قائمة الموقع

نفايات (إسرائيلية) تحط رحالها في "زهرة الفنجان" بجنين

2016-05-25T07:37:18+03:00
مكب نفايات1
جنين - الرسالة

مساحة شاسعة كانت تغطى بورود "زهرة الفنجان"، تسر الناظرين، وتشكل لوحة خلابة في مساحة تمتد لـ240 دونماً إلى الجنوب الغربي لمدينة جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، قبل أن يتبدل الحال، وتصبح تلك المنطقة أكبر مكب للنفايات في شمال الضفة، يحمل اسم وروده التي أُعدمت "مكب زهرة الفنجان". 

أنشئ المكب عام 2000م بمواصفات عالمية، ضمن مشروع إدارة النفايات الصلبة بإشراف البنك الدولي والاتحاد الأوروبي، بتكلفة وصلت 14 مليون دولار، تسعة منها قرض من البنك الدولي، 3 مليون و750 ألف دولار منحة من الاتحاد الأوروبي، بحسب رئيس بلدية جنين ورئيس مجلس إدارة المكب راغب العارف.

وأشار العارف في حديثه لـ"الرسالة نت" إلى أن المكب أنشئ لخدمة محافظتي جنين وطوباس، إلا أنه الآن يستقبل نفايات من محافظات نابلس وطولكرم وقلقيلية ورام الله والبيرة، بالإضافة لجنين وطوباس، بحيث يخدم نحو مليون مواطن في حين أنه أنشئ لخدمة ما يقرب من 300 ألف، وذلك بسبب عدم وجود مكبات أخرى بديلة.

نفايات إسرائيلية

وبشكل يومي، يلحظ المارة وأهالي المناطق المجاورة لمكب زهرة الفنجان وجود مركبات تحمل لوحات تسجيل إسرائيلية، تُفرغ نفاياتها في المكب، وذلك بحسب الشهادة التي أدلى بها عضو بلدية عرابة الدكتور خليل العارضة لـ"الرسالة".

وأكد العارضة أن الشاحنات الإسرائيلية تفرغ نفاياتها بالمكب، وقد تم ضبط شاحنة قادمة من مستوطنة (بركان) الصناعية، حيث اعترف سائق الشاحنة خطيّاً بذلك، إلا أنه لم يتم متابعة الموضوع بالشكل المطلوب. وأضاف: "بحكم وظيفتي قدمت ملفاً للنيابة، وللأسف لم يتم التعامل مع الموضوع بشكل جدي، وحتى الآن لم تحال القضية للمحاكمة من سنة 2014م".

وتابع:"يومياً تأتي مركبات تحمل لوحات تسجيل إسرائيلية وتلقي النفايات في المكب، وأي شخص يمكنه أن يرى هذه المركبات على مدار اليوم، ونحن نتساءل لمصلحة من يتم تسيير الأمور بهذا الاتجاه؟!".

ولفت العارضة إلى أنه لا يوجد دليل مثبت علمياً على وجود النفايات السامة، بسبب عدم متابعة الملف جديّاً، لكن هناك قضية مرفوعة أمام القضاء منذ نحو شهر، تتعلق بإلقاء مخلفات من مصانع جيشوري الكيماوية "الإسرائيلية" قرب طولكرم في المكب، وقد تم ضبط هذه المواد من قبل سلطة جودة البيئة.

مخلفات مصانع "جيشوري"

وضبطت سلطة جودة البيئة بالتعاون مع شرطة طولكرم في شهر نيسان الماضي، شاحنتين بلوحات تسجيل فلسطينية، محملة بمخلفات صناعية من مصانع "جشوري" الاستيطانية المقامة على أراضي طولكرم، وهي في طريقها إلى مكب زهرة الفنجان في جنين.

سلطة جودة البيئة أشارت بدورها أنه تم اعتقال متورطين في نقل النفايات من مصانع جيشوري لمكب زهرة الفنجان، حيث عرضت القضية أمام النيابة وأمام لجنة تحقيق بمجلس الوزراء الفلسطيني.

مخاطر بيئية

"ليس قدر عرابة أن تعيش في مزبلة"، فعدا عن النفايات "الإسرائيلية" التي تلقى في زهرة الفنجان، فإن المكب أصبح كابوساً لأهالي قرية عرابة، وهي القرية الأقرب على المكب، حيث تبعد أقرب منطقة سكنية عنه عشرات الأمتار بحسب عضو بلدية عرابة خليل العارضة.

وقال:"المفترض أن تكون المكبات بهذا الشكل خدمة ومصلحة وطنية بحيث تتم معالجة النفايات الصلبة بشكل صحيح، لكن ما يتم في زهرة الفنجان عكس ذلك تماماً"، موضحاً:"لا يتم علاج النفايات بالشكل الصحيح، حيث يتم إلقاء ما يقرب من عشر أضعاف طاقته الاستيعابية باليوم".

وأشار العارضة إلى الأضرار المباشرة للمكب، والتي تتمثل بالروائح الكريهة والممتدة لحوالي 5 كيلو متر مربع حوله، ناهيك عن انتشار الحشرات الضارة جراء عدم معالجة النفايات بشكل صحيح، إضافة لانتشار الكلاب الضالة التي تأتي على النفايات ومخلفات الملاحم والمنتجات الحيوانية.

ويشير عضو البلدية إلى أن المكب يحوي على بركة لعصارة النفايات، حيث لا يتم التعامل معها بالشكل المناسب، فتسرب هذه العصارة على سهل عرابة من خلال قناة ممتدة من البركة باتجاه منطقة محطة عرابة التي تبعد ما يقرب 2.5 كم عن المكب.

محاولات لتقليل المخاطر

من جانبه، أشار رئيس مجلس إدارة المكب راغب العارف إلى أن الخلايا الجاهزة للاستخدام بالمكب هي 95 دونما، من أصل 240، وأشار إلى أن الأضرار الناتجة، هي بسبب عدم جاهزية المكب لاستقبال هذه الكميات الهائلة من النفايات، التي تتطلب عملية معالجة ضخمة ووجود عمال بأعداد كبيرة.

وحول طبيعة عمل المكب، قال العارف:"تأتي النفايات بكافة أشكالها، وتوضع في المناطق المخصصة، وتقوم الجرافات بسهمدتها وترتيبها، وبعد ذلك وضع الأتربة عليها وطمرها للتخفيف من الرائحة الكريهة".

وعن عمليات الفرز التي من المفترض العمل بها في زهرة الفنجان، أشار إلى أنه كان القائمون على المكب يعملون على فرز النفايات، إلا أن الأمر تعطل الآن بسبب الكميات الضخمة، حيث لا يتم فرز سوى الحديد. وأشار إلى أن مجلس إدارة المكب يسعى لإقامة مشروع إنتاج الطاقة باستغلال النفايات، وبذلك سيتم التخلص من كميات ضخمة من النفايات وذلك للتقليل من النفايات التي تطمر.

اخبار ذات صلة