قتل خمسة عشر شخصا وإصابة عشرات في غارات روسية وأخرى للنظام السوري على أحياء في حلب، فيما فكت فصائل المعارضة المسلحة الحصار على مدينة مارع بريف حلب الشمالي عقب انتزاع مناطق من يد تنظيم الدولة الإسلامية.
وشنت أعنف الغارات على مستشفى ميداني في حي الشعار، إذ ألقى النظام حاوية من المتفجرات على مستشفى البيان، ما أدى إلى تدمير جزءا كبيرا منه وإصابة عدد من العاملين والجرحى داخله ومقتل عشرة آخرين كان أمام المستشفى، فضلا عن دمار كبير في المباني المجاورة للمستشفى.
وشن الطيران السوري والروسي منذ ساعات الفجر الأولى أكثر من خمسين غارة تركزت على الأحياء الشرقية والجنوبية وبعض الأحياء الغربية.
وقصف النظام السوري حي المرجة جنوبي حلب بصواريخ فراغية فقتل أربعة آخرون وأصيب آخرون، كما قصف حي المعادي بحلب القديمة فقتل شخص وجرح العشرات، وتم القصف بالألغام البحرية والصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة.
وفي ريف حلب الشمالي، فك مقاتلي المعارضة المسلحة حصار تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة مارع بريف حلب الشمالي، فيما وصلت قوات سوريا الديمقراطية الكردية إلى مشارف الأحياء الشمالية والشرقية لمدينة منبج الخاضعة لسيطرة التنظيم بريف حلب الغربي.
وتحقق فك حصار مارع بعد سيطرة المعارضة على قرى كُفر كَلبين وكلجبرين وصندف عقب اشتباكات مع تنظيم الدولة انسحب عقبها من تلك المناطق، وذلك في وقت يتعرض فيه التنظيم لهجمة كبيرة من ثلاث جهات بريف حلب، إذ تشن عليها المعارضة والنظام والقوات الكردية هجمات في مناطق متفرقة.
وفي الريف الغربي، ووصلت القوات الكردية المعروفة باسم قوات سوريا الديمقراطية والمدعومة من طيران التحالف الدولي وقوات أميركية خاصة إلى مشارف الأحياء الشمالية والشمالية الشرقية لمنبج (80 كلم شمال شرق حلب).
وأفادت مصادر محلية أن القوات الكردية لم تتمكن حتى الآن من دخول المدينة، وأن المعارك تدور على أطرافها شمالا وشرقا.
وتسعى القوات الكردية لتطويق منبج -وهي معقل رئيسي للتنظيم بشمالي سوريا- من جميع الجهات، إذ تحاول قطع الطريق بين المدينة والباب غربا بعدما قطعت الطريق الإستراتيجي بين منبج وجرابلس شمالا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شرفان درويش رئيس مجلس منبج العسكري إن القوات الكردية تحيط بالمدينة من ثلاث جهات، موضحا أنه تم قطع الطريق بين منبج وجرابلس شمالا والطريق بين منبج والرقة جنوبا، والطريق الوحيد المفتوح حاليا هو الطريق إلى حلب غربا.
وقال درويش إنه إذا سيطرت القوات الكردية على منبج فإنه سيصبح بإمكانها قطع طريق الإمداد الرئيس للتنظيم بين الرقة والحدود التركية.
ونزح من ريف منبج لحد الساعة ثلاثون ألف مدني وهو رقم مرشح للارتفاع بحكم أن المدينة لم تحاصر بعد من جميع الجهات والطريق سالك لحركة النزوح.
ومعظم الأسر في الأحياء التي تحولت إلى جبهة قتال في منبج، قد نزحت عنها، حيث أخلى تنظيم الدولة بعض القرى في محيط منبج لأنها قريبة من مواقع قوات سوريا الديمقراطية، وانسحب إلى قرى أخرى أكثر تحصينا لتقوية مواقعها.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن آلاف المدنيين فروا من المدينة باتجاه مناطق سيطرة تنظيم الدولة غربا، وذلك بعدما كان يحظر عليهم في السابق الخروج.