لم تدع حركة فتح باباً لتخريب الانتخابات البلدية إلا وطرقته، في محاولة منها لتوتير الأجواء والأوضاع الراهنة، لا سيما في ظل استمرار التحضيرات للانتخابات المزمع عقدها في الثامن من شهر أكتوبر المقبل.
فمؤخراً اتهمت حركة فتح الأجهزة الأمنية في غزة، بتنفيذ حملة اعتقالات بحق قياداتها في القطاع على خلفية سياسية، الأمر الذي نفاه القيادي في فتح هشام عبد الرازق. وأكد عبد الرازق في تصريح لـ "الرسالة"، أن الحركة لم تسجل أي حالة اعتقال، مضيفاً "لو تم اعتقال أحد أفرادنا لأعلنا عن ذلك". وأشار إلى أنه جرى استدعاء عدد من أبناء الحركة وتم الإفراج عنهم دون اعتقالهم.
تلك المحاولة تؤكد نية حركة فتح والسلطة في توتير أجواء الانتخابات والسعي لإفشالها، خاصة في ظل حالة التخبط والخلافات الداخلية التي تعيشها الحركة.
وفي هذا الإطار، فنّدت أوساط سياسية مزاعم فتح حول الاعتقالات المذكورة، مؤكدة عدم رصد أي حالات لقيادات الحركة.
القيادي في الجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، دعا إلى وقف أي معلومة غير صحيحة من شأنها أن توتر الأوضاع وتؤثر على مسار العملية الانتخابية. وقال أبو ظريفة لـ "الرسالة"، "يجب الابتعاد عن المعلومات التي من شأنها أن توتر الأجواء في المرحلة الراهنة، ويجرى فيها التحضير للانتخابات".
فيما نفت حركة الأحرار الفلسطينية، أي اعتقالات من الأجهزة الأمنية لعناصر أيٍ من التنظيمات وخاصة حركة فتح. وقال ياسر خلف المتحدث باسم الحركة، إن الأجهزة الأمنية حامية لظهر المقاومة الفلسطينية وتسهّل مهام الجميع.
وأضاف "من الواضح أن هناك قرارا لدى فتح بخلق ذرائع واتهامات لتعطيل الحركة الانتخابية"، مستنكراً السياسة التي تنتهجها السلطة وحركة فتح لتوتير الساحة الفلسطينية، من أجل تخريب أجواء الانتخابات البلدية، مشدداً على أن الانتخابات خطوة مهمة وايجابية لتحقيق المصالحة.
يذكر أن المتحدث باسم وزارة الداخلية في قطاع غزة إياد البزم، نفى جملة وتفصيلاً وجود أي استدعاء أو اعتقال لعناصر حركة فتح، مؤكدًا أن من تحدثت فتح عنهم تم الحكم عليهم في قضايا جنائية سابقة.
وفي المقابل وخلافاً لما سبق، فإن حركة حماس لا تزال متمسكة بموقفها حول مشاركتها في الانتخابات وتشكيل قوائمها من "الكفاءات"، دون الالتفات لتلك التصريحات التي قد "تخرّب" سير التحضيرات. وأكدت الحركة استمرار تحضيراتها للانتخابات المحلية المقررة في الثامن من أكتوبر المقبل، مشيرةً إلى أنها انتهت من إعداد قوائمها الانتخابية في بعض المناطق بمحافظات قطاع غزة، رافضةً في الوقت ذاته الحديث عن مسألة تأجيل الانتخابات.
وقال المتحدث الإعلامي باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، لـ"الرسالة": "الحركة ماضية في التحضيرات والتجهيزات للانتخابات البلدية، ومسألة تأجيل الانتخابات لم تطرح رسمياً علينا، وما يصدر بهذا الخصوص مجرد تسريبات إعلامية لا أساس لها من الصحة".
ومن المقرر أن تعقد الانتخابات في الثامن من أكتوبر المقبل، بمشاركة الفصائل الفلسطينية عدا حركة الجهاد الإسلامي.