قائد الطوفان قائد الطوفان

رغم 14 عامًا ونصف من الأسر

"بلال" لم ينكسر وقاتل "الإداري" بالإضراب عن الطعام والكلام!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

الرسالة نت _أمل حبيب

اختاروا زينة البيت بعناية مع تعليق صور له مبتسما وأخرى وهو يرفع إشارة النصر، على مدخل بلدة عصيرة الشمالية في نابلس عانقت مصابيح الانارة عنان السماء كما الحرية التي سيعانقها الأسير بلال كايد بعد أن باتت قاب قوسين أو أدنى.

مشيًا على الأقدام وصلت عائلة كايد ورفقاؤه الى مدخل بلدة الظاهرية جنوب الخليل حيث مكان الإفراج عنه، إلا أن بلالا لم يطل، كما هلال الحرية الذي لم تثبت رؤيته بعد تحويله للاعتقال الإداري!

حسرة سكنت القلب، في حين لم تتسع شوارع وأزقة البلدة لغضب العائلة، رفضًا لتحويل ابنها كايد للاعتقال الإداري بعد انتهاء مدة محكوميته البالغة 14 عاما ونصف.

نسف الحلم!

تعود "الرسالة" مع محمود كايد شقيق الأسير بلال الى الثالث عشر من يونيو الماضي وهو الموعد المحدد للإفراج، ويقول محمود:" كانت صدمة قوية حينما علمنا بقرار محكمة سجن عوفر العسكرية بتحويله للإداري".

الإداري نسف حلم والدة بلال والتي أعدت وبناتها قائمة بأسماء العرائس لابنها حتى تتمكن من اختيار واحدة منهن فور خروج ابنها من الأسر لتزويجه وتحقيق حلمها برؤيته على "الكوشة".

بلال لم يقبل على نفسه الانكسار يومًا، لأن والدته زرعت في نفسه ذلك منذ الصغر وهي تردد على مسمعيه "إذا انكسرت يمه ما ترجع على الدار"، والذي جددته حين بدأ بإضرابه عن الطعام رفضًا للحكم الإداري.

على سرير المرض ترن وصية والدته في أذنيه، فيزداد صمودًا لاستمرار اضرابه عن الطعام رغم مرور 33 يومًا رافضًا المدعمات والأملاح.

عبر الهاتف وصلنا صوت محمود وألمه على شقيقه حيث خسر بإضرابه عن الطعام 32 كيلو جراما من وزنه، في حين يعاني من آلام بالرقبة والمفاصل والعضلات.

ويؤكد محمود أن بلال لم يضرب عن الطعام فحسب بل أضرب عن الكلام في سابقة من مراحل النضال داخل السجون وفق قوله، مشيرًا الى أن شقيقه يرفض الحديث لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أو مصلحة السجون.

نوبات حادة من الاغماءات وآلام الرأس لم ترغم بلال على الخضوع لعرض مصلحة السجون بوقف الاعتقال الإداري مقابل ابعاده الى الأردن لمدة أربع سنوات ثم العودة الى بلدته.

ما فتئت والدته ترفع علامة النصر بسبابتها والوسطى، مرفوعة الهامة بين المعتصمين والمشاركين بمسيرات شعبية للمطالبة بالإفراج عن ابنها بلال.

تحاول الأم أن تبقى قوية كما يوضح ابنها محمود "للرسالة" لاسيما بعد رحيل والد بلال قبل عام دون أن يتمكن من احتضان بلال حرًا.

يستمد بلال القوة والصبر من والدته تارة ومن رفقائه في الأسر الذين نووا على الإضراب تضامنًا معه، في حين تحفزه وصية والده التي طالب أبناءه خلالها بالاهتمام ببلال من حيث السكن والزواج بعد الإفراج عنه.

تلك الوصية التي كتبها أبو بلال قبل عام من وفاته وذيلها مخاطبًا ابنه الأسير بلال:" وكأنني لن أراك يا بلال هذا العام أيضًا".

رحل الوالد وبقيت عزيمة بلال تقهر "الإداري" أملًا بالإفراج القريب والعودة الى بلدته عصيرة الشمالية حرًا.

البث المباشر