قال رئيس الموساد الإسرائيلي الأسبق افرايم هليفي، إن "إسرائيل" بقيت عملياً بلا استراتيجية أمنية تجاه غزة، موضحاً أن جدوى استمرار الحصار البحري على قطاع غزة "لن يبعد اليوم الذي تطرح فيه" على طاولة البحث، معلقاً بذلك على الاتفاق التركي الإسرائيلي الأخير لإنهاء القطيعة بين الطرفين، مقراً بذات الوقت أن الاتفاق "رفع مستوى مكانة حماس على المستوى الدولي".
وتناول هليفي في مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت، الاتفاق التركي الإسرائيلي، تحت عنوان: "الاتفاق مع تركيا.. ماذا كسبت حماس ؟!"، مبيناً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبرز الأمور العامة، المعلقة بالعلاقات المتبادلة بين الدولتين "فست سنوات من العداء والاغتراب تصل إلى منتهاها، ويبدأ عهد جديد ينطوي على آمال لإنجازات كبرى في مجالات الاقتصاد والتعاون الإقليمي".
ولفت إلى أن نتنياهو أقل في الحديث عن معاني البنود المتعلقة بحماس، وعن تأثير الاتفاق على سياسة "إسرائيل" تجاه غزة بشكل عام وحماس بشكل خاص، ومضى يقول: "الحصار البحري على غزة وإن لم يرفع، إلا أنه فتح باب واسع جداً لإدخال بضائع وعتاد من أنواع عديدة ووسائل بناء لمحطة إنتاج الكهرباء والمستشفى. وستجتاز غزة ثورة اقتصادية، وربما في المستقبل اجتماعية أيضاً. فمستوى المعيشة المتدني سيرتفع، وسيكون عمل آخر غير بناء الانفاق".
وتابع أن الاتفاق رفع مستوى مكانة حماس على المستوى الدولي، مستدلاً بدعوة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى لقاء شخصي مع الرئيس التركي أردوغان قبل بضعة أيام من التوقيع على الاتفاق، وأردف قائلاً: "إن العلاقة بين تركيا وحماس تلقت مباركة "إسرائيل"، بقرارها إيداع مهام إنقاذ "جثماني" الجنديين الاسرائيليين اللذين اختطفتهما حماس في "الجرف الصامد" والمواطنين الاسرائيليين اللذين علقا في القطاع في يد أنقرة"، وفق تعبيره.
وأضاف أن ذلك "رفع مستوى تركيا بذلك إلى مكانة وسيط نزيه في مفاوضات حساسة للغاية ومفعمة بالمعاني الإنسانية والجماهيرية في "إسرائيل"، مبيناً أن نتائج الاتفاق تضع مسألة استمرار سياسة "إسرائيل" تجاه حماس على جدول الأعمال، ولا سيما على خلفية التصريحات المفصلة لمصدر رفيع المستوى في وزارة الجيش والتي أطلقت بعد بضعة أيام من تسلم وزير الجيش الجديد مهام منصبه، والتي قال فيها: إن المواجهة التالية مع حماس محتمة، وذات المواجهة التي لا بد ستأتي يجب أن تكون "الأخيرة".
وتابع رئيس الموساد الإسرائيلي الأسبق "يقف الاتفاق مع تركيا في تضارب مع هذه السياسة، وعمليا يجعلها نافلة. فلا يمكن أن نتصور ان تقصف طائرات سلاح الجو محطة توليد الطاقة التي بنتها تركيا في القطاع. ولا يمكن أن نتصور أن تقرر إسرائيل الخروج في حرب إبادة ضد حماس خلافا لإرادة موسكو وأنقرة"، وفق تقديره.
وأوضح أنه "لا يمكن أن نودع في يد تركيا مهامة وساطة حساسة وفي نفس الوقت نسعى إلى مواجهة عسكرية مصيرية تجعل غزة موجات من الرماد في أثناء “حملة أخيرة”، مبينا أن الولايات المتحدة رحبت بالاتفاق التركي – الإسرائيلي، وتابع "مع إن الإدارة "الأمريكية" لا تزال تتمسك بالسياسة الرسمية التي ترى في حماس منظمة "إرهابية"، إلا أنه في السنوات الأخيرة التقت شخصيات أمريكية تولت في الماضي مناصب رسمية رفيعة المستوى مع مسؤولين كبار في حماس".