بين عامي 2004-2005 كانت اخر مرة تعقد فيها انتخابات البلديات في الضفة المحتلة وقطاع غزة، ومنذ ذلك الحين لم تجر أخرى حتى أعلنت الفصائل الفلسطينية مؤخرا نيتها المشاركة وضرورة الانعقاد لتطوير وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، وفق توفير ضمانات النزاهة لإنجاحها واحترام نتائجها.
تحمس الكثيرون لانتخابات البلدية كونها ستخلق بيئة مناسبة فيما بعد؛ لإنجاز ملفات سياسية لا يزال الجمود يسيطر عليها بسبب الانقسام السياسي.
وأعلنت حركة حماس الجمعة الماضي، قرارها السماح بإجراء الانتخابات البلدية في قطاع غزة، المزمع عقدها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، والعمل على إنجاحها، فيما رحبت الفصائل الفلسطينية بالخطوة ودعمتها.
وأكدت الحركة في بيان صحفي ضرورة إجراء الانتخابات المحلية في الضفة والقطاع، وتجديد هيئاتها استنادًا إلى الإرادة الشعبية الحرة عبر صناديق الاقتراع، بما يؤدي إلى تطوير وتحسين الخدمات المقدمة للشعب الفلسطيني، متعهدة بالعمل على إنجاحها وتسهيل إجرائها بما يخدم مصلحة شعبنا وقضيتنا، وعلى أساس توفير ضمانات النزاهة وتكافؤ الفرص لهذه الانتخابات واحترام نتائجها.
ويعقب يحيى موسى القيادي في حركة حماس على المشاركة في انتخابات البلدية، بأنهم سيوفرون الظروف المناسبة لإنجاحها، بالإضافة إلى أن الأمن في قطاع غزة سيعمل على حماية لجان الاقتراع.
ولفت موسى إلى أن حركته لديها خطط مستقبلية فيما يتعلق بعمل البلديات "حيث تعمل مؤسساتها كخلية نحل سواء فيما يتعلق بالتسجيل للاقتراع أو اتمام العملية وذلك لتقديم الخدمات المناسبة للمواطنين".
ويصف موسى تلك الانتخابات بأنها ذات طابع خدماتي ومرتبط بعمل البلديات، وستوفر بيئة جيدة لإبراز قيادات شبابية جديدة في المجتمع الفلسطيني، مشيرا إلى أن ذلك له انعكاسات للتفاعل والالتقاء السياسي مما سيشجع على بدء انتخابات تشريعية في المجلسين الوطني والتشريعي.
الشراكة السياسية
وعن موقف حركة الجهاد الاسلامي تحدث القيادي خضر حبيب، بأنهم أعلنوا موافقتهم للمشاركة في انتخابات البلدية، كونها انتخابات خدمات ليس لها مدلول سياسي على قاعدة تحمل المسئولية تجاه الشعب وتقديم الخدمات اللازمة للمواطن الفلسطيني، لافتا إلى أن حركته الآن في مرحلة دراسة المشاركة ووضع الترتيبات اللازمة.
وأوضح أنه من المبكر الحديث عن الخطط المستقبلية لحركتهم تجاه الانتخابات، مبينا أن الجهاد الإسلامي ستكون مشاركتها ضمن قائمة وطنية ومن المستبعد وجود قائمة خاصة بها؛ لإيمانها بالشراكة لحاجة المرحلة المقبلة.
وعن مدى اعتبار أن تلك الانتخابات ستكون بادرة أمل في تحريك الملفات السياسية الجامدة، يقول حبيب:" نأمل أن تكسر انتخابات البلديات الجمود الحاصل لترتيب البيت الفلسطيني، وتكون بداية خير للوحدة الفلسطينية والشروع نحو اتقان ملف المصالحة".
وفي السياق ذاته، ذكر هاني ثوابتة القيادي في الجبهة الشعبية، أنهم من أول الداعين لضرورة اجراء انتخابات البلديات المحلية والالتزام بهذا الاستحقاق الذي مضى عليه دورتان دون انعقاد، بالإضافة إلى أن المشاركة تعد خطوة على طريق تجديد الثقة بالمجالس المحلية والديمقراطية الفلسطينية التي تراجعت لتداعيات الانقسام السياسي.
وأكد ثوابتة أن عزم الجبهة الشعبية في المشاركة بالانتخابات يعتبر خطوة في اتجاه اعادة الثقة بالمؤسسات الفلسطينية.
وحول مخططات الجبهة بعد المشاركة في الانتخابات، يقول: "من السابق لأوانه الحديث عن خطط فلدينا قناعة مطلقة بضرورة انعقاد تلك الانتخابات التي ستفضي إلى تغيير في أوجه الحياة على المستوى الحياتي؛ لأننا سنكون أمام خطط جديدة ستعالج مشاكل المواطنين كافة"، مضيفا: من المؤكد أن تعمل خطتنا على تأسيس الشراكة السياسية وتعميق الديمقراطية.
وختم ثوابته حديثه، بأن المشاركة في الانتخابات البلدية يعتبر أهم الخطوات التي تعد بمنزلة مشاركة جدية لإحياء الواقع الفلسطيني المجمد منذ سنوات، لافتا إلى أن هذه المشاركة ستكون كحجر في المياه الراكدة التي تحتاج لتدخل المجتمع والفصائل لإعادة تنشيط الحياة السياسية.