أبرز المحطات التاريخية للعلاقات "التركية الإسرائيلية"

الرسالة نت – عائد الحلبي

شهدت العلاقات "التركية الإسرائيلية" تذبذباً واضحاً بين القطيعة والتطبيع، منذ إعلان احتلال فلسطين عام 1948م، وصولاً إلى إعلان اتفاق التطبيع الرسمي، صباح اليوم الإثنين، في أنقرة وروما.

ففي عام 1974م، اعترضت تركيا على بنود الأمم المتحدة للتقسيم، والتي شملت إقامة دولة يهودية ودولة عربية في فلسطين، إلا أن هذا الاعتراض لم يدم طويلاً حتى اعترفت تركيا بإسرائيل رسمياً عام 1949م لتكون أول دولة مسلمة تعترف بإسرائيل.

ثم ما لبثت الأيام أن تمر، حتى أُقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين عام 1950م، وتبادلوا الممثلين برتبة "مفوض".

وإثر حرب 1967م نشبت أزمة جديدة بين الطرفين، ثم تفاقمت بعد إعلان القدس عاصمة لـ "إسرائيل" في القانون الأساسي، وانتهت بزيارة الرئيس التركي سليمان دميرل لتل الربيع المحتلة عام 1996م، حيث جرى توقيع اتفاق تجارة حرة أدى إلى تعاون وازدهار الاقتصاد بين البلدين.

وبعد تولي رجب طيب أردوغان رئاسة الوزراء عام 2002م في تركيا، انتهج خطاً مُضادا لإسرائيل، أدى إلى بداية تدهور حقيقي في العلاقات التركية الإسرائيلية.

هذا التدهور تم السيطرة عليه، وإعادة العلاقات، وذلك بعد زيارة وزير الخارجية عبد الله جول لإسرائيل للمرة الأولى عام 2005م، تلتها زيارة أخرى لأردوغان التقى فيها برئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك آرييل شارون.

ومع اندلاع حرب لبنان الثانية عام 2006م وحرب غزة الأولى عام 2008، تباعدت العلاقات بين الطرفين، وأعلنت تركيا إلغاء التدريب المشترك مع سلاح الجو الإسرائيلي والذي كان من المزمع إجراءه عام 2009م.

وفي عام 2010م، نشبت أزمة دبلوماسية مع توبيخ السفير التركي حول مسلسل وادي الذئاب، وتعمقت بشكل كبير مع اعتراض جيش الاحتلال لسفينة تركية محملة بالمساعدات لغزة، واستشهد على متنها تسعة أتراك وأصيب عدد كبير برصاص الاحتلال.

ورداً على الجريمة الصهيونية، ومع صدور تقرير لجنة الأمم المتحدة لاستقصاء أحداث "أسطول الحرية، أعلنت تركيا رسمياً إنهاء علاقتها بإسرائيل، مطالبةً الأخيرة بالاعتذار ودفع تعويضات لأهالي الشهداء، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

في عام 2013م بدأت "إسرائيل" بالخضوع للشروط التركية، أملاً في إعادة العلاقات بين الطرفين، حيث هاتف رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو نظيره التركي رجب طيب أردوغان واعتذر له عن حادثة الأسطول، وعبّر عن أسفه على الأضرار والوفيات التي وقعت في الحادثة.

وتعهدت إسرائيل بدفع تعويضات لأهالي شهداء سفينة "أسطول الحرية"، إلا أنها كانت ترفض مسألة تخفيف أو رفع الحصار عن قطاع غزة، بحجة أنه يشكل تهديد أمني لها، إلا أن تركيا كانت مُصرة على موقفها، وهذا السبب جعل تأخير الاتفاق سيد الموقف.

وفي صباح اليوم الاثنين، السابع والعشرين من شهر يونيو لعام 2016م، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تطبيع العلاقات رسمياً بينهما.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن الاتفاق سيوقّع غدا، وإن تركيا سترسل أول شحنة مساعدات إلى قطاع غزة يوم الجمعة المقبل. وأشار إلى أن (إسرائيل) ستدفع 20 مليون دولار لضحايا الهجوم على سفينة المساعدات التركية (مرمرة).

وأوضح يلدريم أن الاتفاق التركي الإسرائيلي سيحال إلى البرلمان التركي خلال 3 أيام، مؤكدا أن أنقرة "تبذل كافة جهودها من أجل توليد التيار الكهربائي في قطاع غزة، وإنهاء الحصار".

البث المباشر