قال طه الحاج ممثل دائرة العلاقات الدولية والعربية في التيار الاصلاحي التابع للقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان في لبنان، إن رئيس السلطة محمود عباس يصر على إقصاء التيار وعدم اشراكه في قوائم الحركة الرسمية التي ستنزل في الانتخابات المحلية المزمع عقدها في الضفة وغزة في الثامن من أكتوبر المقبل.
وأضاف الحاج في تصريح خاص لـ"الرسالة نت"، من بيروت، " نحن كتيار اصلاحي أقوياء وموجودين في غزة ولنا شعبية وحضور أقوى من عباس".
وتابع: "نتمنى الفوز للأفضل في النهاية أيا كان، وعباس هو الخاسر من إقصائنا وليس نحن".
وردا على سؤال حول إذا ما أصر عباس على إقصاء تيار دحلان من قوائم فتح في الانتخابات القادمة أجاب "ليس من الضروري أن نشارك في قائمة فتحاوية منظمة، وجماهيرنا كتيار إصلاحي هي الأقوى والأكبر في غزة من جمهور عباس، ونراهن على جمهور شعبنا برمته".
وحول اتهامات عباس وفريقه لهم بالخيانة في حال شكلوا قوائم منفردة أجاب "عباس هو الخائن ولدينا ألف دليل على ذلك، وهو لا يملك دليلا واحدًا.. نحن لا نأخذ منه صكوك الغفران، وليس هو الشخصية المؤهلة لتحكم علينا".
وبشأن سيناريوهات التعامل مع "حماس" أجاب "دحلان أكدّ منذ البداية مد يده لحركة حماس؛ وفتح صفحة جديدة معها، واللقاءات بين التيار وحماس لم تنقطع يومًا، وهي مستمرة وثمة تعاون كبير بيننا، وهناك دور لنا في تذويب الخلافات بين الحركة والجانب المصري".
وأضاف الحاج "لا يوجد خطوط حُمُر في علاقاتنا مع أحد، ولا عداوة لنا مع حماس وإن كان هناك حاجة تقتضي أن نتعاون فلن نتردد في ذلك"، منبهًا إلى أن ذلك يقدر بحسب قيادة التيار كله في مكانه.
واتهم عباس بأنه شخص لا يمكن الوثوق فيه، ولا نية لديه لإجراء أي مصالحة داخلية سواء بفتح أو حتى مع "حماس"، مضيفًا "عباس لديه سياسة رفض المصالحة وأن لا يشاركه أحد في العرش".
وتوقع الحاج أن يتهرب عباس من نتائج الانتخابات في حال مشاركة حماس فيها، "فهو في أحسن أحواله سيتعامل معها كنتائج انتخابات بلدية فقط، وليست مدخلا لشراكة وطنية جامعة"، وفق قوله.
ورأى أن عباس في حال فوز قوائمه سيستخدم النتائج للتضييق على قطاع غزة، وفي حال فشلت فسيبحث عن أي ذريعة لينقلب على النتائج.
أما بشأن ميثاق شرف ضمان النتائج الذي وقعت عليه الفصائل، أوضح أنّ "التجربة علمتنا أن الثقة في هذا الشخص مفقودة، ولن يقدم شيئًا اتجاه إعادة تأسيس المشروع الوطني الفلسطيني".
وأعرب عن استنكاره لإصرار عباس رفض الشراكة مع قوى وفصائل لديها أحجام كبيرة في الشارع الفلسطيني، مضيفًا "السلطة تعنى أن تتكامل مع الآخرين لا أن تتنافر وتلغي وجودهم".
وأوضح الحاج أن عباس يستخدم إقصاء تيار دحلان من قوائم "فتح" كورقة لتبرير خسارة الحركة لاحقًا، إذ سيتهم "جماعة دحلان بالتحالف ضده، وأنها السبب في خسارته".
ويكمل: "هو يدير العملية بطريقة مزدوجة، فهو من ناحية يريد أن يقصي التيار ومن ناحية ثانية يريد أن يحمله مسؤولية خسارة فتح في الانتخابات المقبلة"، مُحملًا في الوقت ذاته "عباس" مسؤولية ترويج الأكاذيب حول لقاءات تمت بين التيار وحماس في بيروت، لتحميل التيار المسؤولية لاحقًا في خسارة فتح.
وأكدّ الحاج أنّ عباس يسعى لتدمير فتح والتسبب في خسارتها من خلال إصراره على إقصاء التيار الإصلاحي وقيادته، واعتقال شرفاء "فتح" وقطع رواتب المئات من أبنائها على خلفيه قربهم من التيار.
واستطرد: "كل من له علاقة بنا أو حتى وجود شبهة قرابة له معنا؛ يتم قطع راتبه وقد قطعت رواتب المئات".
ولفت الحاج إلى أن عباس يستخدم الراتب من أجل ابتزاز أبناء "فتح"، متابعًا "لا دور لأحد في فتح سوى شخصان عباس وفرج هم فقط من يمتلكان الانياب".
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات البلدية في الثامن من أكتوبر المقبل، بعد اعلان حركة حماس موافقتها على تسهيل اجراءها في غزة.
وقد قرر محمود عباس فصل غريمه السياسي محمد دحلان وملاحقته قضائيًا، واتخذ قرارات بفصل وقطع رواتب قيادات بفتح على خلفية علاقتها به.