قائمة الموقع

عائلة أبو محمود: لا هواء ولا شمس ولا حياة .. احنا مدفونين بالبدرم

2016-06-27T07:37:57+03:00
IMG_2718
غزة-أمل حبيب

أربع درجات أو يزيد لابد لك أن تتخطاها نزولاً للأسفل حتى تصل للباب المؤدي إلى بيت أبو محمود الأشبه بقبر مفتوح أسفل الأرض.

ستلاحقك طبقات العفن المغطية لغالبية جدران المنزل، كملاحقة صغاره الخمسة لفلاش الكاميرا، وهم يوزعون الابتسامات لفريق "ألم وأمل" أملًا أن نعود لنرسم على محياهم الفرحة بكسوة العيد أو حتى خزانة ملابس يقدمها لهم أهل الخير.

ستزكم أنفك رائحة الرطوبة والعتمة لا محالة خلال تجوالك في بيت أم محمود المكون من غرفتين إحداهما تتكوم في منتصفها أكوام ملابس الصغار البالية.

يقول محمود قبل سؤالنا عن سبب وجود الملابس على الأرض: "ما عنا خزانة ولا سراير"، التزم الصغير الصمت فالمشهد كفيل بأن يخبرنا بأن الوضع "كرب".

أكملت الصغيرة فرح _8سنوات_ وصف حالتهم قائلة: "بنشحد صحن الطبيخ"، قاطعتها والدتها التي كانت تحمل صغيرها محمد: "وضعنا صعب وصفه والبيت زي القبر بدو ترميم وصيانة".

أم محمود التي عانت وصغارها من الرطوبة وتآكل جدران البيت الذي لخص وضعه زوجها بالقول:" لا هوا ولا شمس ولا حياة .. احنا مدفونين هنا ويا ريت نلاقي من يساعدنا". 

أحبال الغسيل مرصوصة خلف بعضها تباعًا، مثقلة بالملابس المبللة منذ يومين والتي لم تجف حتى مغادرة فريق "ألم وأمل" البيت، كما دمعات الصغار الذين ينتظرون من يبهجهم بكسوة العيد وترميم المنزل لعلهم ينسون سنوات الألم.

تفطر العائلة على علب البقوليات كالفول والحمص التي تتوفر لهم من أهل الخير، أو بقايا الطرد الغذائي "الكوبون" الذي وصلهم بداية الشهر الفضيل.

يضيق صدر الزائر لبيت أم محمود شرق حي الشجاعية من الحزن المقيم مع أفراد الأسرة تارة، وتارة أخرى من نقص الأكسجين الذي افترسته الرطوبة والعتمة.

غادرنا المكان وصعدنا الدرجات الأربع بحذر بعد أن طلب أبو محمود منا ذلك، وهو يسترجع حادثة سقوط صغيرته عنها مما أحوجها لإجراء عملية جراحية في ذراعها.

سطع النور في وجهنا فور خروجنا من البدرم، آملين أن يلمع بصيص أمل في تلك البقعة السوداء من حياة أبو محمود عند تفاعل أهل الخير والتواصل لمد يد العون لهم.

 

فسحة أمل

تهافتت القلوب الرحيمة لتقديم يد العون وإدخال الفرحة على عائلة أبو شادي والتي عرضت حالتها الإنسانية الصعبة خلال زاوية "ألم وأمل" في عدد الاثنين الماضي، حيث وصلهم مبلغ 150 شيكلا، إضافة إلى وجبة غذائية، وكسوة للعيد لصغارهم، وتحديدا الفستان الأحمر الذي كانت تحلم به الصغيرة نسمة. 



IMG_2709.JPG

IMG_2711.JPG

IMG_2725.JPG

 

اخبار ذات صلة