اقتربت ساعات وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق التركي –الاسرائيلي، لإنهاء الازمة التي نشبت بعد الاعتداء الاسرائيلي على سفينة مرمرة في عام 2010م، والذي أدى الى استشهاد 9 أتراك، ما أدّى إلى حدوث قطيعة سياسية بين الطرفين.
"الرسالة " واكبت تطورات التفاوض بين الطرفين منذ بدايته، واليوم تكشف عن تفاصيل الساعات الأخيرة في مباحثات الاتفاق، الذي يسعى بحسب المسؤولين الأتراك لتخفيف إجراءات الحصار عن غزة، مع ابقاء الدور التركي في مواصلة الضغط على اسرائيل للعمل على رفع الحصار بشكل كامل.
وطبقًا لما كشفه المسؤولون الأتراك ومصطفى فايد سفير السلطة الفلسطينية في أنقرة فإن الجلسة الاخيرة للاتفاق ستكون يوم الأحد المقبل، ليعود كل طرف لتدارس ما تم التوافق عليه، متوقعين أن يتم الإعلان بشكل رسمي عن الاتفاق مطلع الأسبوع الذي يليه.
ويؤكد المسؤولون الأتراك في تصريحات منفصلة لـ"الرسالة نت"، أن الاتفاق يضمن فتح خط بحري بين قبرص التركية وميناء اسدود، مع إنشاء محطة كهرباء بغزة بتبرع تركي بعد رفض إسرائيل الموافقة على سفينة الكهرباء العائمة، وفتح المعابر والسماح بإدخال البضائع التركية من خلال مراقبة تركية وإسرائيلية مشتركة.
ويوضح المسؤولون أن المراقبة التركية تتخلص في متابعة السلوك الاسرائيلي تجاه تطبيق الاتفاق، بينما تراقب اسرائيل طبيعة البضائع التي ستدخل إلى قطاع غزة.
انتهاء المشاورات
أحمد فارول القيادي في حزب العدالة والتنمية كشف لـ"الرسالة نت"، أن اللقاء النهائي بين الطرفين سيكون يوم الإحد المقبل، حيث سيجري وضع اللمسات الأخيرة في الاتفاق، ومن ثم يعود كل طرف إلى مرجعياته، وبعدها سيجري الإعلان عن الاتفاق بشكل نهائي بعد إقراره، وقد يتم في غضون أسبوع واحد -على الأكثر-.
وقال فارول إن تركيا لم تتنازل عن مطلب رفع الحصار عن غزة، ولكن بقي الحديث عن كيفية التطبيق، مضيفا "إسرائيل أرادت ان يجري ذلك عن طريقها، من خلال فتح ميناء بحري من قبرص لاسدود، وليس فتح خط مباشر بين قبرص وغزة".
فارول: الأحد المقبل اجتماع نهائي بين فريقي التفاوض التركي والاسرائيلي لوضع لمسات الاتفاق
وأشار إلى أن اسرائيل أعطت موافقة نهائية بشأن فتح الخط المائي والتعويضات المالية لذوي الضحايا وهي تصل لـعشرين مليون دولار، ولكن " تركيا أصرت على أن يكون لها دورًا مراقبًا بما يضمن ادخال الاحتياجات الأساسية لغزة.
ورجح فارول أن يجري الاتفاق في الساعات المقبلة القادمة على بناء ميناء بحري خلال فترة لاحقة، "إذ أن تركيا ستبقى تدفع في اتجاه فتح ميناء في المرحلة المقبلة"، مشيرا إلى أن الاتفاق يضمن إدخال جميع المواد التي تحتاجها غزة ضمن هذه الآلية.
وبيّن أن تطبيق الاتفاق بحسب ما رشح من مصادر أولية، سيجري خلال فترات زمنية وضمن مراحل تضمن " فتح بوابات لغزة".
وأكد فارول أن الاتفاق يتضمن بناء محطة كهرباء في غزة تتبرع بها تركيا، إضافة لبناء محطة تحلية.
ولفت إلى أن قضية الخلاف طيلة الفترة الماضية كانت على قضية رفع الحصار وليس وجود حماس في تركيا "لأن حماس أصلا لا يوجد لديها تمثيل سياسي او عسكري في البلاد" –حسب قوله-.
ونبّه إلى أن كل ما أشيع في هذا الشأن كان كذبا من الاعلام الاسرائيلي.
وأشار فارول إلى أن العلاقة بين اسرائيل وتركيا ستعود إلى وضعها السابق بعد التوقيع على الاتفاق، ورفع درجة التمثيل السياسي الى سفير الذي سيعود إلى ممارسة عمله هناك.
وأوضح أن العلاقة بين اسرائيل وتركيا لم تنقطع طيلة السنوات الماضية، سواء كان تجاريًا او عسكريًا، والذي تأثر فقط درجة التمثيل السياسي التي ستعود إلى درجة سفير.
هورموز: اسرائيل وافقت عمليا على الإعتذار وتقديم التعويضات، وفتح ممر مائي مع غزة
وحول الدعاوى التي رفعت عبر منظمة الـihh ضد الاحتلال، فأكدّ أن الأهمية تكمن في رفع الحصار عن غزة وتحقيق مطالب الشهداء الرامية لإنهاء الحصار كاملاً، مشيرا إلى أن عوائل الشهداء يصرون على ابقاء قضاياهم ضد اسرائيل في المحاكم الدولية.
موافقة اسرائيلية
بدوره، قال ارشاد هومرموز مستشار الرئيس التركي رجب طيب ارودغان لـ"الرسالة نت"، إن اسرائيل وافقت عمليا على الإعتذار وتقديم التعويضات، وفتح ممر مائي مع غزة.
وأكد هورموز أن الطواقم المفاوضة ستعود إلى قيادتها لإطلاعها على اللمسات الأخيرة للاتفاق، "ما يمكن قوله أن هناك رغبة تركية في رفع الحصار وتخفيف الاجراءات الاسرائيلية ضد غزة، وهناك اصرار تركي على ذلك"، وفقًا لتعبيره.
وأكدّ أن اسرائيل ستسمح بموجب الاتفاق عل ىإادخال مواد البناء والسماح بادخال كل ما يحتاجه القطاع من مستلزمات عبر المعابر التي ستفتح جميعها، وليس الاقتصار على الخط البحري.
وأشار إلى أن الميناء البحري أحد المطالب التركية التي لا تزال قائمة، مؤكدا سعي تركيا الدائم إلى رفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة.
وأعرب عن أمله بأن تتكلل الجهود التركية بالنجاح، خاصة في ظل ما يعانيه سكان قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي، وأن يتم فتح المعابر الأخرى كمعبر رفح من خلال مواصلة التباحث مع دول المنطقة.
وفيما يتعلق بالعلاقة مع حركة حماس، أكد أن العلاقة غير قابلة للنقاش مبدئيًا ، وما طرح يتحدث عن وقف انشطة عسكرية تخرج من تركيا ضد اسرائيل، وهو أمر لم يحدث من قبل، ولا يوجد دليل دامغ عليه.
محطتا تحلية وكهرباء
أمّا بشأن التفاصيل المتعلقة بقضايا الكهرباء والمياه، كشف فايد مصطفى سفير السلطة الفلسطينية في أنقرة، أن تركيا ستشارك في مشروع دولي لانشاء محطة تحلية مياه البحر في غزة، يشرف على تنفيذه اطار يسمى "الاتحاد من أجل المتوسط".
فايد: اجتماع دولي بمشاركة تركية لتمويل انشاء محطة تحلية كبيرة بغزة
وأوضح مصطفى لـ"الرسالة نت" أن تركيا ستشارك في بناء محطة التحلية لهذا المشروع الذي يكلف ملايين الدولارات، مشيرا الى أن اجتماعًا قريبًا سيعقد على مستوى دولي لتمويل انشاء هذه المحطة التي ستكون تركيا في طليعة الدول المشاركة فيها والتي ستساهم في دفع تكاليف انشاءها.
وبيّن أن الأتراك أبلغوهم برفض اسرائيل إرسال محطة كهرباء عبر سفينة عائمة، مما استدعى التوجه لإنشاء محطة في غزة " لكنهم لم يبلغونا عما توصلوا إليه في ذلك الصدد" –حسب قوله-.
وقال إن المسؤولين الأتراك أكدوا أولوية مشاريع المياه والكهرباء في إطار مفاوضاتهم مع الاسرائيليين، لافتًا إلى أن الاتفاق سيعرض على السلطة الفلسطينية بعد الاجتماع الذي سيعقد بين الطرفين.