تعيش الأسواق الغزّية حركة طبيعية وأقل من المتوقع مع استقبال شهر رمضان المبارك، في وقت كان يعوّل فيه التجار على حركة نشطة خلال موسم الشهر الفضيل.
ويرى التجار أن حركة التسوق شبه متوسطة، ولم ترق لمستوى الحركة الفعلية النشيطة، حيث أن أجواء رمضان بانت على شكل الأسواق لا حركة البيع فيها.
ويأمل التجار أن تكون الحركة أكبر خلال أيام الشهر الفضيل، موضحين أن زكاة المال والمساعدات لها أثر كبير في تحريك الأسواق.
ويغتنم عدد من الشبان العاطلين عن العمل شهر رمضان كفرصة تشغيل مؤقتة، كامتهان عدد منهم بيع المخللات والخروب والقطايف المشهور بهذا الشهر، وبيع الملابس وألعاب الأطفال في آخر أيامه.
حركة متوسطة
من جهته، جهّز تاجر البقوليات أبو شادي الرضيع محله الواقع في سوق الشيخ رضوان لاستقبال رمضان بتزينه داخليا وخارجيا بالبضائع الرمضانية، وبشراء كميات أكبر من المعتاد.
وقال: "اشتريت البضائع الرمضانية، وعرضتها بطريقة ملفتة للزبائن القادمين إلى البقالة، إلا أن الحركة طبيعية ولم ترتقِ لمستوى حركة المواطنين خلال الشهر الفضيل". ويأمل أبو شادي أن يزداد إقبال المواطنين خلال أيام شهر رمضان، موضحا أن الوضع الاقتصادي الصعب أحد أبرز أسباب الحركة الطبيعية.
أما المواطن فهد أبو زيد، فيؤكد أن كثيرا من المواطنين لا يقدرون على شراء البضائع الرمضانية، بسبب عدم توفر الأموال لديهم. ولفت أن الموظفين فقط من استطاعوا شراء الحاجيات وبعض المواطنين الذين حصلوا على مساعدات، وهو ما حرّك الأسواق بعض الشيء.
وتفرض سلطات الاحتلال حصارا على قطاع غزة، منذ فوز حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في الانتخابات البرلمانية، عام 2006، ثم شددته في منتصف عام 2007.
في حين، تذمر المواطن أبو علي الحواجري من ارتفاع أسعار بعض أنواع الخضار في اليومين الماضيين فقط كالبندورة والباذنجان والليمون، مشددًا على ضرورة تحرك الشرطة لمنع تلك الظاهرة التي تصاحب السلع مع كل رمضان.
ورغم ذلك قال الحواجري إن أسعار الخضروات كانت رخيصة خلال الفترة الأخيرة، إلا أنها عادت للارتفاع قليلا قبل بداية الشهر الفضيل بسبب كثرة طلب المواطنين عليها.
وأضاف الحواجري: "تشهد أسعار الأجبان انخفاضا نوعا ما، مع تعدد أصنافها، وكثرتها في المحال التجارية، وهو ما لاقى ارتياحا لدى المواطنين".
ويأمل أن تراقب وزارتي الاقتصاد والزراعة الارتفاع الطفيف على الخضروات، مشيرا إلى أن العائلات الكبيرة تشعر بالارتفاع رغم أنه طفيف بسبب حالة الفقر التي يعيشها الغزيين.
وارتفع عدد العاطلين عن العمل، بعد الحرب (الإسرائيلية) الأخيرة على قطاع غزة، إلى قرابة 200 ألف، يعيلون نحو 900 ألف نسمة، وفق بيانات لاتحاد العمال الفلسطينيين.
استعدادات للشهر الفضيل
وضمن الاستعدادات لشهر رمضان، أعلنت وزارة الاقتصاد الوطني في غزة، عن إعداد خطة لمراقبة الأسواق والتجار. وقال عبد الفتاح أبو موسى المتحدث باسم الوزارة، إن وزارته ستباشر تنفيذ الخطة التي أعدتها مع بداية شهر رمضان، مشيرا إلى أنه جرى تقسيم الموظفين إلى عدة دوريات ليلية وصباحية.
وأوضح أبو موسى أن الخطة تستهدف مراقبة الأسواق والمولات والمحلات التجارية، من خلال تنفيذ جولات تفتيشية صباحا ومساءً، بهدف المحافظة على جودة المنتج الذي يصل للمواطنين. وذكر أن البضائع تكثر في شهر رمضان، خاصة الحلاوة والأجبان وغيرها، وهو ما يدفع بعض التجار لاستغلال الموسم في رفع الأسعار وبيع بعض البضائع منتهية الصلاحية.
وحذر التجار من رفع الأسعار واحتكار البضائع، مشددا على أن من يخالف المواصفات التي تضعها الوزارة يعرض نفسه للمساءلة والمحاسبة القانونية. ولفت أبو موسى إلى أن العقوبة قد تصل إلى السجن مدة 10 سنوات، أو دفع غرامة مالية تصل إلى 10 آلاف دينار، وفق القانون المعمول به في الوزارة.
بدوره، قال يوسف حمادة، رئيس جمعية موزعي الغاز في قطاع غزة، إن جمعيته شكلت لجنة طوارئ مهمتها تنظيم وضمان إمداد المواطنين بالغاز خلال شهر رمضان. وأضاف حمادة أن اللجنة مشكلة في الخمس محافظات لقطاع غزة وتضم 5 موزعين في كل محافظة، يتم توجيه أي مواطن محتاج للغاز إليهم لتعبئة اسطوانته خلال يوم واحد.
وأشار إلى أن الخطة تهدف للتخفيف عن المواطنين في الحصول على الغاز خلال الشهر الفضيل ليكون بأريحية، خاصة مع حاجة الناس الشديدة للغاز فيه. وأكد أن كميات الغاز الموّردة أفضل من السابق في ظل إدخال سيارتين إضافيتين يوميًا، إلا أن ذلك لا يعني انتهاء الأزمة وعجز يومي بـ 70 طنا.