قائد الطوفان قائد الطوفان

من خلال إجراءات عدوانية

الاحتلال يسعى لبسط السيطرة الإدارية على الأقصى

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت- عائد الحلبي

تتواصل إجراءات سلطات الاحتلال العدوانية بحق المدينة المقدسة بشكل عام، والمسجد الأقصى بشكل خاص، في محاولة بائسة لفرض سياسة الأمر الواقع، وبسط السيادة الإدارية على المسجد المبارك، وتقزيم دور دار الأوقاف بالقدس.

آخر تلك الإجراءات تمثّلت في وضع الرموز الدينية اليهودية وتوسيع الاستيطان والبؤر الاستيطانية، والاستيلاء على مواقع هامة بالمدينة، والتعدي على دور دائرة الأوقاف الإسلامية، وإدخال سيارة للشرطة الإسرائيلية إلى الأقصى من جهة باب المغاربة بهدف توسيع نطاق الاقتحامات.

من جهته، أكد الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك، أن الإجراءات الشرطية الاحتلالية الأخيرة في المدينة المقدسة تستهدف وضع اليد على المسجد الأقصى إدارياً، وسحب صلاحيات دائرة الأوقاف.

وقال صبري لـ "الرسالة نت": "إجراءات شرطة الاحتلال تهدف للسيطرة على الأقصى إداريا، وبالتالي فإنه ليس بحاجة إلى تقسيم الأقصى، طالما أنه يستطيع إدارته بشكل كامل"، وتابع أن دخول سيارات الشرطة من باب المغاربة تؤدي إلى زيادة تشديد الحراسة على قطعان المستوطنين المقتحمين، وأن هذا مؤشر على أن شرطة الاحتلال تتصرف بمعزل عن دائرة أوقاف القدس ودون إذنها.

واعتبر أن الخطوات العدوانية ضد الأقصى جاءت بمراحل متدرجة ومتلاحقة، متابعا: "قاموا بمثل هذه المحاولات بعد أن جففوا المنابع البشرية للأقصى وبعد أن قمعوا المرابطين والمرابطات ومساطب العلم"، مشدداً على أن هذه الخطوات لا تعني الاستسلام للإجراءات العدوانية لأن "شد الرحال مستمر إلى الأقصى"، معرباً عن أسفه لانشغال الأمة العربية والإسلامية بصراعات داخلية عن أوضاع القدس والأقصى.

وفي ذات السياق، أكد رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث الشيخ ناجح بكيرات أن الاحتلال الإسرائيلي يوسع من نطاق انتهاكاته بحق المسجد الأقصى المبارك، عبر محاصرته وتضييق الخناق عليه، وصولًا لتمرير مخطط إقامة "الهيكل" المزعوم فوق أنقاضه.

وشدد بكيرات في تصريحات صحيفة على أن الاحتلال يحاول أن يحاصر الأقصى ومدينة القدس من خلال وضع الرموز الدينية اليهودية وتوسيع الاستيطان والبؤر الاستيطانية، والاستيلاء على مواقع هامة بالمدينة، والتعدي على دور دائرة الأوقاف الإسلامية.

وأشار إلى أن الاقتحامات كانت مقتصرة فقط على المستوطنين المتطرفين، ولكن قبل ثلاثة أيام جرى إدخال سيارة للشرطة الإسرائيلية إلى الأقصى من جهة باب المغاربة بهدف توسيع نطاق هذه الاقتحامات من جهة، ومحاولة الاحتلال أن يمدد سيطرته على أبواب القطانين، السلسلة والمطهرة وغيرها.

وقال بكيرات: "إن الاحتلال قطع شوطًا كبيرًا في التعدي على دائرة الأوقاف من خلال إبعاد الكثير من موظفيها، واعتقالهم، وعرقلة ومنع المشاريع التي تنفذها، بما فيها إغلاق وحدة الخدمات في باب الغوانمة بشكل كامل"، مشيرَا إلى أن هناك محاولة لعرقلة دور الأوقاف كجهة رسمية في الأقصى.

وأوضح أن الاحتلال أنهى كل حركة احتجاجية وتضامنية مع الأقصى، كما أنهى مشروع الرباط فيه، من خلال استهداف المرابطين والمرابطات وإبعادهم عن المسجد وأبوابه، في محاولة لتضييق الخناق أكثر عليه الأقصى ومحاصرته.

بدوره، اعتبر نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل كمال الخطيب، توجه الكنيست "الاسرائيلي" لإلغاء قرار حظر اقتحام أعضائه للمسجد الأقصى المبارك "فخ خطير". وقال الخطيب في تصريح لـ "الرسالة":" إذا وافق أعضاء الكنيست العرب على هذا القرار فإنهم يكونون قد وقعوا في فخ"، مبيناً أنه يحق لهم الدخول للمسجد بدون إذن.

وأضاف "أن موافقة النواب العرب مع النواب اليهود، تعد بمثابة إقرار بوجود حق لليهود في المسجد الأقصى المبارك"، مشدداً على أن هذا القرار هو محاولة لإيجاد حالة من التوازن والمساواة "وكأنه لليهود والمسلمين الحق بدخول الأقصى، وهذا خطير ولا بد الانتباه له"، وفق قوله.

يذكر أن الكنيست الاسرائيلي حظر في وقت سابق اقتحام أعضائه للمسجد الأقصى، تزامنا مع بداية انتفاضة القدس الجارية.

البث المباشر