"أجره ولا هجره" حملة شبابية لكسوة الفقراء في العيد

received_985739541466291
received_985739541466291

غزة-مها شهوان

"أجره ولا هجره" حملة شبابية قادها عدد من طلبة الجامعات الغزيين عبر فيسبوك لجمع الملابس القديمة الصالحة للاستخدام وتوزيعها في شهر رمضان على الفقراء والمحتاجين ليرتدوها في عيد الفطر.

بمجرد الإعلان عن الحملة الشبابية، سارع العديد من الغزيين بالتواصل مع القائمين عليها للاستفسار وإرسال ملابسهم المستعملة وأخرى جديدة قاموا بشرائها للتبرع فيها، عدا عن الراغبين في التطوع ومساعدة الفقراء.

إحدى المتبرعات "سمية نصار" متزوجة قبل أربع سنوات، نشرت على فيسبوك سؤالا توضيحيا حول كيفية إرسالها ملابس جديدة غير مستعملة تكون بحاجتها فتاة مخطوبة وضعها المادي سيء وبحاجة إلى تجهيز نفسها قبل الزواج، وبمجرد أن وضعت استفسارها جاءها الجواب من أحد أعضاء الحملة بالتوجه إلى المقر.

تقول: "حينما وجدت هذه الحملة تواصلت معهم سريعا للتبرع بما لدي من ملابس كثيرة أصبحت ضيقة علي، فبدلا من أن تتلف في الدولاب يمكن أن تستفيد منها صبية تحتاجها".

وتكثر الحملات الخيرية في قطاع غزة خلال شهر رمضان، وغالبا ما تقوم هذه الحملات الشبابية بتوزيع طعام الافطار على المحتاجين دون الالتفات لحاجات الفقراء من ملابس تفرح صغارهم صبيحة عيد الفطر.

*****فرز الملابس وغسلها

ووفق دراسة أعدتها "هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الاعمار"، فإن نسبة الفقر ارتفعت في قطاع غزة إلى 80%، حيث أن عددا كبيرا من السكان البالغ عددهم نحو مليوني نسمة يعتمدون في سد رمقهم على الجمعيات الخيرية.

داخل المقر المؤقت الذي اجتمع فيه أعضاء الحملة، كانت الشابة هلا مراد منهمكة بمساعدة زملائها في ترتيب الملابس ووضعها بطريقة تليق بتقديمها للمحتاجين، قاطعتها "الرسالة" للحديث عن تجربتهم، فأجابت قائلة:" نحن مجموعة شبابية لا أحد يدعمنا، فكل ما نقوم به يأتي ضمن جهود فردية بهدف تقوية أواصر المجتمع وزيادة تلاحمه ورفع قدراته الحياتية ولو بجزء بسيط".

وتابعت: "من يرغب بالتبرع أو أخذ ما يحتاجه من ملابس بإمكانه التواصل مع فريق الحملة وسيتم تسليمهم ما يحتاجونه من ملابس لجميع أفراد العائلة".

وخلال فرزها للملابس الجيدة ووضعها في مكانها ليتم إرسالها إلى المغسلة والاهتمام بها لتقديمها بشكل جيد للمحتاجين، ذكرت الشابة مراد، أنهم يعملون تحت شعار "كساؤك القديم يمنحهم قلوباً جديدة" لإضفاء أجواء الفرح على الأطفال وعائلاتهم المحتاجة.

وإلى الجانب منها ينشغل الطالب الجامعي محمد صافي، في تغليف الملابس التي جاءت من المغسلة داخل أكياس ليتم توزيعها وفق القائمة التي تم إعدادها بأسماء المحتاجين حسب المناطق المختلفة.

يقول صافي:" حملتنا تستهدف جميع الفقراء من شمال القطاع وحتى جنوبه (..) وبمجرد انطلاق الحملة طرق باب مقرنا العشرات من المواطنين يحملون ملابس جيدة"، مشيرا إلى أنه تم تجهيز أكثر من 500 قطعة ملابس.

ويوضح أن حملة "أجره ولا هجره" تعمل على كسوة جميع الاعمار، بالإضافة إلى أنها ستعمل على توفير الملابس طيلة العام وليس بالأعياد فقط، عدا عن أنهم سيقومون بتوزيع بعض الملابس القديمة على عمال النظافة لارتدائها خلال عملهم بدلا من اتلاف ملابسهم الجديدة.

ولفت صافي إلى أن الحملة تشمل، بالإضافة إلى الملابس، أحذية وألعابا ومفروشات وكذلك أموال لمن يرغب بالتبرع.

ومن ضمن خطتهم، كسوة المتسولين واصطحابهم في رحلة أيام العيد وتوزيع الملابس عليهم، وعمل جلسات توعوية لهم.

ووفق قول صافي، فإن القائمين على الحملة جميعهم طلبة جامعيون يسعون من خلال حملتهم إلى تعزيز دورهم كشباب في مجتمعهم من خلال تفعيل التكافل بين أفراده، وأن لهم تأثير ايجابي، موضحا أن تلك الأنشطة تكسب الشباب الخبرات في التعامل مع الآخرين والتغلب على الكثير من المشكلات عند التخرج والانخراط في سوق العمل.

وخلال وجود "الرسالة" جاءت سيدة برفقة أبنائها تحمل كيسا كبيرا بداخله ملابسهم حينما كانوا صغارا، وقد فسرت اصطحابهم معها أنها تريد تعليمهم مساعدة الفقراء ولو بأبسط الامكانيات.

البث المباشر