غزة- محمد أبو قمر
اعتاد الغزيون في أول أيام العيد الإفطار على وجبة من الفسيخ ، حيث يتهافتون في الأيام الأخيرة من شهر رمضان على شراء الفسيخ وتجهيزه كوجبة رئيسة للإفطار بعد ثلاثين يوما من الصيام .
وتختلف أنواع الفسيخ وأسعاره هذه الأيام حيث يبلغ سعر كيلو الفسيخ المجهز من سمك الجرح ما يقرب العشرين شيقلا ، فيما يصل كيلو فسيخ سمك البوري ثلاثين شيقلا.
وترسخت عادة تناول الفسيخ لدى الغزيين على مدار عقود منصرمة ، ويفتح ذلك أبواب الرزق أمام بائعيه الذين ينتشروا في الأسواق وعلى الأرصفة لعرض ما لديهم من كميات.
واتخذ بعض العاطلين عن العمل بيع الفسيخ قبل عيد الفطر مهنة موسمية له لتوفير مصدر دخل محدود لأسرهم .
ويعتقد الغزيون أن تناول الفسيخ صبيحة العيد يعمل على حفظ توازن المعدة حيث يتكاثر تناول الحلويات في العيد مما يكون سببا في الإسهال وأوجاع المعدة ، فيكون الفسيخ بمثابة حافظ لجسم الانسان من التلبوك المعوي .
وبعيدا عن اعتقادات المواطنين يعتقد الأطباء أن الممر من مناخ رمضان إلى مناخ الإفطار يجب أن يكون عبر فترة انتقالية، ويجب إعطاؤها أهمية بالغة من الناحيتين العقلية و الجسمية.
وينصح الأطباء بعدم الإفراط في تناول الحلويات والموالح خلال الأيام الأولى للعيد، حتى لا يصابوا بوعكة واعصارات، وان يتم تناول الحلويات والموالح بقدر خفيف وبشكل متفرق وليس متواصلا .
ويتسبب الإفراط في تناول الموالح في سوء الهضم والحموضة و”كرشة النفس” وبعضها يصل إلى حد التسمم .
وكشفت دراسة طبية حديثة أن تناول الأسماك المملحة مثل الرنجة والفسيخ، والتي تحتوي على سموم كثيرة تؤذي المعدة التي تصبح شديدة الحساسية بعد النظام الغذائي الرمضاني، كما أنها ضارة جدا لمرضى القلب والأوعية الدموية والضغط المرتفع والكلى؛ لذا يفضل عدم الإفراط في الكمية المتناولة، والحرص على تناول البصل الأخضر لما يحتويه من مضادات حيوية طبيعية قد تساعد في الحد من أضرار الموالح، وينصح بتناول عصير الليمون أو البرتقال بعد الوجبة.