مع حلول الليل تبدو مدن الضفة الغربية وكأنها خاضعة لسيطرة الاحتلال الذي يضرب بوجود السلطة عرض الحائط ويستبح المنازل ويعتقل ويقتل الشبان على عين الأجهزة الأمنية التي لا تحرك ساكنا.
40 آلية عسكرية يرافقها عدد من جرافات الاحتلال اقتحمت بلدة صوريف الخاضعة لسيطرة السلطة، فيما أعلنت قوات الاحتلال أن البلدة منطقة عسكرية مغلقة، وقطعت التيار الكهربائي بشكل كامل عنها، واشتبكت قوات الاحتلال مع محمد الفقيه في معركة دامت 7 ساعات دون أن تتدخل أي من الأجهزة الأمنية الغارقة في وحل التنسيق الأمني واكتفت بموقع المتفرج.
وعند أي اجتياح للبلدات والمدن الفلسطينية تكتفي السلطة وأجهزتها بمتابعة الأحداث دون أن تحرك ساكنا رغم أن بعض المدن هي بالأساس تحت سيادتها وهو ما أرجعه المحلل السياسي من الخليل خالد العمايرة إلى اتفاقيات أوسلو، مبينا أن السلطة لا تملك حق الاعتراض كونها هي من وقعت الاتفاقيات مع الاحتلال وتوافق عليها.
وأوضح أن وجود السلطة قائم بالأساس على التنسيق الأمني وفي حال أوقفته فإنها تفقد سبب وجودها ويصبح الاحتلال في غنى عنها، موضحا أن الاحتلال يستبيح مدن الضفة حتى الخاضعة للسلطة والمعروفة "أ" بما فيها مدينة رام الله.
بدوره عبد العليم دعنا عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية الذي ذهب إلى أبعد من ذلك، مؤكدا أن السلطة تتلقى معلومات مسبقة من الاحتلال، بوجود تحركات له في أي منطقة تخضع لسيطرتها، ويريد ان يجتاحها.
وقال دعنا لـ "الرسالة "، إن دخول الاحتلال لمنطقة صوريف التي تحصّن فيها الشهيد محمد الفقيه، لا بد ان تكون السلطة على علم بها كما جرت الاجراءات قبل ذلك.
وأشار الى ان أمن السلطة لم يشارك طيلة فترة الاشتباك بين الشاب والاحتلال والتي استمرت لمدة 8 ساعات تقريبًا، مضيفا:" ولا نتصور أن تشتبك السلطة لأنها ترى إن امكانياتها لا تقارن مع الاحتلال".
وكان الاحتلال قد أعلن عن استشهاد المقاوم محمد فقيه، مبينا أن قوة صهيونية حاصرت المنزل الذي تحصن به، وأطلق النار تجاه القوة، حيث اندلع تبادل إطلاق النار.
وبحسب العمايرة الذي يقطن مدينة دورا بلد الشهيد الفقيه فإن الاحتلال يستبيح البلدة منذ أسبوعين، مبينا أنه أقدم على حملة اعتقالات في محيط منزل الشهيد كما أنه أغلق منافذ القرية منذ عدة أيام.
ولفت إلى أن الاحتلال نفذ اقتحامات ليلية عديده للبلدة، كما صادر الآلاف من تصاريح العمل لسكان البلدة.
من جانبه يشير دعنا إلى أن سياسة السلطة قائمة على الاعتراف باسرائيل وتقديم التنازلات له، ودفع استحقاقات عملية التسوية وفي مقدمتها تحقيق الامن للاحتلال.
ورأى أن عملية الاغتيال ما كانت لتتم لولا توفر معلومات من عملاء الاحتلال، وقد "تكون منظومة التنسيق الامني جزء من توريد المعلومات حول اغتيال محمد".
وجدد تأكيده خطورة استمرار سياسية التنسيق الأمني بين الاحتلال والسلطة، والتي يدفع الفلسطينيون ثمنها.
وفي السياق قال المفكر والمحلل السياسي البروفيسور عبد الستار قاسم لـ "شهاب" إن السلطة تدفع ثلث ميزانية الشعب الفلسطيني لحماية "إسرائيل"، لذا يتوجب حل أجهزتها الأمنية اليت لا تعمل لصالح الشعب الفلسطيني.
الشهيد فقيه اعتقل خلال العام الجاري أسبوعا كاملا لدى الأجهزة الأمنية في السلطة، كما أستدعي لمقابلة المخابرات لثلاث مرات على خلفية شكوك بعمله العسكري.
وأكدّت كتائب القسام الذراع العسكرية لحماس، أن الشهيد الفقيه نفذ عملية إطلاق النار قرب مغتصبة عتنائيل وقتل فيها حاخاما "إسرائيليا" وأصاب آخرين.
وبحسب شهود عيان من المدينة فإن الإضراب العام ساد المدينة أمس الأربعاء، فيما استقبلت العائلة المهنئين بالشهيد في المركز الثقافي بالمدينة.