استعرض إيريز فاينر الكاتب الإسرائيلي في موقع "إن آر جي" عددا من الخطوات التي قال إن من شأنها حل مشكلة تواصل العمليات الفلسطينية المسلحة ضد الإسرائيليين.
وتحدث فاينر عن محاربة التحريض، والتفريق بين السكان الفلسطينيين ومنفذي العمليات، وتوجيه العقوبات أكثر للدائرة المحيطة بمنفذي هذه الهجمات.
وأوضح فاينر أن الحل الأساسي لظاهرة العمليات الفلسطينية لا يكمن في أن تستنفر إسرائيل كامل منظومتها الأمنية القوية لمحو مدن كاملة من أجل ملاحقة مسلح بسلاح بدائي، بل إن الحل يبدأ من فهم جذور المشكلة، ومعرفة أنه ليست هناك حلول سحرية للهجمات الفلسطينية.
وقال لا توجد جدوى لخطوة عسكرية واحدة، وعملية سياسية واحدة، تؤدي في النهاية إلى اقتلاع العمليات والعنف.
وأضاف أنه جرت العادة فور وقوع أي هجمة فلسطينية أن يتم استدعاء اجتماع طارئ للقيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية، والخطوة الأولى الأوتوماتيكية هي عقد جلسة تقييم طارئة، تعرض صورة للوضع الأمني على الأرض، بينما يقوم جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) بالتحقيق في صلات المنفذين بالمنظمات الفلسطينية، ويبدأ الجيش الإسرائيلي وضع الحواجز الميدانية في الضفة الغربية، ويقطع أوصال المدن الفلسطينية، ويشن حملات الاعتقالات، أما السياسيون الإسرائيليون فيصدرون الوعود، ويطالبون بقبضة حديدية لاجتثاث موجة العمليات".
ورأى أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية الحالية تفهم جيدا المعطيات على الأرض، ولديها علم كامل بطبيعة الرد المطلوب للتعامل مع العمليات الفلسطينية، وإن كان من أدوات مساعدة ووسائل لازمة فهي خاصة بالمستويين السياسي والقانوني.
وتابع فاينر أنه يمكن الحديث عن ثلاثة مركبات أساسية للحل، يتعلق الأول بالتعامل بكل جدية مع ظاهرة التحريض على القتل من أساسها.
وبين أن إسرائيل امتنعت حتى اللحظة عن الانشغال بهذه القضية بالجدية اللازمة طوال السنين الماضية، مع أن هذا التحريض يصب مزيدا من الزيت على نار الهجمات الفلسطينية.
مواجهة التحريض
ورأى فاينر أنه في حال تم التعامل بقوة وصرامة ضد التحريض فسيؤدي ذلك لإضعاف العمليات الفلسطينية، ومن ثم وقف تمددها وتوسعها.
أما الإجراء الثاني -يقول الكاتب الإسرائيلي- فيتعلق بضرورة التفريق بين السكان الفلسطينيين المدنيين ومنفذي الهجمات في الضفة الغربية، وهو ما من شأنه منع انضمام باقي الفلسطينيين لهذه الموجة الدامية.
وعبر عن اعتقاده بأن هذا التفريق يجعل لدى الفلسطينيين ما يخسرونه في حال انضموا لهذه الموجة.
وقال إن المنطقة الفلسطينية الهادئة تتمتع بحرية الحركة، وتصاريح العمل وهكذا، في حين يتم التعامل بتركيز موجه ضد المناطق التي تخرج منها الهجمات، مشيرا إلى أن التجربة التاريخية الإسرائيلية في مواجهة الهجمات الفلسطينية تعطي مصداقية لهذه الوسيلة.
ووفق إيريز فاينر فإن الإجراء الثاني لمواجهة العمليات الفلسطينية يتمثل في المعالجة الميدانية الفورية لمنفذي الهجمات عبر اتخاذ خطوات صارمة وقاسية ضد المنفذين وعائلاتهم، لا سيما من خلال هدم منازلهم بصورة فورية دون انتظار الإجراءات القانونية الطويلة، بما يعني "ضرب الحديد وهو ساخن".
وخلص إلى أن "هذه عملية مركبة ومتزامنة، ومتى تم اللجوء إلى هذه الحلول مجتمعة، فإن ذلك سيؤدي إلى ردع الفلسطينيين وتهدئة الأوضاع على الأرض، بالتوافق مع استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية في الميدان داخل الضفة الغربية، وهو ما تم القيام به في ذروة الانتفاضة الثانية، وأثبت نجاحه".
الجزيرة نت