات غزة، عجوز في الثمانين من عمره وأظن أن الزهايمر قد فتك بعقله يتحكم في مصير شعب فلسطين وكأنه طفل وأسدل له كرسي الحكم ليتحكم ويتلذذ في قتل شعبه، أضنها أصبحت هذه هي سياسة كل حكام الشعوب ففي سوريا نرى جميعا قتل الشعب على يد الأسد، وفي فلسطين عامه وغزه خاصة تحرق على يد عباس، فمنذ سنين وقطر تحاول أن تجد حل لزيادة معدل توليد الكهرباء بغزه لتنيرها على مدار الساعة وعباس يرفض بل يستمتع بضريبة البلو التي تجبى من سولار محطة التوليد والتي تبلغ 70مليون دولار، بل وعارض ربط غزة بالخط الثماني الذي يربط دول الطوق ورفض أيضا تدخل أحد رجال الأعمال الإسرائيليين حسب القناة العاشرة بإمداد محطة التوليد بخط غاز ويستفيد من نسبة معينه من الربح، ونفس العرض قدمته دولة قطر، وأخيرا اقترحت تركيا بتقديم محطة توليد عائمة على شاطئ بحر غزة لتساعد في حل الأزمة وبناء ميناء بحري والكثير من الحلول ولكن صاحب الثمانين من العمر راكب رأسه.

والأمرّ من ذلك المنافقون بل المستفيدون من حكومة رام الله يحملون كل الكوارث لحركة حماس ولأهل غزة، وفي هذه المرة يحملوها لوالدي الأطفال، أهذا يعقل يا أصحاب العقول، فما ذنبهم أنهم فقراء لا يوجد عندهم بديل للإنارة آمن، وما ذنبهم أنهم فقراء وما ذنبهم أنهم محاصرون فهذا خال المنافقين في كل زمان يساندون فرعونهم الأكبر في قراراته بل يغشون ثيابهم ويصمون آذانهم، فحرق أطفال الهندي لم يكن ليحدث لو غزة مناره على طوال الساعة، وانتحار أبنائها لم يكن ليحدث لو الحصار في خبر كان، والمرضى لم يئنون مع توفر العلاج .

فإلى متى هذا التعكير للأجواء والكل يحمل الآخر المسئولية وأم أطفال عائلة الهندي تئن على فراق أبنائها، فمن سيعيد البسمة لها من جديد، أين كان المسئولين قبل هذا المصاب الجلل وقبل أن ينتحر فلان وفلان، الكل يذهب لعزاء الهندي ليرى كل الفصائل وكل ألوان الطيف تضع يافطات التعازي، فأين الوحدة في الفرح لماذا تتلاشى، ولماذا لا يتلاشى الانقسام الذي أصبح أمنيه لكل غيور على مقدرات ومصلحة الوطن، أصبحنا نتمنى أن نرى كل أبناء فلسطين موحدين تحت قبة المسجد الأقصى.

فمتى سنرى حلا لمشكلة الكهرباء والبطالة والفقر، فكفانا ردحا وتحميل المسؤولية لبعضنا البعض بل نريد التناصح فيما بيننا ونجلس على مائدة واحدة لنحل قضايانا لوحدنا، ففلسطين وغزة بها كنوز لو فكرنا بالاستفادة منها لاستفدنا، أين الشعب ليحسم الأمر وهو الفصل في الحل الابدي فليلفظ كل المنافقين بثورة ونسميها ثورة الكهرباء والموت.

فكل الرحمة على ناصر ويسرى ورهف الهندي والصبر لوالديهم والجنة مأواهم بإذن الله تعالى.

البث المباشر