حمل القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان مسؤولية نمو "الإرهاب" في المنطقة للأخطاء الكارثية للسياسة الأمريكية، موضحاً أن أوروبا تعاني من "الإرهاب" نتيجة مشاركتها لأمريكا في هذه الأخطاء.
واستغل دحلان في محاضرة ألقاها في جامعة السوربون في العاصمة الفرنسية باريس، ليحرض على الإخوان المسلمين، حيث قال إن أوروبا وفرت لجماعة الإخوان المسلمين المناخ المناسب للنمو فيها من خلال الجمعيات والمراكز التي تعمل في كافة البلدان الأوروبية، مبينا أن لجماعة الإخوان في فرنسا وحدها 350 جمعية ومركز.
ودعا أوروبا إلى إغلاق المجال على ما أسماه "الإسلام المسيس" ممثلا بالإخوان المسلمين الذي كان ومازال بداية الكارثة المسماة "الإسلام السياسي" منذ عشرينات القرن الماضي، مؤكدا إدانته لكل من يوظف أي دين أو مذهب من دين لأغراض سياسية.
وشدد دحلان على ضرورة أن تقوم أوروبا بإقناع المسلمين القاطنين فيها والعالم الإسلامي أن حربها هي على "الإرهاب" وليست على الإسلام، وأن على أوروبا أن تفتح المجال وتشجع الإسلام الديني والروحي الوسطي غير المتعصب، وفق وصفه.
وتطرق دحلان إلى آليات العلاج والتي رأى أن من أهمها هو قيام أوروبا فورا بمعالجة تداعيات أخطائها في المنطقة، وأن تعلن تحالفا حقيقيا مع دول المنطقة التي لديها الخبرة والإرادة في مكافحة الإرهاب وتحديدا مصر، موضحا ما تقوم به من جهد في سيناء، والأردن ونجاحه الباهر في إربد، ودولة الإمارات وما حققته، رغم الصمت والتعتيم المريب من نجاح باهر في القضاء على دولة القاعدة في المكلا.
وأكد دحلان أن جميع هذه الحلول ستكون ذات جدوى أعلى وأكبر إذا تم إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية التي هي مصدر الألم والمرارة لكل شعوب المنطقة وهي القضية التي يستغل فيها "المتطرفون" معاناة الشعب الفلسطيني لأهدافهم وغاياتهم، وفق قوله.
ووجه دحلان محاضرته نصيحة للإسرائيليين بأن عليهم أن يعيدوا أحياء حل الدولتين الذي تسبب ناتنياهو بموته، "هذا الحل الذي تنازل فيه الجيل الحالي من الفلسطينيين عن الكثير من حقوقهم في سبيل السلام"، على حد زعمه.
وأضاف أن هذه النصيحة للإسرائيليين عليهم الأخذ بها الآن لأنهم في المستقبل سيلهثون وراء الجيل الفلسطيني القادم للقبول بهذا الحل، لأن الأجيال الفلسطينية تزداد صلابة وعلم ومعرفة مع تقدم الزمن.
المصدر: عربي 21