أكدّ نائب مسؤول حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي، وجود محاولات لجهات إقليمية ودولية ومجموعات للزج بالفلسطينيين في أتون صراعات داخل المخيمات وأخرى سنية وشيعية بلبنان، مؤكداً ضرورة التصدي لهذه المحاولات وإحباطها في مهدها.
وقال عبد الهادي لـ"الرسالة"، إن هذه الجهات تم كشفها من خلال التحقيقات التي أجريت مع بعض المتهمين الذين تم اعتقالهم، ومن خلال المصادر السياسية للقيادة الفلسطينية في لبنان، مشيرا إلى أن من بين هذه الجهات دول ومجموعات وأحزاب سياسية.
وكشف عن نجاح اللجنة الأمنية العليا في القاء القبض على جناة متورطين في عملية قتل بمخيم المية مية، وقد تم تسليمهم إلى الجيش اللبناني، مبيناً أن القتلة محسوبون على الجماعات التكفيرية التي اقترفت الجريمة بزعم موالاة النظام السوري ورفع صور لحزب الله، وتابع قائلاً: "تم اعتقالهم وتسليمهم للجهات المختصة، ما ترك أثراً إيجابياً في عملية التنسيق مع الجهات اللبنانية".
وأضاف أن عملية القتل الأخرى التي حدثت في عين الحلوة تابعتها اللجنة الأمنية واكتشفت الفاعل وبصدد اتخاذ قرارات بحقه، مبيناً أنه تم كشف الجناة المتورطين في محاولة اغتيال في مخيم عين الحلوة، وسيجري اجتماعاً قريبًا للجنة الأمنية العليا لاتخاذ إجراءات مشددة بحقهم.
جهات دولية وإقليمية تسعى لزج فلسطينيي لبنان بصراعاتها
وأكدّ عبد الهادي أن الكشف عن هذه الجرائم والقاء القبض على الجناة، يمثل حالة جديدة في المخيمات، إذ لم يكن معهودًا قبل ذلك، لأن غالبية الجرائم لم يكن يعرف من يقف خلفها، ومضى يقول: "الهم الفلسطيني اليوم هو تجنيب الوجود الفلسطيني ويلات الصراع الذي بدأ ينعكس على الساحة اللبنانية والفلسطينية، وعدم السماح بزج الفلسطينيين في ويلات الصراع".
ونبه إلى أن الفصائل أطلقت مبادرة للمحافظة على الوجود الفلسطيني بلبنان ونجم عنها إنشاء قوة أمنية في المخيمات وخاصة في عين الحلوة، والتي بدأت تتابع مسار الأمن في المخيم، وبذلت جهودًا مضنية لعدم جر العنصر الفلسطيني في أتون المشاكل الداخلية.
وأوضح أن جهد القوى الفلسطينية يتمثل في تحقيق هدفين، الأول عدم حدوث خلل أمني داخل المخيمات وخاصة عين الحلوة كونه أكبرها، والثانية ألا ينطلق من المخيمات أي عمل أمني ضد الجوار اللبناني سواء الجيش أو اليونفيل أو الشيعة.
وأكدّ عبد الهادي أن الحملات الإعلامية التي شنت على المخيمات مؤخرًا، تقف وراءها "جهات لا تريد الأمن والاستقرار للمخيمات، وهدفها إيجاد فتنة سنية شيعية يكون الفلسطيني فيها رأس حربة".
وذكر أن القيادة الفلسطينية واجهت هذه الحملات والأكاذيب التي روجت طيلة الأيام الماضية، والتي ادعت سيطرة مجموعات من داعش والنصرة على مخيم عين الحلوة وسحب البساط من القيادة الفلسطينية، وهو "كذب بواح".
وتضم القيادة السياسية العليا في لبنان كلا من "قوى التحالف التي تنضوي فيها حركة حماس، وفصائل المنظمة والقوى الإسلامية التي تضم عصبة الأنصار والحركة الإسلامية المجاهدة، إضافة لأنصار الله التابعة لجمال سليمان.
القوى الإسلامية أعلنت براءتها من أي عنف ضد لبنان
وأشار إلى وجود تنسيق عالي المستوى مع الجهات الأمنية اللبنانية وخاصة مخابرات الجيش في الجنوب، وكذلك مع الجهات السياسية والحزبية، مؤكداً وجود ارتياح لبناني من الجهد الفلسطيني المبذول.
وقال: "هناك اعتراف رسمي وسياسي في البلاد، بأن الوضع في المخيمات تحت السيطرة ولا مكان للشائعات، ولا يوجد بؤر إرهابية فيها"، "والقيادة السياسية العليا هي من تضبط إيقاع الأوضاع هناك"، منبها إلى وجود بيانات صدرت من بعض المحسوبين على داعش والنصرة تبرؤوا فيها من أي علاقة تنظيمية معها.
ولكنه أشار الى أن التحديات لم تنته ولا يزال هناك من يسعى لاستهداف المخيمات، مشددًا على ضرورة استمرار التنسيق بين الأطراف. وأوضح أن الهدف من استخدام عين الحلوة، هو استهداف قضية اللاجئين بلبنان، باعتبار أن المخيم هو أكبر المخيمات الفلسطينية هناك.
وبين أن حركة حماس والقوى الإسلامية اجتمعت مع "الشباب المسلم" احدى المجموعات التي تتهم بالتطرف في المخيمات "وقد بدا لديهم وعي بحقيقة المخاطر التي تحيط بعين الحلوة، وأعلنت التزامها بالمحافظة على الأمن والجوار والتنسيق مع القيادة الفلسطينية، ورفضها كل أعمال العنف".
وشدد على عدم وجود بنية تنظيمية لداعش في المخيمات، على الرغم من وجود بعض الأشخاص المتأثرين بهذا الفكر ويتم التعامل معهم لإنهاء المشكلة. وأكدّ ضرورة محاصرة أي جهد للأطراف المعنية بتخريب الأوضاع في المخيمات، ومنع تأثيرها على الأرض.