مقال: زائر من المستقبل

بقلم: أ. وسام عفيفة

تتوالى الإنجازات بالنجاح والتخرج من الحضانة حتى الماجستير والدكتوراه، برؤية أكاديمية على الطريقة العربية، التي حفظناها في أول درس: "زرع... حصد".

خلال تأمل شاشة الكمبيوتر انهالت التهاني والتبريكات للمتفوقين في مواقع التواصل الاجتماعي.

 زاغ البصر، وخرج فجأة من الشاشة ضوء تشكل على هيئة رجل "خواجة"، قطع حالة الذهول التي انتابتني، وتحدث بلغة انجليزية مصحوبة بترجمة عربية...عرف نفسه بأنه زائر من المستقبل، ثم انتقل مباشرة للشرح من خلال عرض مرئي ثلاثي الابعاد على شاشة الكمبيوتر وقال: "سوف أطلعك على أبرز المتغيرات التي ستطرأ على حياة البشرية خلال الفترة من10 - 50 عاما قادمة"، وتابع: في المستقبل عندما يفقد أحدٌ ما أحدَ أطرافه سنتمكّن على الفور من الحصول على نسخة من الحمض النووي لهذا الشخص ونطبع ساقًا مناسبة له باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.

وخلال عشر سنوات، سيتمكن الصم والبكم من الكلام، وكل من يقرأ سيكون مُلمًّا بعشرات اللغات الأجنبية، وسينتهي مفهوم حاجز اللغة، بفضل قوة حاسوبية أكبر، وبرمجيات أفضل.

ثم انتقل إلى مشهد آخر تظهر فيه سيارات تتحرك بانتظام وقال: هذه سيارات ذاتية القيادة، ستغير المدن بشكل كبير، وهذه أيضا طائرات بدون طيار تستخدم في الأغراض اليومية مثل توصيل الطلبات إلى المنازل.

ثم توقف عند مشهد لركاب داخل كبسولة وقال بنبرة مفعمة بالافتخار: هكذا سيسافر الإنسان، إنها مجموعة سياح سينتقلون إلى المريخ، ومجموعة أخرى تسافر عبر الفضاء لأغراض تجارية.

للمرة الأولى تجرأت وتدخلت بسؤال: ولكن من أين أنتم؟

ضحك وقال: لا تستغرب نحن من كوكبكم، أنا على سبيل المثال بدأت باحثا في شركة جوجل في عام 2009 كنت واحدا من أفضل متخصصي العالم في كل المجالات، تم منحنا ميزانية ضخمة لتطوير طفرات تكنولوجية، تتقدم على التكنولوجيا السائدة بجيل أو اثنين ولاحقا أصبحنا جزءا من كيان أطلق عليه "جوجلX"، حيث خضع العمل في المختبرات للسرية المطلقة.

فجأة اختفى الرجل الضوئي... عادت شاشة الكمبيوتر لطبيعتها السابقة... ظهرت تهنئة بالحصول على الدكتوراه لرسالة بعنوان: "أثر الازدحام الصفي على تحصيل طلبة الصف السادس الأساسي في مدارس وكالة الغوث الدولية."

البث المباشر