قائمة الموقع

(إسرائيل) بعد 68 عاما.. الخط الأخضر بدأ يفقد لونه

2016-05-16T05:22:30+03:00
صورة ارشيفية
غزة-أحمد الكومي

يحتفلون في (إسرائيل) هذه الأيام بيوم الاستقلال المزعوم الذي يرفع عمر دولة الكيبوتسات إلى 68 عاما، بعد طرد الفلسطينيين واحتلال أرضهم فيما عرف بالنكبة، التي لا تزال مأساة القرن العشرين.

ولا غرو من القول إن الدولة تعيش اليوم أفضل أيامها إذا ما نظرنا إلى جيرانها الحاليين، مقارنة بحالة العداء قبل عشرات السنين التي تحوّلت إلى صداقة مطلقة طارت بالمسؤولين العرب إلى الغرف المغلقة في (تل أبيب).

داخليا، وتحديدا خارج الخط الأخضر الذي رسمته الأمم المتحدة عام 1949 حدودا للدولة الجديدة، يساور (إسرائيل) اليوم قلق كبير من "خطر الإرهاب"، وهي تقصد بهذا الوصف الأفكار والأعمال الفدائية التي ينفذها الفريق الرافض لوجودها ولمشروع التسوية.

وترى (إسرائيل) في هذا الخطر سببا في الضباب الكثيف الذي يلف مستقبلها، على ضوء استمرار رفضها كل مشاريع السلام، وتنامي قوة المقاومة الفلسطينية، وينذر بمرحلة لا تحمل أي مؤشرات لاستمرار التمدد الصهيوني في المنطقة.

بدليل أن انتصارات الستينات تحوّلت إلى هزائم مذلّة منذ بداية الألفية الجديدة، بالهروب من لبنان عام 2000، والانسحاب مرغمة من قطاع غزة عام 2005، ثم هزيمة 2006، وفشلها بعد ذلك في هزيمة المقاومة بغزة في 3 حروب متتالية، الأمر الذي ينذر وفق نظرية الدولة لابن خلدون بشيخوخة مبكرة لإسرائيل.

وتعتبر (إسرائيل) واحدة من بين ثلاث دول حديثة صُنعت من الخارج (خارج السياق لعوامل التطور الداخلي أو الطبيعي للدول)، إلى جانب الولايات المتحدة، ودولة البيض في جنوب أفريقيا.

يعزز هذا الافتراض، الخلاف الداخلي في (إسرائيل) الذي دعا أسرة تحرير صحيفة هآرتس العبرية إلى القول "إنه في يوم الاستقلال الحالي تبرز الحاجة الكبيرة إلى إعادة خياطة العلم الأزرق والأبيض"، في إشارة إلى تفسّخ النسيج الاجتماعي والسياسي.

وكتبت هآرتس أن "ثمة حاجة للدفاع عن الهوية الإسرائيلية في وجه محاولات التمزيق والتفريق، التي هي اليوم غير موحدة، وتعيش عناصرها نزاعا دائما". ولا شك أن من هذه المحاولات الأزمة العميقة المتمثلة في تهرب قطاعات واسعة من الشباب اليهودي من الخدمة العسكرية بحجة التوجه للتعليم الديني.

ويظل حاضرا لديهم هاجس تنامي العرب ديمغرافيا في الداخل المحتل، للدرجة التي دفعت نتنياهو للتحريض قبل الانتخابات الأخيرة بأن "العرب يتحركون بكميات هائلة نحو صناديق الاقتراع".

ثم إن الدولة تعاني اليوم من أزمة قيادة، يجعلها عاجزة عن إيجاد بديل لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو تحسبا للضرر السياسي الذي قد يلحق به نتيجة مسودة تقرير مراقب الدولة التي أظهرت إخفاقه ووزير جيشه موشيه يعلون ورئيس هيئة الأركان بني غانتس، في وضع استراتيجية وأهداف واضحة فيما يتعلق غزة وما تريده (إسرائيل) منها، وإخفاقه في مواجهة المقاومة الفلسطينية في معركة "الجرف الصامد".

يتواصل هذا الإخفاق في فشل مواجهة الانتفاضة الثالثة بالضفة والقدس المحتلتين، التي تجاوز خطرها الخط الأخضر مرورا إلى قلب الداخل المحتل، وتظل الخشية قائمة من انفجار جديد في غزة قد يُعيد مشاهد الهجرة العكسية عبر مطار بن غوريون إلى خارج فلسطين المحتلة، التي أثبتت أن ما رسمته الأمم المتحدة، يمكن محوه.

اخبار ذات صلة
البحر الأسود يغير لونه!
2017-06-18T05:30:26+03:00