اكتشف علماء الآثار بجامعة ليدن الفرنسية أبنية غامضة في أعماق كهف فرنسي تعود إلى البشر البدائيين الذين سكنوا المنطقة منذ نحو 175 ألف سنة قبل أن تطأ قدم الإنسان المعاصر أوروبا.
وهذه الإنشاءات -التي وصفها المكتشفون بالرائعة- مصنوعة من نحو أربعمئة قطعة من الرواسب الكلسية التي اقتلعت من الأرض وكدست فوق بعضها البعض لتشييد جدران بدائية فوق أرضية الكهف الرطب.
ومن أبرز التشكيلات جداران حلقيان بنيا على عمق أربعة طوابق، ويبدو أنهما كانا مدعومين بصواعد مثبتة في مكانها كأعمدة رأسية، وأكبرهما يبلغ عرضه نحو سبعة أمتار، وارتفاعه أربعون سنتيمترا.
وتظهر أجزاء من الجدران علامات واضحة على أضرار لحقت بها نتيجة حريق، وهو ما يجعل الباحثين يعتقدون بأن البشر البدائيين بنوا مشكاوات داخل الجدران لإضاءة الكهف.
يشار إلى أن البشر البدائيين (نياندرتال) عاشوا في قارة أوراسيا القديمة (أوروبا وآسيا) قبل نحو أربعمئة ألف إلى أربعين ألف سنة، وانقرضوا مع وصول الإنسان الحديث المنطقة، وتكشف الآثار أنهم كانوا مهرة في استخدام الأدوات الحجرية، ويعتقد بعض الباحثين بأنهم سخروا النار، وعاشوا في ملاجئ، وارتدوا الملابس، ويدفنون موتاهم، ويزينون القبور بالزهور.
والجدير بالذكر أن الموقع المكتشف محفوظ بشكل جيد لأن الصواعد أصبحت مغطاة بكربونات الكالسيوم بعد وقت قصير من تشييد الجدران، كما أن العمق الموجود فيه داخل الكهف جعله يصمد طوال هذه السنين.