الرسالة نت – رائد أبو جراد
"دم شعبي التركي غير رخيص ولن نصمت على الجريمة" بهذه العبارة بدأت السيدة التركية الأصل ميرال ياسين مديرة مؤسسة الفضيلة والديمقراطية التركية العاملة في قطاع غزة حديثها لـ"الرسالة نت"، مطالبةً المسئولين الأتراك عدم الصمت والسكوت على جريمة الاحتلال الصهيوني بحق المتضامنين خاصة الأتراك.
وشدد عدد من الأتراك المقيمين في قطاع غزة على أنهم لم يتوقعوا حدوث هذا الحد من الإجرام والاعتداء الصهيوني على سفن الحرية والمتضامنين على متنها، موضحين أن جريمة الاحتلال فجر أمس في المياه الإقليمية بعرض البحر الأبيض المتوسط أدت لوضع مأساوي كبير.
فعاليات جماهيرية
وأكد هؤلاء في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" أنهم عاكفون على تنظيم فعاليات جماهيرية في غزة استنكاراً وتنديداً للجريمة الصهيونية، مشيرين إلى أن حجم الأتراك في قطاع غزة وصل لأكثر من 600 عائلة تقطن القطاع منذ عدة سنوات.
محمد كايا رئيس هيئة الإغاثة التركية IHH في قطاع غزة يرى أن الجريمة التي ارتكبت بحق متضامنو سفن الحرية "كبيرة" بحق المتضامنين الذين مثلوا أكثر من 40 دولة قدموا بهدف كسر الحصار المفروض على إخوانهم المسلمين في قطاع غزة.
وشاركته الرأي مديرة مؤسسة الديمقراطية والعدالة التركية في غزة ميرال ياسين بوصفها الاعتداء على سفن الحرية بـ "الجريمة الكبيرة" التي لم تحصل على مدار التاريخ، مشددةً على أن دم الشعب التركي الذي سقط في عرض البحر فجر أمس غير رخيص.
مدير مؤسسة "ياردم إلى" التركية في قطاع غزة المهندس هاني الأغا من جانبه قال :"نأسف كثيراً لما حصل وكنا نتمنى أن لا يحصل ذلك وأن تصل سفن الحرية لغزة وتؤدي الغرض والرسالة التي طلبت منها، كان من المتوقع أن يتم اعتقال المتضامنين وسحب السفن ومصادرة المساعدات لكننا لم نتوقع أن يصل الإجرام والاعتداء لهذا الحد".
وفي معرض حديثه عن موقفهم القادم بعد اعتراض سفن الحرية ومصادرة المساعدات قال كايا :"نطالب حل المشكلة الحالية وبعدها سنفكر في القوافل الجديدة وإيصال مساعدات للشعب الفلسطيني بغزة"، نافياً وجود أي خبر أو معلومات لديهم حول مصير السفن التي سحبها الاحتلال لميناء أسدود.
ضربة كبيرة
وقالت ياسين التي بدا صوتها متقطعاً عبر الهاتف من شدة الحزن والغضب على الاعتداء الصهيوني:"لم يكن المتضامنون يشكلون أي خطر على (إسرائيل) التي لا يريد إيصال أي مساعدات لقطاع غزة"، مضيفةً:"لدينا فعاليات ستنطلق في غزة استنكاراً لما حدث والجريمة ضربة كبيرة للشعب التركي".
ويؤكد الأغا أن الجريمة أدت لوضع مأساوي كبير، مشيراً إلى أن جميع المتضامنين العرب والأجانب والمسلمون كانوا قادمين لتقديم مساعدات للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة وكانوا مدنيين عزل من السلاح.
ونفى كايا وجود أي معلومات لديهم عن حصيلة المتضامنين الأتراك الذين سقطوا بين شهيد وجريح جراء اعتداء جنود الاحتلال عليهم على سطح سفينة مرمرة التركية، مضيفاً :"يجب أن يتوقفهذا الحصار الظالم ويضع له حد، ويجب على الحكام العرب والمسلمين أن يفعلوا شئ لأهل غزة المحاصرين".
وأشارت ياسين إلى أنها عملت طيلة 6سنوات مع كثير من المتضامنين الأتراك الذين تعرضوا للهجوم الصهيوني أمس الاثنين، مبينةً أن أكثر من 20 متضامن تركي يمثلون مؤسسة الإغاثة التركية IHH كلهم من زملائها في العمل الاغاثي ومعظمهم قدموا لغزة بعد انتهاء الحرب الصهيونية مطلع العام الماضي.
ويضيف الأغا:"لم ينتظر المتضامنون الأحرار كل هذا العنت والإجرام الصهيوني، كان الوضع صعباً جداً ولم يتوقع أحد أن يصل الحد والوضع لذلك الهجوم".
ويرى أن وضع التضامن الدولي والعالمي سيتصاعد في الأيام المقبلة، مستطرداً:" بداية القوافل كانت تحمل مساعدات بسيطة ثم زاد حجم المساعدات المقدمة والمرحلة المقبلة ستشهد عزيمة وإصرار كبيرين على القدوم وكسر الحصار عن الفلسطينيين".
يذكر أنه بعد انتهاء الحرب الصهيونية المسعورة على غزة التي دمرت الشجر والحجر والبشر، قدمت العديد من الوفود والجمعيات والشخصيات الإسلامية والعربية والعالمية الاغاثية للقطاع وقد تميز بين هذه الوفود الجمعيات والمؤسسات والشخصيات التي قدمت الدعم للغزيين الذين يعانون مرارة الحصار للعام الرابع على التوالي سواء كان مادياً أو معنوياً أو سياسياً.