مقال: لا تلعب بالنار

أ. وسام عفيفة
أ. وسام عفيفة

بقلم: أ. وسام عفيفة

تكررت خلال الأيام الماضية محاولات مواطنين وأطراف سياسية اللعب بالنار لتمرير مطالب حياتية أو ممارسة ضغوط سياسية عبر الابتزاز بالحرق أو إشعال نيران شائعات توحي بتصاعد الغضب وأن الانهيار يقترب من جبهة غزة التي تواجه الحصار منذ عشرة أعوام.

أحد الأصدقاء تعرض لحالة ابتزاز مشابهة خلال الأسبوع، حيث استوقفه رجل وسط مدينة دير البلح، مهددا إياه بحرق نفسه إذا لم يصرف له "كابونة" مساعدات، واصفا إياه بأمير مسجد يقطن تحت ولايته ومسئوليته، وعليه توفير متطلباته التموينية.

بغض النظر عن صدق المواطن الذي مارس التهديد بالحرق إلا أن طريقة الاحتيال أو التهديد أو التهويش هي ظاهرة غريبة عن مجتمعنا الفلسطيني عموما، وهناك آلاف العائلات المستورة والمتعففة، التي تمنعها كرامتها أن تطالب بحقها بينما آخرون يمارسون التسول والاحتيال و"السلبطة".

على سبيل المثال: مواطن يحرق حصيرة في منزله بسبب حرد زوجته، وسائق لا يملك أوراقا ثبوتية لسيارته فيشعل نار غضبه للهروب من المسئولية، وصبي ينجو من الموت بعدما وقع من شباك منزله وهو يعلق ستارا، فيروجون إشاعة انتحاره.

في غزة الصغيرة مساحة ومجتمعا، لا يبدو أن هناك أسرارا يمكن إخفاؤها طويلا، وعلى رأي جدتي كانت تقول: هذه بلاد مقدسة ما بيخفى فيها خافي"، فبعد ساعات يتضح للناس أصل الرواية وإذا عرف السبب بطل العجب.

في الخلفية لا أحد يستطيع أن ينكر واقع غزة تحت الحصار، وضيق ذات اليد، كما أن كل مسئول يجلس في منصبه يطاله من المسئولية جانب.

أخطر ما في ظاهرة اللعب بالنار ما أشار إليه المثل الشعبي: "أولها دلع وآخرها ولع"، وهناك أطراف خارج غزة تتمنى أن يحرق أهل غزة أنفسهم كي يمروا على أشلائهم المتفحمة، مثل أمنية رئيس الوزراء الإسرائيلي" إسحاق رابين" الأسبق الذي تمنى أن يستيقظ يوما ليجد غزة قد ابتلعها البحر".

لا يمكن لأحد أن يضمن السيطرة على النار أو محاصرتها إذا اشتعلت، فقد تحرق أول من تحرق من ينفخ تحت جمرها، نصيحة لهؤلاء عودوا للاستماع لأغنية راغب علامة: لا تلعب بالنار تحرق أصابيعك".

البث المباشر