قائمة الموقع

"الحرية" لم تصل ميناءها.. لكنها حملت غزة إلى كل الموانئ

2010-06-04T06:46:00+03:00

الرسالة نت - باسم عبد الله أبو عطايا

فشلت " رياح السماء" ولم تستطع منع وصول الحرية، برغم اختلاط مياه البحر الأبيض المتوسط بالدم الأحمر التركي الزكي، فشل القراصنة في إبقاء غزة تحت الحصار ، فلم يصل " اسطول الحرية " ميناء غزة لكنه حمل غزة إلى كل موانئ العالم ، فلم يبق كيان على هذه الأرض لم يسمع بما أحدث هذا الفعل التركي العظيم ومعه كل الأحرار من دول العالم ،

أعلن المتضامون التحدي ودفعوا دمهم ثمنا طاهرا زكيا من اجل الوصول للغاية كسر الحصار ، ولن تذهب دمائهم هباء.

ولا زالت الإخفاقات تتوالى ، لقوة الردع الإسرائيلية،  فشل بعد فشل فى الجو والبر والبحر ، وكلما حاولوا ترميمها أطفأ الله عزمهم وافشل نواياهم ، لكن ضربة " أسطول الحربة " شكلت فشلا على كل المستويات العسكرية والسياسية و الإستخبارية .

** فشل سياسى

لم يكن رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو يتوقع حجم هذا الفشل فى التصدي للأسطول وسحبه إلى ميناء سدود ولم تكن كل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتوقع ما يمكن أن تفضي إليه نتائج الهجوم على الأسطول فضلا عن غياب الرؤية السياسية الإسرائيلية  والدليل على ذلك أن رئيس حكومة الاحتلال لم يكلف نفسه بالبقاء وعدم السفر إلى الخارج قبل الانتهاء من العملية ولأنه كان يتوقع سهولة الأمر ، خرج وأعطى كل الصلاحيات المتعلقة " بعملية رياح السماء " لوزير حربه أيهود باراك الذي أدار العملية وأعطى الأمر بالانطلاق بمفرده ، نتيناهو لم يناقش الأبعاد التي كان من الممكن أن  يصل إليها الأمر عند مهاجمة أكثر من أربعين دولة ، لم يلق بالا للعلاقة الاستيراتيجية مع تركيا ، لا مصير العلاقات التجارية والتعاون العسكري معها . كل هذه الأمور لم تأخذ في الحسبان لذلك خرج نتيناهو وترك الأمر مناطا بيهود باراك الذى فشل مرة اخرى .

حجم الفشل الذي منى به المستوى السياسي الإسرائيلي تمثل في قطع نتنياهو للزيارة التي كان ينوى القيام بها للولايات المتحدة الأمريكية بالرغم من أن الدعوة موجهة اليه من اوباما ، وبغض النظر عن إذا كان هو من قطع الزيارة أو انه طلب منه العودة وعدم مقابلة اوباما تجنبا لحرج السيد الأمريكي .

والفشل الأكبر للمستوى السياسي أن نتنياهو لم يظهر على شاشات التلفزه ولم يعلق على الإحداث الدامية إلا بعد 12 ساعة على تنفيذ العملية، التي استنكرتها كل دول العالم بكل اللهجات مختلفة وبرغم من استدعاء سفراء إسرائيل في أكثر من بلد أوروبي غياب الرؤية السياسة الإسرائيلية أو تأخيرها ناتج عن ضعف الرواية المختلقة التي حاولت نشرها وفشلت فشلا ذريعا في أن ما حصل هو دفاع جنوها عن أنفسهم حين تعرض حياتهم للخطر على ظهر السفينة التي هوجمت بالأساس في المياه الدولي .

** فشل استخباري

أيضا تشكل جريمة الاستيلاء على " أسطول الحرية " فشلا كبيرا للأجهزة الاستخبارية الصهيونية التي فشلت في التعامل وتقدير الخطر الذي قد يواجهه جنودها في حال الهجوم ولم تستطع تقدير قوة وإصرار وإمكانات المتضامين المتواجدين على ظهر " مرمر" "إسرائيل" اعترفت بهذا الضرر وأقرت " ضرر عظيم سيلحق "بإسرائيل" في أعقاب هذا الأمر، في مجالات لا حصر لها. هذا يبدأ بالفشل الاستخباري اللاذع، تواصل بفشل عملياتي، ولكن العنوان الرئيس هو الفشل السياسي. في رأس هرم هذا الفشل يقف أولئك الذين أصدروا الأمر الغبي على نحو فظيع والذي أنزل عشرات المقاتلين الجسورين إلى عش الدبابير.

          الوحدة البحرية هي المقاتلة الأفضل في الجيش الإسرائيلي، ولكن لم يكن لها أي فرصة في هذه المعركة. لم تكن لديها الأدوات للانتصار فيها. واضح أنه في نهاية المطاف، "مرمرة" احتلت، ولكن الثمن لا يطاق. الضرر الذي سيلحق في إعقاب ذلك يفوق منفعته بلا قياس. احد ما كان ينبغي ان يفكر في هذا من قبل. أحد ما كان ينبغي أن يفهم بان سفينة بمثل هذا الحجم ليست يختا، وهي لا تشبه كارين إي. وليس بينها وبين ما عرفناه من قبل أي وجه شبه. احد ما كان ينبغي له أن يعرف ماذا يحصل في الداخل. من بيت مئات المسافرين واحد على الاقل كان ينبغي أن يكون على اتصال مع الموساد او شعبة الاستخبارات او احد آخر. أحد ما كان ينبغي ان يحذر. أحد ما كان ينبغي أن ينبه. واحد ما كان ينبغي،  في النهاية، أن يقرر.

** باراك إلى البيت

كعادتها " إسرائيل " يجب أن يكون لكل فشل كبش فداء ولكن الكبش هذه المرة هو ركن أساس في الائتلاف وخروجه قد يعيد صياغة السياسة الإسرائيلية من جديد فوزير الحرب ايهود بارك الذي يطالب الجميع بان يقدم استقالته كنتيجة طبيعية لهذا الفشل وكمحاولة للخروج من المأزق الدولي الذي أوقع " دولة الاحتلال فيه " فقد كتب ابن كاسبيت فى " معاريف"

يكمن معنى الإخفاق في أول كلمة قالها أيهود باراك للصحفيين: "المجلس الوزاري المقلص، رئيس الوزراء وأنا أمرنا وصادقنا على العملية...". كل من يعرف باراك يعرف كم يبتعد عن المسؤولية. في كل حياته السياسية اختص في عدم إبقاء أدلة في الساحة عن أي مسؤولية. وها هو، عندما تستدل أحاسيسه اليقظة على قصور، يسارع إلى توزيع الحظوات: المجلس الوزاري، رئيس الوزراء، وفقط بعد ذلك أنا. عندما يوجد مكسب يتحقق، يكون هذا فقط "انا".

ويستمر بن كاسبيت في الهجوم على أيهود باراك " سيدي. سرت كالأهبل مباشرة الذي  دخل فخا وضعته أمام قدميك منظمة عدمية مجرمة تعنى بالإرهاب، والان بسبب عبقريتك، ومسؤوليتك و "التفكير المسبق" لديك، فان كل العالم مقتنع بأنهم نشطاء سلام هادئون حاولوا تحطيم حصار وحشي، ونحن المتوحشون الذين نذبح الأبرياء –

اما سيفر بلوتسكر فقد كتب فى يديعوت: استقالة باراك لازمة انطلاقا من مبررات الحكم السليم، للمسؤولية الوزارية، للزعامة وكذا – نعم، كذا – انطلاقا من مبررات مصير إسرائيل. لم يعد يهم على الإطلاق كيف اتخذ القرار للدخول إلى الفخ الاستفزازي الذي أعدته حماس. لم يعد يهم على الإطلاق ماذا كانت البدائل التي طرحت على مجموعة الوزراء التي تسمى "السباعية" وماذا كانت مواقف الوزراء. يهم فقط اختبار النتيجة، التعبير المحبب جدا على ايهود باراك. وفي اختبار النتيجة باراك بالفعل فشل فشلا ذريعا. لا توجد مكنسة على ما يكفي من الاتساع كي تكنس هذا الفشل.       

    بيان استقالة سريع لباراك سيسمح بتخفيض مستوى لهيب الغضب ضد "إسرائيل" ويطهر بقدر ما الأجواء المسمومة ضدها. ليس لدى أصحاب النية السيئة، نعم لدى أصحاب النية الطيبة المستعدين للإنصات إلى التفسيرات المقنعة. والتفسير الأكثر إقناعا سيكون اعتراف وزير الحرب: في هذه العملية فشلت. فشلت كوزير وفشلت كرئيس جهاز الأمن، لم يعد هناك حاجة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية: المسؤولية عليّ. الاستنتاجات عليّ.

** تجدد الخوف

الخوف الذي تحاول دولة الاحتلال إبعاد شبحه عن مواطنيها من خلال كذبها وإعلامها ومناوراتها الأخيرة بأنها جاهزة لصد اى هجوم او اية عدوان مهما كان قوته وشدته والأسلحة المستخدمة فيه فشلت نعم فشلت فى محاولة السيطرة على سفينة غير مسلحة على مسافة ربع ساعة من أسدود،  وهنا تسال الكاتب بلوتسكر فى يدعوت " ما الذي ينبغي لنا أن نفكر به عن المواجهة المتوقعة حيال إيران؟ وماذا يفترض بالإيرانيين أن يفكروا بهذا الان؟ الوحدة البحرية 13، الوحدة الأكثر فخرا لشعب "إسرائيل"، أهينت. عالم كامل شاهد قطيع الخدج يضربون ضربا مبرحا المقاتلين الذين أرسلوا إلى المكان الذي لم يكن لديهم ما يبحثون عن شيء فيه. الردع الإسرائيلي تلقى ضربة شديدة. الصورة الإسرائيلية تلقت ضربة قاضية. وكل هذا حصل في عمق المياه الدولية وجعل إسرائيل دولة قراصنة. ماذا سنفعل حين سيأتي الأسطول القادم، الذي سيضم عددا اكبر من السفن مع عدد أكبر من الناس وربما أيضا مع بعض السفن الحربية التركية؟ كيف يقول باراك، "نحن نعرف ماذا سنفعل".

 

اخبار ذات صلة