الرسالة نت- رائد أبو جراد
مرمرة الزرقاء التركية كبيرة سفن أسطول الحرية التي كانت في طريقها نحو الجريحة غزة.. اختارها الاحتلال الصهيوني ، لإجراء إنزال جنوده المتعطشين للدماء والقتل وارتكاب مجزرة على ظهرها كان مخططا لها, فكما هي عادتهم الغدر والقتل وسفك الدماء زار قتلة الفجر مرمرة وأخواتها في أسطول الحرية في ساعات مبكرة من صباح الاثنين الأسود، مئات الجنود الصهاينة عاثوا قتلاً واعتقالاً، غير عابئين بمجتمع دولي عاجز ولا برأي عام أعجز.
400 متضامن عربي ومسلم وأجنبي كانوا على سطح "مرمرة" أو كما أحب الأتراك أن يطلقوا عليها لقب سفينة أم العريس , لكن بعد تعرضها للغطرسة الصهيونية فجر الاثنين الماضي أطلق عليها الفلسطينيون المحاصرون لقبي "أم الشهيد" و"أم الأسير" ، وواجه المتضامنون بصدورهم العارية فرق الكوماندوز البحري الصهيونية ووحدة هيئة أركان جيش الاحتلال التي شاركت في العملية بشكل همجي وموسع.
في مشهد المعركة وتفاصيلها المثيرة التي تعود بالذاكرة إلى معركة ذات الصواري البحرية تجسدت على تلك السفينة معالم الصمود والتحدي وإصرار المتضامنين على التشبّث بها وعدم تسليم أنفسهم لقوات الاحتلال.
وفي هذا السياق وصف د.عرفات ماضي رئيس الحملة الأوربية لكسر الحصار ما حدث على السفينة التركية بقوله :"أدى الهجوم الصهيوني الغادر على سفن أسطول الحرية وسفينة مرمرة بشكل خاص الساعة الثالثة من فجر الاثنين لاستشهاد العشرات وإصابة المئات من المتضامنين نتيجة اعتداء جنود الاحتلال عليهم بالضرب وإطلاق الأعيرة النارية وقنابل الغاز تجاههم".
وأشار ماضي في اتصال هاتفي مع "الرسالة نت" من قبرص إلى أن جنود الاحتلال عاثوا في سفن الحرية وسفينة "أم الأسير" فساداً وخراباً ودماراً ثم سيطروا بعد عدة ساعات على جميع السفن واقتيادها لميناء أسدود وجميع المتضامنين الآن رهن الاعتقال.
وبالنسبة لآلية تواصل الحملة الأوربية مع سفن الحرية قبل وأثناء الاعتداء الصهيوني عليهم قال د.ماضي :"كان هناك تشويش على اتصالنا مع إخواننا المتضامنين قبل اقتحام السفن ".
ولفت إلى أن سفينة "مرمرة" التركية كانت تقل نواب عرب وشخصيات مهمة وبعض الغربيين والبرلمانيين والإعلاميين والفنانين والشخصيات المشهورة، مؤكداً أن السفينة تعرضت لهجوم بحري جوي صهيوني قاس مضاعف عن الاعتداء الذي تعرضت له باقي سفن الحرية.
ونفى ماضي وجود أية تفاصيل جديدة لديهم عن سفن الحرية بعد قطع الاتصال مع المتضامنين على سطح السفن وتشويش الاحتلال لمحطات الاتصال.
فيما وصف محمد كايا رئيس هيئة الإغاثة التركية IHH في قطاع غزة مجزرة الفجر ضد سفن أسطول الحرية بـ"الصدمة بكل معانيها وأبعادها"، مبيناً أن العقل يعجز عن استيعاب ما وقع من اعتداء وسفك للدماء على ظهر سفن الحرية وخاصة سفينة مرمرة التي سالت دماء المتضامنين الأتراك على ظهرها.
وأكد كايا لـ"الرسالة نت" أن جريمة (إسرائيل) جاءت عن سبق إصرار وترصّد، مشدداً على أنها تجاوزت حدود المعقول في توقيتها ومكانها وسياقها وأهدافها واستهدافاتها وتداعياتها.
ويرى كايا أن الجريمة التي ارتكبت بحق متضامنو سفن الحرية "كبيرة" بحق الذين مثلوا أكثر من 40 دولة قدموا بهدف كسر الحصار المفروض على إخوانهم المسلمين في قطاع غزة.