كشفت الشرطة البريطانية الجمعة عن زيادة كبيرة في جرائم الكراهية خلال الأسابيع التي سبقت وتلت الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، ولا سيما مع تفاقم الخلافات بشأن الهجرة في المناظرات التي سبقت الاستفتاء.
وأفاد المجلس الوطني لقادة الشرطة بأن مراكزه تلقت أكثر من ثلاثة آلاف بلاغ عن حوادث كراهية في الفترة بين 16 و30 يونيو/حزيران الماضي، أي بارتفاع بنسبة 42% مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وقال مسؤول جرائم الكراهية في المجلس مارك هاملتون "لدينا مؤشر واضح الآن على زيادة حالات الإبلاغ عن جرائم الكراهية في أنحاء البلاد، ونستطيع أن نرى زيادة كبيرة في الأسابيع الأخيرة".
وتحدث هاملتون عن بلوغ الإساءات اللفظية والجسدية ذروتها يوم 25 يونيو/حزيران، أي عقب إعلان نتيجة الاستفتاء، حيث بلغ عدد الحوادث 289 حادثا. إلا أنه قال إن العدد انخفض بعد ذلك.
والخميس، أرسلت العديد من المغلفات التي تتضمن عبارات مسيئة ومسحوقا أبيض إلى العديد من المساجد في لندن وعضو مسلم في مجلس اللوردات يدعى نظير أحمد.
كما أعلن مسجد "نور الاسلام" في مدينة ليتون شرق العاصمة في بيان أنه استُهدف إضافة إلى عدد آخر من المساجد من بينها مسجد عائشة في توتنهام و"دار رعاية المسلمين" في فنزبيري بارك شمال لندن، وفق صحيفة إيفننغ ستاندرد.
وقبل أسبوع من الاستفتاء، تعرضت عضو مجلس العموم عن حزب العمال جو كوكس والمناهضة للخروج من الاتحاد لإطلاق نار والطعن حتى الموت في دائرتها الانتخابية شمال بريطانيا.
وصوّت البريطانيون في استفتاء 23 يونيو/حزيران الماضي لصالح الخروج من الاتحاد بعد حملة تسببت بانقسامات عميقة بين البريطانيين كان فيها موضوع الهجرة حجر زاوية، مما دفع المسلمين والمهاجرين القادمين من دول شرق أوروبا إلى القول إن الحملة استهدفتهم على وجه الخصوص.
واتهم منتقدون بعض الشخصيات في حملة "الخروج" من الاتحاد الأوروبي بنشر رهاب الأجانب والعنصرية، في إطار مسعاهم للتأكيد على أن مغادرة الاتحاد ستسمح لـبريطانيا بوقف الهجرة التي يعتبرها كثير من المواطنين عبئا على سوق العمل والخدمات العامة.