عبرت أوساط فكرية وسياسية ودعوية عن صدمتها من تصريح رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق تركي الفيصل، والتي اتهم فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي بالفوضى في المنطقة.
وأكدّ مفكرون وساسة خليجيون في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت"، خطورة تصريحات التركي التي تعتبر مساسًا خطيرا بالمقاومة، مفندين المزاعم التي تحاول تشويه مواقف الحركة ومشددين في الوقت ذاته على أهمية ودور الحركة في حماية القضية الفلسطينية والدفاع عنها.
المفكر محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، بدوره رفض اتهام حركة حماس بنشر الفوضى في المنطقة.
وقال المسفر لـ " الرسالة نت " هناك شخصيات مرموقة تدعى إلى مؤتمرات سياسية يذهب بعضها بعيدًا في توصيف الحركة أنها أداة لدى إيران في المنطقة وهذا ظلم ومجاف للواقع".
وأضاف:" حركة حماس مدت يدها للعالم العربي ولكن في الحقيقة لم تجد من يدعمها سوى ايران، التي ذهبت إليها تحت ضغط الحاجة
الفضالة: دعم إيران للقضية الفلسطينية ما كان ليتم لولا تخاذل الدول العربية
ودعا المسفر الدول العربية الى رفع الحصار عن قطاع غزة المحاصر من مصر وإسرائيل وأن تمد يدها إلى حركة حماس كي لا تكون بحاجة للدعم الإيراني.
واكد أن الابتعاد عن حماس لن يترك لها مجالا سوى مد يدها لإيران"، وعليه فلا بد من وضع نهاية للحصار واحتضان الحركة.
وشدد على أن حماس لم تكن في يوم من الأيام إلا معبرة عن مواقف أمتها ، ولم " تكن فصيلا خارج عن الأمة وتطلعاتها".
وكان الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق، قد اتهم إيران، خلال مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي أقيم في باريس أول أمس السبت، بدعم حركتي حماس والجهاد لنشر الفوضى في المنطقة.
اتهامات ظالمة
من جهته، رفض البرفسور أحمد بن راشد السعيد أستاذ الاعلام السياسي في الرياض، اتهام حركة حماس بنشر الفوضى في المنطقة، مؤكدًا أن هذه الاتهامات "ظالمة ومجافية للحقيقة، وفيها خطأ بيّن".
وقال السعيد لـ"الرسالة نت"، إن حماس ليست كيانا لنشر الفوضى، والخلط بينها وبين الآخرين فيه غبن واجحاف غير مقبول، مشددا على أن الحركة تمثل "أمل الأمة وروحها وضميرها".
القرني: حماس صورة مشرفة وناصعة في الأمة العربية
ونبّه إلى أنها كانت في طليعة القوى والأحزاب التي أدانت تفجير المدينة المنورة في الرابع من يوليو هذا الشهر.
وأشار إلى أن غياب الدعم العربي، الخليجي منه تحديدا، فتح الباب أمام دول أخرى للقيام بواجبها اتجاه دعم القضية الفلسطينية، مضيفا: "كان حريا بالأمة العربية أن تفتح ذراعيها لحماس والمقاومة".
وحذر السعيد من أن الإصرار على استهداف الحركة ومعاداتها، برغم ما تمثله من وسطية، من شأنه أن يعزز التشدد والغلو في منطقة تموج بالمتشددين والمتطرفين، وفق تعبيره.
تحريض متعمد
من جانبه، أكدّ نائب الأمين العام لجمعية المنبر الوطني الإسلامي البحريني ورئيس جمعية مناصرة فلسطين ناصر الفضالة، أن من مصلحة الخليج العربي دعم المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، مشيرا إلى وجود رغبة سعودية بالتقارب مع الحركة، و"لكنها تسير ببطء شديد".
وقال الفضالة لـ"الرسالة نت"، إن "تدخل إيران بدعم القضية الفلسطينية ما كان ليتم لولا تخاذل وابتعاد الدول العربية عن دعمها، ولو فعلت ذلك لما كان لإيران موطئ قدم في دعم المقاومة الفلسطينية".
وقال: "إن هذه الأكاذيب لا تمرر على الشعوب العربية في الخليج، وندرك أن المقاومة ما لجأت لإيران إلا لحاجتها واضطرارها، وتخلي الدول العربية عنها".
وأوضح أن حركة حماس بذلت جهدًا كبيرا من أجل إنهاء الفتور مع السعودية وطرقت أبواب الخليج، ولكن الدول الخليجية لم تأذن لها بالدخول.
السعيد: اتهام حماس بنشر الفوضى "ظلم"
وأشار إلى وجود أطراف تريد الفتنة وتصدر روايات مكذوبة للشارع الخليجي ضد المقاومة، وهو ما يتطلب توضيحًا دائمًا"، مؤكدًا أن حركة حماس تمتلك رصيدًا كبيرا لدى شعوب الخليج التي ترى فيها الصدق والشرف في التضحية والفداء بعيدًا عن فكرة الاستقطاب.
وأضاف أن "الملك سلمان لديه رؤية للتعاطي مع الموقف بشكل إيجابي في المرحلة المقبلة"،
وتابع: هناك بعض الحملات الإعلامية المشوهة لدى الخليجيين، تبرز صورة مغلوطة حول العلاقة بين حماس وإيران"، مشيرا إلى أن حماس طرحت على الخليج أن يدعمها ويقدم لها العون في حربها على الاحتلال وهو ما لم يحدث.
وشدد الفضالة على أن حماس طيلة المرحلة الماضية كانت أقرب في قلبها وعقلها للخليج العربي، واشتكت دومًا من عدم تعامل الخليج معها، "والدول العربية أوصدت الأبواب في وجهها".
صورة مشرفة
أمّا الداعية الإسلامي المعروف عوض القرني، رفض الاتهامات التي تساق ضد حركة حماس واعتبرها جزءًا من الإرهاب في المنطقة.
وقال القرني لـ"الرسالة نت "، إن حركة حماس هي أنصع صفحة في تاريخنا الأسود والمظلم".
وأوضح أن حماس تدافع نيابة عن الأمة في أِشرف وأطهر قضية في واقعنا المعاصر.
المسفر: حماس لم تجد من يدعمها غير إيران
ونبه القرني إلى أن حركة حماس ومعها كافة قوى المقاومة بفلسطين، لم تتوان يومًا في دق أبواب الدول العربية والإسلامية لطلب يد العون، ولكن دائمًا ما كانت تصاب بخيبة أمل.
وجدد قوله إن حركة حماس لم تتخلّ عن مبادئ وثوابت أمتها في أي من القضايا العربية، و" رأينا موقف الحركة من قضيتي سوريا واليمن ووقوفها تجاه شعوب المنطقة بعيدًا عن مصالح الدعم التي كانت تقدمه إيران لها".
وتابع أن الدول العربية مطالبة برفع الحصار عن غزة ومساعدته للنهوض من واقعها المعاصر، كما وهي مطالبة بتوفير حاضنة للمقاومة تغنيها عن أي طرف آخر.
ونبه القرني إلى وقوف كل أحرار العالم مع حركة مقاومة منتمية إلى قضايا أمتها، مشيرًا إلى دور الحركة في الدفاع عن الأمة وبأنها تمثل مصدر شرف وعزة لها.