تسعى وزارة الصحة بغزة جاهدة إلى تخفيف معاناة المرضى في مستشفيات القطاع، خاصة في ظل نقص الموارد البشرية والمادية، وتكدس حجوزات العمليات في مستشفيات غزة.
ومؤخرًا عملت وزارة الصحة على تخفيف معاناة المرضى بغزة، الذين ينتظرون لأشهر وسنوات لإجراء عمليات جراحية بسيطة، من خلال تفعيل جراحة اليوم الواحد بعد الدوام الرسمي للأطباء، للتخفيف من قوائم الانتظار من ناحية والتغلب على نقص الكوادر الطبية من ناحية أخرى.
ونظام العمليات اليومية التي عملت به وزارة الصحة، عبارة عن العمليات التي تجرى خلال 24 ساعة، حيث يتم إدخال المريض إلى المستشفى ثم خروجه منها في نفس اليوم، بعد الإفاقة الكاملة من الإجراء الجراحي وآثار التخدير.
الدكتور مروان أبو سعده مدير مستشفى الجراحة بمجمع الشفاء الطبي، أوضح أن هذه العمليات تُجري خلال الفترة المسائية خارج أوقات الدوام الرسمية؛ نظرا لوجود قوائم انتظار طويلة جدا والتي تشمل بعض التخصصات التي بحاجة إلى الجراحات اليومية، مثل جراحة الأنف والأذن والحنجرة، وجراحات الأطفال والجراحة العامة إضافة إلى جراحات المسالك البولية.
وقال أبو سعدة في حديث لـ"الرسالة": "قبل استحداث هذا النظام كان على المريض أن ينتظر لمدة تتجاوز العامين على أقل تقدير؛ وللتعجيل بإجراء العمليات قامت الوزارة بهذا المشروع للتخفيف من معاناة المرضى عبر مشاركة المريض برسوم رمزية؛ لتغطية نفقات الموظفين العاملين خارج أوقات الدوام".
وأضاف: "هناك نقص كبير في كادر الأطباء والممرضين والتخدير وغرف العمليات، وعليه يقوم جزء كبير من طواقمنا بعمل زيادة عن ساعات الدوام الرسمية في ظل عدم تعيين حكومة التوافق لكفاءات جديدة من شأنها أن تفي بحاجة الوزارة للقيام بالأعباء الفنية خلال الفترة المسائية بشكل دائم".
وبين أبو سعدة أن العمل بهذا النظام أسهم في تجاوز نحو 400 حالة حتى اللحظة من خلال إجراء عمليات جراحية لها؛ مما أدى إلى انخفاض ثلث أعداد المرضى المسجلين في قوائم الانتظار.
وأعرب عن أمله بأن الفترة المقبلة ستشهد انخفاض أخر في قوائم العمليات المجدولة، بحيث تصبح أقصى مدة يمكن أن ينتظرها المريض لا تتجاوز الستة أشهر.
وأكد الدكتور أبو سعدة أن العمليات الطارئة وعمليات الاورام السرطانية تُجرى باستمرار بدون أي قوائم انتظار أو تأجيل، علما بأن العمليات التي يتم تأجيلها فقط هي العمليات المجدولة والتي تستطيع الانتظار.
ويشتكي الكثير من المرضى في محافظات قطاع غزة، من طول انتظار يفصل بينهم وبين إجرائهم العمليات الجراحية في المشافي الحكومية، فمنهم من ينتظر لأشهر وآخرون لأكثر من عام، الأمر الذي أصاب المرضى بحالة من التذمر والسخط، حيث بلغت قوائم الانتظار في مستشفى بيت حانون لعام 2017 القادم (1030) حالة مرضية.
رئيس قسم جراحة الفم والأذن والحنجرة في مستشفى بيت حانون، الدكتور شعبان مرتجى أكد أن الطواقم استطاعت خلال النصف الأول من العام 2016 أن تنجز قوائم الحجوزات للعام 2016 إضافة إلى إنجاز (487حالة) من حجوزات 2017 أي إزاحة 47% من حجوزات 2017 وانجازها خلال النصف الأول من العام 2016.
وأوضح مرتجى لـ"الرسالة" بأنهم في المستشفى يبذلون قصارى جهدهم للتخفيف من معاناة المواطنين والحد من قائمة الانتظار، علماً بأن القسم بمستشفى بيت حانون وبالتنسيق مع إدارة المستشفى قام بتوصيل قائمة حجوزات (520) حالة من حجوزات العام 2017 بحيث تم تسليمها للإدارة العامة للمستشفيات لإمكانية إتمامها ضمن عمل الفترة المسائية في مجمع الشفاء الطبي.
وبالرغم مما سبق فقد تم التسجيل الحجز لــ ( 700 ) حالة جديدة على قوائم 2017 والتي سيتم استيعابها وإزاحتها على قوائم النصف الثاني من العام الحالي 2016.
وأضاف مرتجى " أن الطاقم الطبي أبدى استعداده لإنهاء قوائم انتظار العمليات وذلك عن طريق عمليات "اليوم الواحد" وهو انجاز ما يقارب من 50 عملية في يوم عمل إضافي كل ثلاثة شهور".
يذكر أن مستشفى بيت حانون أنجز خلال النصف الأول من العام الحالي (983 ) من العمليات الجراحية صنفت كالتالي (589 ) صغرى، في حين بلغت العمليات المتوسطة ( 154) عملية ما بين تعديل أنفي ومنظار حنجرة، في حين بلغت العمليات الكبرى ( 169) كبرى و(71) ذات مهارة توزعت ما بين عمليات الأذن الوسطى، وترميم عيوب خلقية في الأذن ، إضافة الى عمليات مناظير الجيوب الأنفية.