مقال: مدرسة اسمها رائد صلاح

الصواف
الصواف

مصطفى الصواف

يقولون كل واحد له من اسمه نصيب، هذا القول حقيقة ينطبق على الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة من عام 48، نعم هو الرائد في مجال العمل الإسلامي، وهو الرائد في الدفاع عن المسجد الأقصى، وهو الرائد في البحث عن أدوات وأفعال لحماية الأقصى والدفاع عنه، وفيه الصلاح في القول والعمل والمصلح لمجتمعه والصالح في أفعاله، فكان حقا رائد صلاح، فالله ألهم والديه لهذا الاسم لأنه يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، فالله يعلم ما هو كان وما سيكون، ويعلم أن الأقصى في زماننا هذا هو بحاجة لرجل مثل رائد صلاح كي يحمل المشعل ويحرك البيارق ويقف مدافعا عن الأقصى فاضحا لجرائم الاحتلال، شاحذا للهمم مربيا للأجيال

ظن الاحتلال أن الشيخ رائد صلاح وحده في الميدان لو غُيّب سيغيب الفعل وينتهي الدفاع عن الأقصى ونسي أن صلاح مدرسة تخرج كل عام جيلا كان يظن الاحتلال أنه تمكن من مسخه وتشكيله بالطريقة التي يريد، فكان الشيخ رائد اسبق واعرف بهذا الجيل وتمكن من بناء جيل إن لم يكن مثله فهو اصلب وأكثر قناعة بحقه في مقدساته والدفاع عنها، فكان صلاح هو القدوة الذي أبطل سحر الاحتلال.

الشيخ رائد صلاح صحيح أودع السجن نكاية فيه وبما يقوم به، ورسالة من الاحتلال يعتقد أنها ستصل للجميع بأن من يقوم مقام رائد صلاح سيكون مصيره هذا المصير وهو السجن، ولكن ما فات الاحتلال أنه يتعامل مع خريجي مدرسة الشيخ صلاح يرون في السجن مدرسة وخلوة مع الله يتعرفون عليه أكثر ويتزودون بزاد التقوى ويتدربون على الصبر ورباطة الجأش والتحدي الذي يزيد من عزيمة الرجال.

لم يعد في فلسطين المحتلة رائد صلاح واحد بل آلاف من رائد صلاح يكملون المسير في انتظار خروجه من السجن كي يتعلموا منه الدرس المفيد للسير في مسير الدفاع عن الأقصى حتى يأذن الله في يوم التحرير والخلاص من الاحتلال.

ظن الاحتلال أن اعتقال الشيخ رائد صلاح قد يخيف مَن خلفه مع انه جرب الأمر مرات والنتيجة كانت على غير ما توقع، تصرف غبي وكأن الغباء جند من جنود الله سلطه على الاحتلال، لأن هذا الاعتقال لم يفُضّ الناس من حول الشيخ رائد بل أدى إلى التفاف الآلاف من غير أبناء الحركة الإسلامية، بل جعل الآلاف ينضمون إلى الحركة الإسلامية التي مثّل فيها الشيخ صلاح القدوة، لأن الدعوة بالقدوة ابلغ بكثير من غيرها.

لم يكن الشيخ رائد صلاح قلقا وهو يدخل السجن في مشهد لم يألفه الاحتلال ولا غيره، أيعقل أن يدخل سجين السجن من وسط مهرجان وتظاهرة تحيط به ووسط أهازيج أغاظت الاحتلال وربما جعلته يعض على اصابعه غيظا وحقدا وسيبطل الله كيدهم وسيعلي شأن الشيخ رائد وإخوانه وكل ابناء شعبنا في فلسطين المحتلة وفي كل مكان.

سيمضي الشيخ رائد صلاح وإخوانه في طريقهم لا يثنيهم موت ولا سجن ولا سجان، لأن هناك إيمان وعقيدة لا حدود لها وهناك قضية ومقدسات تفدى بالروح والدم، نعم قالها الشيخ رائد وقالها إخوانه وكل الشعب الفلسطيني (بالروح بالدم نفديك يا أقصى). 

البث المباشر