قائمة الموقع

تأجيل مؤتمر باريس للسلام صفعة جديدة لعباس

2016-05-19T06:48:16+03:00
فايز أيوب الشيخ

تلقى رئيس السلطة محمود عباس، صفعة جديدة على جبين خياره التفاوضي العبثي، وذلك بعد ترحيبه بعقد فرنسا لمؤتمر دولي للسلام، والذي سرعان ما أجله الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، الذي حاولت بلاده عقده في 30 مايو الجاري.

ويأتي التأجيل بعد أن وجهت (إسرائيل) انتقادات لاذعة للدعوة الفرنسية لعقد المؤتمر، ورأت أن المقترح محكوم بالفشل مسبقاً، حيث وصف رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" المبادرة الفرنسية بـ"المقلقة".

عوامل الفشل

وأرجع غسان الشكعة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أسباب تأجيل فرنسا للمؤتمر الدولي للسلام، إلى عدة عوامل أولها تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وعدم استعدادها لترك حلول في منطقة الشرق الأوسط دون أن يكون لها باع فيها، مشيراً إلى أن دول أوروبا تعاني من مشكلات قائمة سواء المتعلقة بـ"الإرهاب" أو بالخلافات والصراعات المهيمنة على المنطقة.

وأوضح الشكعة في حديثه لـ"الرسالة" أنه يجب الأخذ في الاعتبار بأن الموقفين العربي والفلسطيني يعانيان من مآزق حقيقية، لافتاً إلى أن "الوضع الفلسطيني هش وليس لديه أمل في الخروج من المأزق الذي اسمه الانقسام"، أما الوضع العربي فيحتاج إلى توحيد الجهود ليكون له دور وتأثير أكبر في إنهاء المعاناة الفلسطينية.

الشكعة: قيادة السلطة أضعف من أن تقول "لا" لأي مبادرة

واعترف أن الطرف الفلسطيني المتمثل بـ"قيادة السلطة" أضعف من أن يقول "لا" في المبادرات التي تطرح عليه، زاعماً -في نفس الوقت- أنهم معنيون بمراكمة ما أسماها نجاحات على الأقل من خلال الترحيب حتى بالأفكار وليس فقط بالمبادرات والقبول بالحلول الدبلوماسية والسياسية، على حد تعبيره.

وبالمقابل، يرى الشكعة "أن الحلول العسكرية غير مقبولة لا عربياً ولا إقليمياً ولا دولياً، ولذلك فإن الفلسطينيون أضعف من أن يقودوا حرباً"، رافضاً الدخول في تفاصيل أسباب هذا الضعف قائلاً "يجب أن نكون إلى حدٍ ما واقعيين". وأضاف الشكعة " برأيي أن عدم نجاحنا في بناء المؤسسات هو أخطر من فشلنا في العملية السياسية".

تسويق للإحباط

من ناحيته، لم يستغرب يحيى موسى القيادي في حركة حماس تهكم من سبقه على المقاومة والتقليل من جدوى هذا الخيار في مواجهة الغطرسة الصهيونية، متسائلاً "ماذا نتوقع من الذين انهزموا في أنفسهم ويحاولون تسويق الإحباط واليأس في الوسط الفلسطيني؟".

 وذكر موسى لـ"الرسالة" بأن المقاومة أثبتت أنها هي نهج الشعب الفلسطيني أمام غطرسة العدو الصهيوني الذي لا يريد أن يعترف بحقوقه، معتبراً أن البديل الذي لا يمكن أن يقبله شعبنا هو خيار الاستسلام ورفع الراية البيضاء أمام هذا العدو.

موسى: الطريق الوحيد أن تتجه السلطة للشراكة الحقيقية

ويرى موسى بأن الاختلاف على أشكال المقاومة قضية يجب أن تخضع للتوافق الوطني مع الأخذ بالاعتبار أهمية التوظيف السياسي الحكيم، محملاً رئيس السلطة ودول الإقليم المتعاون مع الاحتلال قيامهم بعملية الإفشال السياسي للانتصارات التي تحققت بفعل صمود المقاومة وباعترافات الصهاينة وتقارير لجانهم التي كشفت عن إخفاقاتهم وفضائحهم المتوالية.

وعاد موسى إلى السبب الحقيقي من وراء التآمر على المقاومة وهو حتى لا يتم تحقيق أي إنجاز سياسي ويبقى الحصار الخانق ضد الشعب الفلسطيني لإيجاد حالة من اليأس والإحباط في أوساطه، مشدداً على أن "سلطة فتح" كانت ومازالت هي أهم أداة من أدوات هذا الحصار وتقوم بعملية كي لوعي شعبنا في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها.

مقامرة خاسرة

وقال موسى معقباً على تأجيل فرنسا مؤتمر السلام " إن قيادة السلطة ومنظمة التحرير مفلسة من زمن بعيد واستخدمت كل ما في يدها من أوراق وضيعتها في مقامرات خاسرة بدفع الثمن مسبقاً دون استلام البضاعة، ولذلك أصبحت مثل الغريق الذي يتشبث بقشة، سواء كان ذلك بمبادرة تأتي من فرنسا أو غيرها"، لافتاً إلى أن الأخيرة تحاول أن تملأ الفراغ في الوقت الضائع وفي ظل الانتخابات والدعاية الأمريكية، حيث لا يمكن لفرنسا أن تقوم بأي عمل إلا ضمن الرؤية الأمريكية التي يمكن أن تسمح بهوامش في هذا الاتجاه. 

وأضاف "عباس يقطع الزمن وهو يعلم تماماً أنه لا أفق حقيقي وأن هذه المبادرات الدولية مجرد مناورات، ولكنه يريد أن يعطي انطباعاً وكأنه في عملية نضالية شجاعة، ولكنها في الحقيقة هي عمليات وهمية يمارسها من عشرات السنين في التفاوض العبثي". وتابع " عباس يريد أن يحافظ على مصالحه الشخصية والفئوية، ولذلك هو يعمل في الهوامش المريحة له لإعطاء انطباع أن هناك عمل سياسي قائم على الأرض، ولكن في الحقيقة كل هذه أوهام يسوقها ضمن عملية خداع ممنهج ومنظم".

حبيب: الطرف الفلسطيني جرد نفسه من الخيارات الأخرى

ويرى موسى أن الطريق الوحيد والصحيح هو في أن تتجه السلطة إلى شعبها لإحداث شراكة حقيقية في الساحة الفلسطينية وأن ترجع إلى الشعب الذي أعلن انتفاضة باسلة في الوطن المحتل وأن تأتي إلى حركة حماس كي تمثل رافعة فلسطينية بما لديها من قدرات في المقاومة، مشدداً على وجوب إعادة بناء المؤسسات وجعل كلفة الاحتلال كلفة كبيرة من خلال استنهاض المشروع التحرري من جديد.

عبء على السلطة

أما خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، فقد اعتبر -هو الآخر-أن فشل خيار التسوية واضح للعيان بالبرهان والتجربة من خلال السنين العجاف للمفاوضات، مشدداً على أن العدو الصهيوني لا يريد سلاماً ولا يريد حلاً للقضية الفلسطينية حتى لو رضي الفلسطينيون بأقل ما يمكن من حقوقهم.

ويرى حبيب في حديثه لـ"الرسالة" أن تأجيل فرنسا لمؤتمر السلام، لم يأت من فراغ وإنما جاء بضغوطات من الإدارة الأمريكية التي تقف خلف هذا الكيان الصهيوني وتشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم ونكران حقوق شعبنا الفلسطيني. وتابع "هذا دليل آخر على أن خيار التفاوض والمساومات على حقوقنا الفلسطينية هي خيارات فاشلة ولن ينال شعبنا من ورائها أي مردود إيجابي".

وعبر حبيب عن أسفه لأن الطرف فلسطيني المفاوض يريد إنهاء الملف التفاوضي بأي طريقة باعتباره أصبح بمثابة عبء عليه، حيث لم يحقق شيئا ضمن هذا الخيار الذي راهن عليه طوال هذه السنين العجاف، وخاصة أنه جرد نفسه من كل الخيارات الأخرى التي ربما تجدي نفعاً في المعركة مع هذا العدو الصهيوني الذي ينكر الحقوق ويصعد من هجمته وحصاره على شعبنا، على حد تعبيره.

اخبار ذات صلة