رامي خريس
تسللت قيادات من حركة فتح بقطاع غزة خلسةً ووصلت إلى معبر بيت حانون وسلمت نفسها إلى القوات الإسرائيلية لتساعدها في الوصول إلى مدينة بيت لحم مكان انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح في مشهد يذكر بتسليم العملاء أنفسهم لإدارة السجون في النقب وغيره بعد إخضاعهم للتحقيق من المعتقلين والأسرى.
والغريب أن أي مواطن عادي يقترب من الحدود أو من معبر بيت حانون يتعرض لإطلاق النار ولا أحد يجرؤ على فعل ذلك إلا من ينوي السفر ولديه التصاريح اللازمة وبمساعدة الصليب الأحمر فقط يستطيع الاقتراب من المعبر.
وكانت حركة حماس قالت إن خروج كوادر حركة فتح من غزة للمشاركة في المؤتمر السادس مرهون بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين في سجون الضفة الغربية، وإعطاء غزة حصتها من جوازات السفر لحرية تنقل الأفراد والمرضى للعلاج بالخارج بحرية.
**مغارقات عجيبة
ويشهد مؤتمر فتح السادس مفارقات عجيبة أولها أنه يعقد تحت الاحتلال ووصايته بل ورعايته ، فـإسرائيل سمحت لأعضاء المؤتمر من الخارج بالعبور إلى الضفة الغربية ، ومنعت من لا يروق لها حضورهم ، والاهم من ذلك أنها ساعدت بعضهم على الهروب من قطاع غزة ونقلتهم إلى الضفة الغربية بعد أن سلموا أنفسهم لمخابراتها على المعابر والحدود.
ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية مقتنعة تماماً أن هذا المؤتمر سيكون لصالحها في كل الأحوال وإلا لما وافقت على عقدة أو سهلت حضور أعضائه ، وبحسب ما يرى المراقبون
فإن المؤتمر السادس سيعقد "من أجل تمرير خيارات سياسية تطلبها جهات خارجية"، مشيرين إلى أن القرارات التي سيتخذها المؤتمر "ستكون منسجمة مع الاتفاقيات التي وقعت مع إسرائيل".
ومن الواضح انه بهذا السلوك والتوجه لن تبقى فتح حركة مقاومة ونضال بل ستتحول إلى سوط آخر على الشعب الفلسطيني يستخدمه الجلاد الإسرائيلي وقتما يشاء ، فلقد انشقت الحركة بشكل كبير فهناك عدد كبير من قياداتها وكوادرها في الخارج لن يشاركوا في مؤتمرها السادس ، الذي سيشكل منحى جديد في تاريخ الحركة ، أو بالأحرى سيكون نهاية حركة فتح كحركة نضال وإنشاء حركة أخرى ترث فقط الاسم من حركة فتح.
** خلافات
ومن المتوقع أن تنشب خلافات كبيرة بين المشاركين في المؤتمر فهناك من يريد من المؤتمر أن يعطيه غطاءاً للتحرك السياسي بسهولة لاسيما في العلاقة مع إسرائيل وآخرون حضروا المؤتمر وهم لا يزالون معتقدين أن الهدف هو إعادة فتح إلى جذورها كما صرح بعضهم ، وهو ما قد يدفع باتجاه حالة من التنافر بين الفريقين ينتج عنها انشقاق آخر أو انشقاقات ، كما أن غالبية أعضاء اللجنة المركزية الحاليين لا يزالون يطمحون بالبقاء في قيادة الحركة وهو ما يصطدم بأماني قيادات جدد في الحركة والذين تسهل لهم دولة الاحتلال وأجهزتها الأمنية كل الطرق للوصول إلى ما يتمنونه ، ومن هؤلاء محمد دحلان وغيره من الشخصيات التي تبني إسرائيل آمالها عليهم
على أية حال يبدو أن الأيام القادمة ستكون حاسمة لفتح وستشكل انعطافة هامة في تاريخها .