صنعاء - الرسالة نت
دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل اليوم الثلاثاء الرئيسين الأمريكي والروسي باتخاذ قرار شجاع ينهي حصار قطاع غزة ويعاقب إسرائيل على جريمتها بحق أسطول الحرية وقتلها للمتضامنين الأبرياء.
وقال مشعل في مؤتمر صحفي عقدة عقب لقاءه الرئيس اليميني علي عبد الله صالح في صنعاء: "نقول للرئيسين باراك اوباما وديمتر مدفيدف أنتما اكبر طرفين في العالم واكبر رئيسين لأكبر دولتين بادرا بشجاعة لقرار تاريخي بكسر الحصار عن غزة وإجبار إسرائيل على ذلك كما فعل الغرب في الماضي من تحطيم جدار برلين عليكم تحطيم حصار غزة".
وأضاف "عليكم مسؤولية كسر الحصار ومعاقبة (إسرائيل) على جريمتها الارهابية".
ودعا مشعل إلى محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو ووزير جيشه إيهود باراك وقادة الاحتلال كمجرمي حرب، وقال: "ندعو لتقرير غولسدتون جديد مع كل جريمة صهيونية ترتكب لا بد من غولدستون جديد يحاكم الاحتلال ولا يكون حبيس الإدراج"".
كما دعا إلى قطع جميع العلاقات والاتصال بالكيان الصهيوني بكل أشكالها ومستوياتها، معتبراً جريمة الأسطول محطة فاصلة في موضوع حصار غزة الذي أصبح غير مسموح به بعد اليوم لأنه فشل في تحقيق أهدافه السياسية.
وقال "إن كانت إسرائيل يوما شكلت استثماراً لكم فهي اليوم باتت عيباً أخلاقياً وسياسياً وامنيا عليكم، وهي اليوم خطر على حلفائها لأنها متمردة على الجميع وهي اكبر خطر على السلام والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره".
وأضاف "القرار المطلوب من الجميع كسر الحصار المفروض على قطاع غزة دون رجعة، اجتمعوا وقرروا كسر الحصار عن غزة دون رجعة لقد فعلها زعماء قريش قبل 1400 عام عندما استيقظوا واجتمعوا وقرروا كسر الحصار الذي فرض على النبي محمد في شعب بني طالب رغم مخالفتهم في الدين".
وتابع قائلا: "أهل غزة جزء منكم ومن الدين الإسلامي اجتمعوا وقرروا رفع الحصار".
وأشاد مشعل بشجاعة المتضامنين الأجانب الذين ضحوا بأرواحهم من أجل كسر حصار غزة، معرباً عن أمله بأن يعودوا هؤلاء إلى أوطانهم سالمين بعد العذاب والقتل التي مارسته إسرائيل بحقهم.
وقال: هؤلاء المتضامنين أدركوا من هي (إسرائيل) وسوف يعودوا أكثر انتصارا للقضية الفلسطينية.
"وأضاف "أنتم شجعان وأبطال ونتمن لكم هذه المهمة الإنسانية وهذه الخطوات المباركة، أنتم شهداء الحرية وشهداء شعبنا والأمة والإنسانية والواجب ونحن فخورون أن يهب العالم مخالفاً الكثير من سياسات حكوماته".
وتابع قائلاً: "يأتي الناس من الشرق ومن الغرب وبكل أطيافهم وهذه مسألة نعتز بها ونشيد بها وهذا دليل على أن قضيتنا بدأت تستقطب أنصارا كثر في العالم".
وقال "الشيخ رائد صلاح والمطران كبوتشي وأعضاء البرلمان العرب والأوربيون نسال الله أن يحفظهم ويعيدهم لبلدانهم سالمين، ونشيد بدور تركيا واليونان وايرلندا والكويت والجزائر وماليزيا وهذه نموذج للمسئولية الإنسانية"
واستغرب مشعل ادعاء إسرائيل بأن المتضامنون ينتمون لحركة حماس وأنهم من أنصار الحركة، وقال "(إسرائيل) اليوم عارية أكثر من أي وقت مضى وهي جلدت ظهور العالم على مدار 70 عاماً بمسألة الهولوكست وهي كل يوم ترتكب هولوكست ضد الفلسطينيين وضد اليهود أنفسهم".
وأضاف "وصلت رسالتكم رغم أن سفنكم لم تصل، لقد انتصرتم على (إسرائيل) وهذه أيضا محطة لا بد أن نستحضر فيها موقف التركي الذي يتعاظم وبدأت تعود بكل زخمها وعنفوانها للقضية الفلسطينية وهي كبير وتكبر كل يوم مع شعبها العظيم وقيادتها ممثلة بغول وأردوغان".
وتابع قائلاً "اليوم تركيا تتحمل المسئولية الأكبر في حشد هذا الأسطول وتجهيزه لكسر حصار غزة، وما فعلته (إسرائيل) تمرد على العالم وعلى الأديان حتى على اليهود أنفسهم ولا يجوز السماح لـ(إسرائيل) أن تفلت من العقاب وما فعله مجلس الأمن بالأمس في ظل الفيتو الأمريكي يعد خذلاناً لكل الإنسانية وقرار مخيب للآمال".
وفي موضوع معبر رفح البري مع مصر، دعا مشعل الرئيس المصري حسني مبارك إلى فتح معبر رفح حتى إشعار آخر رداً على المجزرة الإسرائيلية بحق أسطول الحرية.
وقال مشعل: "أقول للرئيس محمد حسني مبارك بدأت حياتك عسكريا تقاتل (إسرائيل) بكل شجاعة فاختم حياتك بقرار شجاع عبر فتح معبر رفح بشكل دائم ومتواصل وهذا القرار يحفظه الله لك وستحفظه الشعوب والتاريخ كله لك".
وأضاف "المطلوب تحديداً فتح المعبر بصورة دائمة مثل سائر المعابر بين دول العالم لتسهيل حركة الناس والبضائع وفتحه سيبطل الحصار الصهيوني".
وطمأن مشعل مصر بأن (إسرائيل) ما زالت الدولة المحتلة لكل فلسطين ولقطاع غزة كذلك، وقال "فتح معبر رفح ليس لتحميل مصر المسئولية بل هو واجبكم الإنساني والديني وسنبقى نحمل المسئولية للاحتلال ولا ندعو لفوضى وحدود مفتوحة نريد مثل باقي الحدود معبرا منتظما مفتوحا بشكل دائم يسهل حركة المواطنين والبضائع".
وعلى صعيد المصالحة، قال مشعل: "هذه لحظة الحقيقة واليوم باتت المسؤولية علينا أكبر للمصالحة، تعالوا (السلطة وفتح) نتصالح على ثوابتنا وحقوق شعبنا ومقاومة الاحتلال، وترتيب بيتنا الفلسطيني في إطار السلطة والمنظمة وتعزيز ديمقراطيتنا وتعزيز شراكتنا معا".
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن نضال الشعب الفلسطيني هو الذي كشف "إسرائيل" وليست المفاوضات، على حد قوله.
وجدد مشعل انتقاده لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني وقال: "عليكم أن توقفوا تلك المفاوضات وتنهوا التنسيق الأمني المجاني لأنه يخدم أمريكا والعدو الصهيوني ويزيد من عذاب وأوجاع شعبنا الفلسطيني".