مقال: دحلان وعودته الصعبة

صورة
صورة

إبراهيم المدهون

قد يكون للسيد محمد دحلان حضورا إقليمي قويا ومتشعبا، ولا شك أنه متنفذ في عدد من الدول العربية وله علاقات عميقة في الأنظمة الرسمية، بل انه اضحى شريكا في قراراتها الاستراتيجية ورسم توجهاها وله فيها دور واضح، وهذا ليس تضخيما أو تقليلا منه، إلا أن دحلان حتى اللحظة ليس له مكانا في فلسطين، وتم التخلص منه بسهولة في غزة ابان الحسم عام 2014 وفي رام الله بعدما غضب عليه الرئيس عباس. اليوم هناك محاولات حثيثة من النظام العربي الرسمي للضغط على الرئيس عباس لإعادة دحلان للسلطة ولحركة فتح بعدما فصل منها، هذه الضغوط تصاعدت ويتم فيها تلويح واضح وتهديد خفي ورفع صوت، واعتقد أن عباس لن يسمح بإعادة دحلان للمشهد الفلسطيني الرسمي خلال الفترة المقبلة، وسيعمل جاهداً على رفض كل الضغوط التي تبذلها مصر والإمارات لإعادة أبو فادي للساحة السياسية، فهناك رفض داخلي في أروقة حركة فتح والسلطة الفلسطينية في رام الله، ولن يسمح بتولّيه أي منصب خشية من انتقامه وقيامه بتنفيذ أجنداته الخاصة، كما أن عباس يدرك جيداً أنّ عودة دحلان للمشهد السياسي الفلسطيني يعني خروج عباس منه بشكل نهائي، فشعرة معاوية بين عباس ودحلان انقطعت، في ظلّ عدم تقبّل فكرة إعادة دحلان لحركة فتح أو منظمة التحرير الفلسطينية، مع الأخذ بعين الاعتبار طموحات واضحة لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، بخلافة عباس بالإضافة لطموحات الأسير مروان البرغوثي وغيرهم من المتربصين. ولا شك بوجود حالة رفض واسعة داخل أروقة القيادة في فتح بالضفة الغربية لدحلان، بالإضافة للنخب من الإعلاميين والمثقفين والعشائر، وغيرهم من دوائر صنع القرار، فضلاً عن المؤسسة الأمنية التي يترأسها رئيس جهاز الاستخبارات العامة ماجد فرج، المقرّب جداً من عباس، فسمعة دحلان التي عمل على تشويهها بنفسه، تجعله غير مقبول في الشارع الفلسطيني، خصوصاً بعد اتهامه بالوقوف وراء اغتيال القائد العام لكتائب القسام ذراع حركة حماس العسكرية صلاح شحادة، وتورّطه في علاقات مع شخصيات إسرائيلية، والفساد المالي الذي اتهمه به عباس ومقربون منه ومن القضاء الفلسطيني. سيقاتل الرئيس عباس حتى النفس الأخير لكيلا يعود دحلان للمشهد الفلسطيني وتفاصيله القريبة، وسيتحدى الضغوط العربية ويستقوي بالبيئة الفتحاوية الرافضة لعودة دحلان، فضلا عن أن يخلف عباس في المقاطعة.

البث المباشر