بعد عشر سنوات من الانقسام الفلسطيني الداخلي، هل يمكن أن تشكل انتخابات البلديات المزمع عقدها في شهر أكتوبر المقبل في غزة والضفة مدخلاً لترميم البيت الفلسطيني الداخلي؟!، وهل يمكن أن تحرك المياه الراكدة في المشهد السياسي الفلسطيني لاسيما بعد موافقة الفصائل الفلسطينية على إجرائها ؟!.
فمن جانبها، أكدت حركة حماس في بيان صحفي، ضرورة إجراء الانتخابات المحلية في الضفة والقطاع وتجديد هيئاتها استنادًا إلى الإرادة الشعبية الحرة عبر صناديق الاقتراع، بما يؤدي إلى تطوير وتحسين الخدمات المقدمة لشعبنا الفلسطيني، متعهدة بالعمل على إنجاحها وتسهيل إجرائها بما يخدم مصلحة شعبنا وقضيتنا، وعلى أساس توفير ضمانات النزاهة وتكافؤ الفرص لهذه الانتخابات واحترام نتائجها.
فيما، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام، إنه لا يوجد مشكلة بخصوص مشاركة حركته في الانتخابات البلدية كونها معزولة عن أي اتفاق أو استحقاق سياسي، "لكن يجب أن تتم في إطار التوافق الوطني".
وأكدّ عزام في حديث خاص بـ"الرسالة"، أن الانتخابات بشكل عام يجب أن تجري على أساس التوافق، محذرًا أن إجرائها في ظل غياب حالة التوافق يزيد تعقيد الأجواء.
ويرى مراقبون أن إجراء الانتخابات ربما يكون الحجر الأساس لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وعودة المياه لمجاريها على أساس الشراكة الوطنية، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في المرحلة المقبلة.
تجديد الشرعيات
الكاتب والمحلل السياسي د. فايز أبو شمالة رأى أن إجراء الانتخابات في الضفة وغزة فرصة لبدء تجديد الشرعيات الفلسطينية، وأن ذلك له انعكاسات على الواقع الفلسطيني. واعتبر أبو شمالة في حديث لـ "الرسالة" موافقة حماس على المشاركة بالانتخابات "خطوة أولى على طريق الشرعية، ولم تبقِ عذراً لأولئك الذين يعيقون انتخابات المجلس التشريعي"، متسائلاً "لماذا لا تقرر السلطة إجراء انتخابات تشريعية بعد 6 أشهر، وما هو المعيق لذلك؟".
وقال إن موافقة حماس والفصائل على المشاركة بانتخابات البلديات، ستحشر السلطة بالموافقة على نتائجها وتجبرها على أن تستوفي الشرعيات الفلسطينية كاملة.
وأضاف "نحن أمام مرحلة جديدة من التنافس على صوت الشارع والناخب الفلسطيني، واللجوء إليه ليقرر السياسة التي يرغب أن تسير عليه