"انظروا كم من الصعب المصادقة هنا على اتفاق مع تركيا، وتعلموا كم هو غير ممكن تمرير اتفاق مع الفلسطينيين", كلمات الكاتب الاسرائيلي جدعون ليفي يجب ألا تكون صادمة لأي فلسطيني حتى مؤيدي التسوية والمفاوضات مع اسرائيل.
ربما من ايجابيات الاتفاق الاسرائيلي التركي انه كشف زيف التسوية الفلسطينية الإسرائيلية, كما يؤكد ليفي في مقاله الذي أكد فيه أن الاتفاق مع تركيا كان يجب أن يفرح كل اسرائيلي, كان يجب أن يذهب رئيس الحكومة الى أنقرة ويوقع عليه بمراسيم احتفالية. دولة اسلامية تتصالح مع اسرائيل؟ وما الذي نريده أكثر من ذلك؟
وقال " افيغدور ليبرمان ضد لهذا فان نفتالي بينيت ايضا ضد، وموشيه كحلون غير مُعرف بعد، واسحق هرتسوغ أعلن بأنه ضد, والاستطلاعات؟ تتفجر بالمعارضة. ويعرف اصحابها ما الذي يفعلونه. فتركيا لا تهمهم ولا اسرائيل ايضا. إنهم يضعون اشارة في منطقة معينة ويرسلون التهديد الى الفضاء: انظروا كم من الصعب المصادقة هنا على اتفاق مع تركيا، وتعلموا كم هو غير ممكن تمرير اتفاق مع الفلسطينيين، الذي يعني التنازل عن الأرض مقابل السلام".
وتابع ليفي "كما يبدو، ليس هناك مهمة قومية لإسرائيل مثل معارضة أي اتفاق. فالشعب هو شعب الرفض، دائما الرفض، فقط مع الرفض. في دولة الـ لا، لا. يمكن الاعتماد على وسائل الاعلام التي تعرف كيف تؤجج الصراع على السياسيين الذين يتقنون التحريض: اغلبية الاسرائيليين سيكونون ضد. إنهم ليسوا اغبياء.
ويضيف الكاتب الاسرائيلي "لو تم طرح اقتراح قصف اسطنبول وتدمير المسجد الازرق والبازار الكبير، بغض النظر عن السبب، لكان يمكن القول إن الكثيرين كانوا سيؤيدون. ولو كان الاتفاق مع تركيا شمل ايضا هبة مالية سخية لـ شييتت 13، لكانت الاغلبية عارضت ذلك. ولم تندلع هنا أي حرب أو أي هجوم أو أي اقتحام دون أن يكون لذلك اغلبية كبيرة مسبقا. ستبقى الحرب دائما هي الخيار الاول بالنسبة لاسرائيل. حرب، لم لا؟ لكن اتفاق؟ ايضا السلام مع مصر لم يكن لينجح الآن. فعلى الفور كان سيتم اخراج السيناريوهات الفظيعة، و”الخبراء” يتحدثون عن المخاطر والدوافع الظلامية للطرف الثاني، القامة القومية تنتصب والاغلبية تقول “لا”.
ويؤكد ليفي " الاسرائيليون يسيرون كالقطيع نحو العزلة فالرفض فوق كل شيء. ومن المبالغ فيه توقع أن قلب الاسرائيليين يتفطر ألما بسبب ما يحدث على بعد مسافة سفر قليلة من البيوت في القفص الكبير في العالم "غزة"، فالإسرائيلي، الذي دائما تكون غريزته الاساسية “لا”، يجب أن نسأله ايضا: ماذا نعم، بحق الجحيم، ماذا نعم؟".