قائمة الموقع

"تل بلاطة".. آثار كنعانية في نابلس يلاحقها خطر التهويد

2016-06-07T09:03:52+03:00
تل بلاطة
نابلس-الرسالة نت

"شكيم الكنعانية" كما كانت تسمى في قديم الزمان، أو "حديقة تل بلاطة الأثرية" كما يطلق عليها حالياً، تتربع على تلة في المنطقة الشرقية لمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، يتداخل فيها الجمال الأثري مع تضاريس المكان الذي يشهد على الحضارة الكنعانية قبل آلاف السنين.

سور المدينة، وبقايا المعبد المحصّن الذي كانت تعبد فيه "الآلهة" الكنعانية الوثنية، وبعض المعالم التي تحدد الساحات المقدسة بالقرب من المعبد، وأساسات بوابة المدينة، ونصب حجري يسمى "الستيلة" كانت تقدم عنده القرابين، تلك المعالم الأثرية هي ما تبقى من مدينة شكيم، التي تعد من أقدم مدن العالم.

كما تضم (شكيم) مجمعا من البيوت السكنية تعود للعصر الحديدي (600-1200 قبل الميلاد)، حيث وجدت فيها أوانٍ فخارية وأختام وقطع نقدية، تم جمعها ووضعها في متحف خاص لها داخل الموقع.

ويعود تاريخ المدينة الكنعانية للألف الثاني والأول قبل الميلاد، واكتشف الموقع عام 1908م على يد الرحالة الألماني (هيرمان تيرش)، في حين تمت أول حفرية في المكان بين عامي 1913-1934م على يد بعثة ألمانية. وحظي الموقع الأثري باهتمام رسمي فلسطيني في عام 2010، حيث تم تأهيله وإنشاء متحف لمقتنياته، بحسب رئيس قسم الاستقبال في موقع تل بلاطة ريهام عيسى.

وتضيف عيسى لـ"الرسالة": "تم الترميم عام 2010، حيث قامت وزارة السياحة بالتعاون مع جامعة لايدن الهولندية على تأهيل الموقع، وتحديد مسار آمن للسائح". وأشارت إلى أن الوزارة أنشأت مركزاً للاستقبال ومتحفاً يضم بعض القطع الأثرية التي عثر عليها بالمكان، إضافة لقاعة عرض فيلم وثائقي قصير يتحدث عن تاريخ الموقع.

وبعد تأهيله، أدرج المكان على قائمة المواقع السياحية في الضفة الغربية، لا سيما على جدول الرحلات المدرسية، عدا عن استقباله لوفود سياحية من مختلف مدن العالم، بحسب عيسى، مشيرة إلى أن "تل بلاطة" وُضع ضمن المواقع الأثرية المدرجة في القائمة التمهيدية للتراث العالمي بحكم أهميتها التاريخية والأثرية.

وعلى الرغم من الدلائل التاريخية والحقائق الأثرية التي تثبت أن مدينة شكيم كنعانية، إلا أن الاحتلال "الإسرائيلي" تستهويه هذه الأماكن ليفرغ ما بجعبته من معلومات مزيفة، محاولاً إيجاد مكان له في تلك المواقع، ونسبتها له.

فلم تسلم "شكيم الكنعانية" من أكاذيب الاحتلال في أحقيته بها، زاعماً أن "النبي يوشع" خط على "الستيلة" الموجودة ضمن آثار الموقع، الوصايا العشر لبني إسرائيل، في محاولة لتبرير وجودهم في أرض فلسطين بتزييف التاريخ.

وسادت تخوفات في مدينة نابلس من استيلاء الاحتلال على "تل بلاطة" أو جعله مزاراً للمستوطنين، محاكاة لقبر يوسف الذي يزعمون أنه حق تاريخي لهم، لا سيما بعد اقتحام كبير للمكان قبل أسابيع، إذ اقتحم نحو 500 جندي "إسرائيلي" الموقع الأثري برفقة أحد الحاخامات الكبار، وأدوا طقوساً تلمودية فيه، في سابقة خطيرة، تشير لنوايا الاحتلال التي لم تعد غريبة على الفلسطينيين، بتزوير التاريخ وتلفيق الأكاذيب لخلق مبرر للوجود اليهودي بفلسطين.

وتشهد عدد من المواقع الأثرية والتاريخية في الضفة الغربية محاولات لتهويدها، بعد أن أصبحت مزارا للمستوطنين المتطرفين، الذين يؤدون طقوسهم التلمودية فيها، لا سيما قبر يوسف في نابلس، وبعض الأماكن الأثرية في سلفيت، كدير سمعان، ومقامات أثرية في قرية كفل حارس بسلفيت. كما وضع مستوطنون متطرفون رموزاً وعلامات على قلعة أثرية قرب قرية دير بلوط غرب سلفيت، في إشارة لاستيلائهم عليها وضمها لحدود مستوطنة "بدوئيل".

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00