10 أعوام على عملية "الوهم المتبدد".. الضربة القاصمة للاحتلال

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

غزة-الرسالة نت

يصادف اليوم السبت الذكرى العاشرة لعملية "الوهم المتبدد" التي أسر فيها الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" في قطاع غزة عام 2006، وأنجزت بموجبها صفقة "وفاء الأحرار" التي أفرج فيها عن أكثر من ألف أسير فلسطيني.

وعكس نجاح هذه العملية وجود تطور وتقدم على صعيد الأداء العسكري للفصائل الفلسطينية وبالتحديد للجناح العسكري لحركة حماس، إذ أظهرت هذه العملية براعة استراتيجيتهم الاستخباراتية، وحنكتهم في رسم الخطط العسكرية، وكذلك الحس الأمني العالي للأمن العملياتي الخاص بالجناح المسلح.

فقبل عدة شهور أعلنت كتائب القسام عن وحدة الظل القسامية، ونشرت معلومات تخص بعضاً من أفرادها الذين شاركوا باحتجاز الجندي (شاليط)، وأسندت الكتائب للوحدة مهمة الاحتفاظ بالجنود الأسرى لدى كتائب القسام وكسر قيود الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو.

أسباب العملية

أرادت كتائب القسام توجيه ضربة قاصمة للعدو، رداً على ممارساته بحق الأبرياء في قطاع غزة، وإمعان الاحتلال في معاقبة الشعب الفلسطيني على خياره انتخاب حركة حماس، من خلال تجويعه ومساومته على لقمة عيشه وحليب أطفاله، ومبالغة الاحتلال في العدوان ولاسيما ضد النساء والأطفال، الأمر الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 80 وجرح العشرات في الأسابيع الثلاثة الأولى منذ تشكيل الحكومة برئاسة إسماعيل هنية.

وتأزم أوضاع الأسرى داخل السجون بعد انسحاب الاحتلال من قطاع غزة عام 2005، حيث بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجونه حوالي (8500) أسيرا، منهم (116) أسيرة يتعرضون للعنف والتعذيب والضرب والعزل الانفرادي، وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية كانت هذه العملية كي يتم تحريرهم بغية التخفيف من معاناتهم.

مجريات العملية

نفذت العملية صباح الأحد 29 جمادى الأولى 1427هـ الموافق 25/06/2006م في مواقع الإسناد والحماية التابعة لجيش الاحتلال "في موقع عسكري استخباري يمتد لمسافة تقارب الكيلومتر، بدأت العملية في تمام الساعة 05:15 بقصف تمهيدي وإشغال لحامية معبري صوفا وكرم أبو سالم بمدفعية الهاون.

ثم بدأ التنفيذ الفعلي الذي قامت به وحدة الاقتحام والتي تسللت للموقع عبر نفق أرضي وتمركزت خلف صفوف العدو، ثم انقسمت إلى عدة مجموعات وكل مجموعة كلفت بضرب أهداف محددة، وهي على النحو الآتي:

المجموعة الأولى: قامت بتفجير دبابة الميركفاة التي كانت تقوم بأعمال الحماية والإسناد في الموقع، وأسفر الهجوم على الدبابة عن مقتل اثنين من طاقمها وإصابة آخر، ووقوع جندي على قيد الحياة في قبضة القسام.

المجموعة الثانية: قامت بتدمير ناقلة الجند وتم مصرع جميع طاقمها، لكن العدو وكعادته حاول التكتم على خسائره، وحاول أن يقلل خسائره عندما ادعى أن ناقلة الجند وضعت في الموقع لأغراض التمويه.

المجموعة الثالثة: قامت بتدمير الموقع العسكري الاستخباري (البرج الأحمر) بشكل جزئي، ومن ثم قامت بالاشتباك مع الجنود الذين يعتلون الموقع، واستشهد في هذا الاشتباك الشهيدان محمد فروانة، وحامد الرنتيسي.

ثم انسحب المجاهدون الذين اقتحموا الموقع وعادوا إلى قواعدهم تحفهم عناية الرحمن بعد أن نفذوا بكل إتقان العملية، والأهم عودتهم بالصيد الثمين الذين أحيا منذ تلك اللحظة الأمل بالحرية للأسرى الأبطال.

وأسفرت العملية عن أسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" من داخل دبابته، كما أسفرت عن مقتل قائد الدبابة ومساعده بالإضافة إلى إصابة ستة آخرين بجراح، واستشهاد الاستشهادي محمد فروانة، والمجاهــد حامد الرنتيسي، والشهيد أشرف مطيع محمود المعشر، والقائد تيسير سعيد سليمان أبو سنيمة.

نتائج العملية

أولا/ النتائج المباشرة:

1- الخسائر البشرية: أسر المجاهدون الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط" من داخل دبابته، كما أسفرت العملية عن مقتل قائد الدبابة ومساعده بالإضافة إلى إصابة ستة آخرين بجراح.

2- الخسائر المادية: تدمير دبابة الميركافاة (3) المطورة، وكذلك ناقلة جند مصفحة بالإضافة إلى حدوث أضرار جزئية في الموقع العسكري الاستخباري (البرج الأحمر).

3- الخسارة الأمنية: ألحقت هذه العملية خسارة أمنية فادحة بالعدو ، وعلى إثر هذه العملية نشبت خلافات حادة بين جهاز الأمن الصهيوني "الشاباك" والجيش حول الفشل الاستخباري الذي صاحب العملية، من خلال قدرة الفصائل على حفر النفق الذي استخدم في عملية الاقتحام دون أن يكتشف العدو أمره ويقوم بتدميره قبل تنفيذ العملية.

ثانيا/ النتائج غير المباشرة:

1- إتمام صفقة الحرائر: حيث جرت هذه الصفقة برعاية الوسيط الألماني، وهي قيام الاحتلال بالإفراج عن (20) أسيرة فلسطينية، وثلاثة أسرى من الجولان السوري، مقابل شريط فيديو لمدة دقيقة للجندي الصهيوني الأسير.

2- إتمام صفقة وفاء الأحرار: تمت هذه الصفقة بوساطة من المخابرات المصرية، وكان العدد الكلي للأسرى المفرج عنهم في الصفقة (1027) وتمت على مرحلتين:

• المرحلة الأولى: تشمل (450) أسيرا منهم (315) محكومين بالسجن المؤبد والباقي من المحكوميات العالية، إضافة إلى (27) أسيرة منهم خمسة محكوم عليهن بالسجن المؤبد.

• المرحلة الثانية: تم تنفيذها بعد شهرين من تنفيذ المرحلة الأولى وفق معايير أهمها أن لا يكون الأسرى المفرج عنهم معتقلين على خلفية جنائية.

البث المباشر