عمت أجواء من الفرح المكان ودوت أصوات أناشيد النجاح والزغاريد في أرجاء منزل الطالب أنس القيشاوي الحاصل على الترتيب الرابع على مستوى قطاع غزة والثامن على فلسطين.
وحصل القيشاوي الذي التحق بمدرسة فلسطين الثانوية للبنين على معدل 99.4% من الفرع العلمي بترتيب الرابع على القطاع.
ووسط أجواء الفرح واستقبال المهنئين استرقنا من أنس لحظات ليحدثنا فيها عن فرحته التي لم تغب لحظة عن تفاصيل وجهه الأبيض، "بصراحة شعور لا يوصف، وأنا كتير فرحان"، بهذه الكلمات افتتح القيشاوي حديثه مع مراسل "الرسالة نت"، مختصراً حالته النفسية بعد سماعه نتيجته.
ويضيف "كنت أطمح منذ طفولتي أن أصبح طبيباً، وهذا ما دفعني للجد والاجتهاد، من أجل نيل ما أُريد، وبفضل الله حصلت على المعدل الذي يسمح لي بالالتحاق بكلية الطب، تخصص جراحة".
"بدأت بالدراسة منذ بدء العام الدراسي، وكنت اتابع دروسي أولاً بأول، لذلك كنت أتوقع أن احصل على هذا المعدل"، يصف أنس حاله خلال العام الدراسي.
وبهذا النجاح الباهر استطاع أنس أن قدرة الشعب الفلسطيني على تحقيق أعلى الدرجات رغم الأوضاع والظروف القاسية التي يعيشها نتيجة الحصار "الاسرائيلي" على القطاع.
ورغم انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في اليوم إلا أن أنس بعزيمته وإصراره على النجاح تمكن من التغلب على ذلك، وعن ذلك يقول: "كنت استغل فترة عودتي من المدرسة للقراءة، واستخدم وسائل الإضاءة البديلة ليلاً "الكشاف".
وعن طموحه المستقبلي، حدثنا أنس أنه سيلتحق بكلية الطب خارج القطاع، وسيتخصص بقسم الجراحة، مستدركاً "سأقضي فترة دراستي في الخارج فقط، ومن ثم سأعود إلى أهلي لأخدم أبناء وطني".
أما والدة الطالب أنس التي تكاد تطير من شدة فرحها بنجاح ولدها فتقول " ولا عمري تخيلت حالي أفرح مثل فرحتي بنجاح أنس". وتضيف أم أحمد التي تعمل مُدرسة لغة انجليزية في مدرسة أحمد شوقي للبنات، "كان أنس منظم وقته، ومثابر، ومطيع لوالديه، والحمدلله ربنا وفقه وما ضيع له تعبه".
وأكدت على أهمية دور الآباء في توجيه أبناءهم خلال فترة دراستهم، لما لها أهمية كبرى في التأثير على نفسية الطالب ورفع معنوياته. وتابعت "يجب على جميع الأمهات أن يشعرن أبناءهم بالتفاؤل والراحة، لما لذلك أهمية على نفسياتهم، إضافة إلى رفع معنوياتهم وتوفير الأجواء المناسبة لهم خلال فترة الدراسة".
وأعلنت وزارة التربية والتعليم عن نتائج الثانوية العامة لعام 2016، صباح يوم الإثنين، وقال صبري صيدم وزير التربية والتعليم العالي إن أعداد الناجحين في الثانوية العامة بلغت 50284 طالبا، بنسبة 64.66%.