أكدّ ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة، أن قبول السلطة الفلسطينية بالمبادرة الفرنسية لاستئناف المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، يعني نسف قضية اللاجئين، مبيناً أن المبادرة تنص على إلغاء فكرة عودة اللاجئين، وتطرح فكرة التعويض بديلاً عنها.
وأضاف بركة في حديث خاص بـ"الرسالة نت"، أن المبادرة تنص على ضرورة نزع أسلحة المقاومة الفلسطينية، والعمل على تأمين حدود الدولة العبرية، معتبرا أن قبول السلطة بالمبادرة موافقة على شطب حق العودة.
وتابع أن حق العودة هو فردي وجماعي، وأن الفلسطينيين لم يفوضوا أحدًا للتنازل عن الحق، ولا تملك أي منظومة للتنازل عنه، وثمة إجماع وطني على التمسك التام به، مشددًا على أن أي محاولة للعمل على ذلك ستواجه بحزم شديد من القوى الفلسطينية.
وأشار بركة إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في دائرة الاستهداف من قبل الاحتلال ومن خلفه الإدارة الامريكية، التي تعمل بشكل دائم عبر مشاريعها لتصفية قضية اللاجئين وشطبها، مؤكداً أن المخيمات الفلسطينية باتت أكثر استهدافًا لأنها تمثل رمزية خاصة للقضية الفلسطينية، لافتاً إلى جهود مضنية تبذلها الفصائل في لبنان من أجل حماية الوجود الفلسطيني.
وجدد رفض أي محاولة لاستخدام اللاجئين في أي صراع مذهبي أو طائفي، محذرا من وجود محاولات عديدة لإقحامهم في أتون معارك جانبية من بعض الأطراف الداخلية والخارجية، و"كلها فشلت"، منوهاً إلى وجود مستوى عال من التنسيق مع الدولة اللبنانية والاحزاب السياسية في لبنان بمختلف تياراتهم وطوائفهم.
وحول الحقوق المدنية للاجئين في لبنان، فأوضح أن هناك مبادرة أطلقتها الفصائل في شهر مارس العام الماضي، التزمت بها من خلال تأمين المخيمات، في وقت لم ينفذ فيه الجانب الرسمي بلبنان كل ما عليه فيها، وفي مقدمتها إقرار الحقوق المدنية والسياسية للاجئين.
وقال: "إن الفلسطيني لا يزال محرومًا من ممارسة أي مهنة خارج وكالة الغوث، ويمنع من البناء كذلك"، مشيرا إلى أن الحالة السياسية في لبنان أعاقت إمكانية التوصل إلى قرار يسمح للفلسطينيين بامتلاك حقوق سياسية ومدنية.
خلافات فتح
وعرج على الوضع السياسي الداخلي في المخيمات، خاصة فيما يتعلق بخلاف حركة فتح الداخلي على ملف خليفة الرئيس، وقال إن " هذا الأمر له تداعيات في لبنان، وهناك منافسة بين النائب محمد دحلان ورئيس السلطة محمود عباس داخل الساحة الفتحاوية في المخيمات".
وتطرق بركة الى طبيعة المباحثات الجارية بين الفصائل ووكالة الغوث بشأن إعادة المساعدات التي تم حرمان اللاجئين منها، مشيرا إلى أن الفصائل ستعقد اجتماعًا اليوم الاثنين لتقييم الحوار الفلسطيني مع الوكالة.
وأوضح أنه لا يوجد تقدم حقيقي في النقاش بين الوكالة والقوى السياسية، في ظل إصرار الوكالة على تجاهل مطالب الفلسطينيين، مشددًا على ضرورة تنفيذ حقوق اللاجئين رزمة واحدة. وأكدّ أن حماس لن تقبل بأقل مما رفعته من مطالب في بداية التحرك خاصة في ملف الصحة في المخيمات.
وفيما يتعلق بأوضاع النازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا إلى لبنان، أكدّ ممثل حركة حماس أن الاحصائيات شبه الرسمية تقدر وجود 40 ألف نسمة منهم في الاراضي اللبنانية، لوجود أعداد أخرى غادرت إلى لبنان.
وأكدّ أن وكالة الغوث قطعت عنهم مخصصات بدل الايجار، ويعيشون في ظل أوضاع إنسانية قاهرة، خاصة بعد رفض الجهات اللبنانية توفير فرص عمل لهم.