قائمة الموقع

عائلات شهداء غزة تستقبل العيد بأوجاع الفراق

2016-07-08T15:26:02+03:00
عائلات شهداء غزة تستقبل العيد بأوجاع الفراق
الرسالة نت- نور الدين صالح

تجلس أم أنس أمام صورة زوجها الشهيد أحمد أبو حصيرة، تسترجع ذكريات أجواء استقبال العيد في كل عام، برفقة أفراد عائلتها التي حرمتها طائرات الغدر "الاسرائيلية" منهم، وباتت تفتقد لمّة أطفالها وزوجها، كباقي العائلات الغزية وقت العيد.

واستشهد أحمد في الحرب الأخيرة صيف عام 2014، بعد استهدافه من طائرة استطلاع "اسرائيلية" قرب منزله بعد عودته من عمله على الثغور.

وتقول أم أنس زوجة الشهيد، والتي بدتعلامات الحزن واضحة على وجنتيها "الاحتلال حرمنا من فرحة استقبال العيد، بصحبة زوجي وأطفالي (..) ألم الفراق صعب جدا".

ثم أخذت تحتض أطفالها (أنس وضحى ومهند) وتنظر إلى زوجها بحسرة وكأنها تقلب شريط حياتها معه قبل استشهاده فتحدثنا "اعتدنا على شراء ملابس للأطفال قبل العيد بأيام قليلة، عدا عن التحضيرات والطقوس الخاصة بالعيد".

وخلال حديثنا معها إذ بالطفلة ضحى صاحبة الستة أعوام (ابنة الشهيد) لم تتمالك أعصابها تقاطع والدتها لتعبر عما يجول في خاطرها قائلة بكل براءة "كان بابا يحبني كتير ويعيدني".

وتستكمل أم أنس بصوت خافت "حياتنا صعبة جدا بعد فراق زوجي، وقدوم العيد يعيد إلينا ذكريات الحزن والألم التي حلت بنا".

"كل عيد أذهب مع زوجي-رحمه الله- لأهنئ أهلي وأقاربي بقدومه، لكني اليوم أجلس في البيت لاستقبل كل أفراد عائلتي"، تصف أم أنس كيف تقضي يوم العيد بعد  حيل زوجها.

أما والدة الشهيد أم نائل فإنها تصف عيدها بعد فقد ابنها، فتقول "فرحتي في العيد منقوصة لأنني فقدت أعز ما أملك وهو ابني أحمد".

وتضيف الأم المكلومة بعد أن التقطت أنفاسها بصوت منخفض "أصعب شيء في الدنيا فراق الابن لأمه".

وتحاول أم نائل احتضان زوجة وأطفال ابنها علها تخفف عنهم حرقة وألم الفراق، وتحكي "اشترينا ملابس جديدة لأطفال ابني أحمد، حتى ما يشعروا بفراق والدهم، وليعيشوا كباقي أطفال العالم"، متسائلة في الوقت ذاته "ماذا فعلوا هؤلاء الأطفال حتى يحرموا من حنان والدهم؟".

وتشير إلى أن الشهيد "أحمد" لم يتقاعس يوماً عن الرباط والدعوة إلى الجهاد، فقد صدق الله فصدقة الله ونال ما تمنى، مضيفة "كان يردد الشهادة ويطلبها دائمًا".

أجواء الحزن لم تخيم على عائلة أبو حصيرة فحسب، بل أن عائلة الشهيد عز الدين طعيمة (19عامًا) ذاقت مرارة فراق ابنهم الذي استشهد في العدوان الأخير على قطاع غزة، بعد استهدافه من طائرة استطلاع "اسرائيلية".

فشقيق الشهيد -خالد طعيمة- عبّر بحروف الوجع عن مشاعر الحزن التي سيطرت على قلبه قائلا: "قلوبنا تعتصر ألمًا على فراق أخي عز الدين، لكننا نحتسبه عند الله شهيدًا".

ويضيف طعيمة لـ"الرسالة نت": "كيف لنا أن نفرح ونحن نستشعر غياب عز الدين عن لمّة العائلة التي اعتدنا عليها في كل عيد".

ومع كل هذا، فأجواء الحزن في العيد لم تقتصر على هاتين العائلتين، فهناك آلاف العائلات الفلسطينية التي فقدت أكثر من حبيب، ولكنهم صابرون صامدون في أرضهم ولن يرحلوا عنها حتى تحرير وطنهم المسلوب من الاحتلال.

وشن الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانًا على قطاع غزة صيف عام 2014، راح ضحيته أكثر من 2300 شهيد، وأصيب أكثر من 11 آلف آخرين، إضافة إلى تدمير مئات المنازل والأبراج السكنية والمنشآت.

 

اخبار ذات صلة