قائد الطوفان قائد الطوفان

يفتقدون حلوى "المعروك"

سوريون يعيشون طقوس بلادهم الرمضانية في غزة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

غزة- مها شهوان

 

للعام الثالث على التوالي ترسل السيدة السورية "هديل عبد الكريم" أطباق الكبة بأنواعها لجاراتها اللواتي يطلبنها بأنفسهن كونها تجيدها بطريقتها الاصلية، عدا عن الحلويات السورية التي ترسلها لهن لا سيما في شهر رمضان.

داخل منزلها وسط مدينة غزة، تجتمع جارات "هديل" ليأخذن منها بعض الوصفات لإعدادها قبل موعد الافطار، لتزيين موائدهن الرمضانية بأطباق شامية اعتدن على مشاهدتها عبر المسلسلات السورية.

تقول:" رغم أني أعلم جاراتي بعض الوصفات السورية، إلا أني افتقد أكلات اعتدت عليها في بلدي ولا أجد مكوناتها في غزة (..) الأجواء الرمضانية في سوريا تختلف عن غزة فهناك الأهل بينما هنا لا يطرق بابي سوى جاراتي وأصدقاء زوجي".

وتفتقد "هديل" وهي أم لأربعة أبناء لمة عائلتها في رمضان، وكذلك صوت المسحراتي بلهجته الحلبية، وتعلق على ذلك:" منذ هروبنا من الحرب إلى غزة لم يقصر أحد معنا من الغزيين، فجميعهم يأتون لتفقد حالنا لاسيما في المناسبات، لكن تبقى لمة العائلة مميزة".

وتحاول الأم السورية تعويد أبنائها على العادات السورية في شهر رمضان، لكنهم يميلون إلى ما يفعله أصدقائؤهم الغزيون، فتروي ضاحكة" بداية شهر رمضان وجدت أبنائي يهربون من المطبخ إلى الشارع سريعا، وعند مراقبتهم وجدتهم يأخذون "سلك الجلي" ويشعلونه كبقية اقرانهم.

*****الزي الشامي

وإلى الجنوب من قطاع غزة حيث يسكن السوري ماجد العطار، والذي جاء برفقة زوجته الغزية قبل ما يقارب الثلاث سنوات، بسبب سوء الأوضاع في بلده فقد كان يعيش بالقرب من "ريف دمشق".

يستذكر أيام رمضان في بلده حينما كانوا يعلقون الزينة في حاراتهم وواجهات البيوت، ويشير إلى أنه في العام الحالي بدأ اهتمام الغزيين بالزينة، لكن تغيب الطقوس السورية كونهم أقرب للعادات المصرية بطقوسهم وأكلاتهم.

ويوضح أنه يعيش الطقوس الغزية في رمضان، حيث تعد له زوجته طبق الملوخية والمقلوبة بداية الشهر كما اعتاد أهل البلاد، عدا عن القطائف التي يختلف مذاقها وشكلها عن القطائف السورية.

وعن الأكلات التي يستفقدها الكبة التي تخلو مائدته منها بسبب ضيق الحال، فبالكاد يتمكن من اعدادها مرة واحدة طيلة الشهر.

ويحاول العطار أن يصل رحمه ويتحدث مع عائلته عبر الانترنت، لكن كثيرا لا يستطيع الوصول بسبب تعطل الشبكة، فمنذ بدء الشهر الكريم لم يتحدث إليهم سوى مرة واحدة، متمنيا أن يجتمع معهم العام المقبل بعد انتهاء الحرب.

أما الشاب السوري أنس قاطرجي، يتذكر مائدة عائلته الشامية حيث الفتوش والكبة واللبن والتبولة، فرغم تشابه بعض الأكلات بين غزة والشام، إلا أن لكل بلد مذاقا مختلفا وفق قوله.

قاطرجي متزوج من فتاة غزية، تحاول دوما أن تصنع له اجواء سوريا في بيتهم فتتواصل مع عائلته وتأخذ الوصفات المختلفة من حماتها "كاليبرق"، كما وتطلب منها الأخيرة أن تعلمها بعض الأكلات الغزاوية كالمقلوبة.

ويصر الشاب أن تتزين طاولته الرمضانية بالعصائر التي اعتاد عليها كعرق السوس والتمر الهندي، لكنه يفتقد لبن العيران الذي اعتاد عليه في سوريا، كما ويساعد زوجته في اعداد بعض الاكلات السورية كالملوخية الورق والمحاشي والبرغل.

ويفتقد قاطرجي ما اعتاد عليها من طقوس في الشهر الكريم، حينما كان يذهب لشراء مشروب "عرق سوس" يوميا من رجل في حارته يرتدي الزي الشامي، بالإضافة إلى حلوى "المعروك" التي يتناولها السوريون بعد وجبة الافطار.

ويحكي قاطرجي أنه كان يخرج مع أصدقائه بعد صلاة التراويح، لكن الآن يحاول أن يعوض هذا النقص بخروجه مع زوجته إلى بحر غزة وبعض أصحابه السوريين في غزة.

البث المباشر