قائد الطوفان قائد الطوفان

الجهاد واليسار أمام اختبار التيار الثالث بالانتخابات المقبلة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت-شيماء مرزوق

تشكل انتخابات الهيئات المحلية المرتقبة في الثامن من أكتوبر المقبل فرصة هامة لكسر احتكار الساحة الفلسطينية بين قطبيها حركتي فتح وحماس، بعدما أعلنت الفصائل نيتها دخول الانتخابات ومن ضمنها حركة حماس التي لم تشارك في الانتخابات المحلية التي جرت في الضفة الغربية في العام 2012.

لكن الخطوة اللافتة هي إعلان حركة الجهاد الاسلامي قبول المشاركة في الانتخابات رسمياً لأول مرة، ما يعني أنها يمكن أن تشكل إلى جانب باقي الفصائل وقوى اليسار تيارا ثالثا يكسر احتكار فتح وحماس للساحة الفلسطينية ويكون خطوة على طريق إنهاء الانقسام.

عشر سنوات من الحصار تعطي نتيجة حتمية بضرورة أن يتحمل الكل الفلسطيني المسؤولية في إدارة الوضع الداخلي، خاصة عقب تجربة حركة حماس بعدما فازت في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 وحاولت تشكيل حكومة بمشاركة الأحزاب والفصائل الأخرى لكنها جميعها رفضت ما اضطرها لتشكيل حكومة منفردة وكان مبررا قويا لحصارها.

والتجربة هنا تؤكد أن الكل الفلسطيني كان شريكا في الأزمة، لذا فإن الفصائل أمام اختبار حقيقي للنوايا ولإرادتها في الشراكة الحقيقية التي دعت إليها فتح وحماس طوال سنوات الانقسام وكانت تحمل الطرفين فقط مسؤولية الوضع الداخلي.

خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الاسلامي، أكد أن حركته لا تمانع المشاركة ضمن قائمة وطنية موحدة، من منطلق تحقيق الشراكة، موضحاً أن الانتخابات المحلية هي خدماتية وبعيدة عن استحقاقات اوسلو، والجهاد يرغب في تحمل مسؤولياته إلى جانب الفصائل الأخرى لحمل الهم الوطني.

واستبعد خلال ندوة عقدتها الرسالة أن تختار الحركة قيادات سياسية منها في هذه الانتخابات حتى في البلديات الكبرى، "وستختار فقط مهنيين وطنيين يحظون باحترام الناس".

من جهته، أكدّ أسامة الحاج عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، ترحيب حركته بإجراء الانتخابات البلدية، معربًا عن أمله في أن تكون خطوة أولى في حلحلة ملفات المصالحة، مؤكداً أن الشعبية لا تمانع الدخول في قوائم مشتركة.

بدوره أعلن محمود خلف عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، أن القوى الديمقراطية الخمسة "الجبهتان وفدا والمبادرة وحزب الشعب"، سيشاركون في الانتخابات البلدية ضمن قائمة مشتركة.

وقال خلف: "باب التحالفات وتشكيل القوائم لن يغلق عند هذا الحد، ومن الممكن فتحه مع قوى وأطراف أخرى"، مضيفًا " نحن مع تشكيل أوسع تحالف ممكن على قاعدة خدمة المواطن".

من ناحيته، أكد الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري أن على قوى اليسار وكل ما يمكن أن يطلق عليه "التيار الثالث" الواسع الذي يشمل المتضررين من استمرار الوضع الراهن، أن تتعامل مع محطة الانتخابات المحلية كفرصة لبلورة ملامح هذا التيار وتنظيم صفوفه.

وأوضح في مقال له أن هذا التيار يفتح الطريق أمام الانتخابات لتكون بداية عملية تنتهي بطي صفحة الانقسام السوداء، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية والمشروع الوطني، وتجديد الشرعية الوطنية والانتخابية للمؤسسات الفلسطينية.

البث المباشر