قائمة الموقع

مقال: ذكرى الهيكل المزعوم وتدنيس باحات الأقصى

2016-08-15T06:06:33+03:00
غسان الشامي
غسان مصطفى الشامي

 

 مرت على القدس قبل أيام قليلة لحظات عصيبة في الاقتحامات والانتهاكات الصهيونية، خاصة مع بداية هذا الأسبوع حيث يحتفل الصهاينة في كل عام في شهر آب/ أغسطس بما تسمى ( يوم الحداد اليهودي ) أو ( ذكرى هدم الهيكلين اليهوديين التاريخيين )، هذه الذكريات الافترائية الكاذبة، التي لم تحدث أصلا، ولم يكن لليهود الصهاينة أية ذكريات لهم في القدس الإسلامية ليكون لهم ذكريات أو آثار؛ وقد استغل الصهاينة هذه الذكرى الكاذبة لتكثيف اقتحامات باحات المسجد الأقصى وتكثيف وجودهم عند حائط البراق الإسلامي لتأدية صلواتهم وشعائرهم التلمودية الكاذبة . ولم تتوان سلطات الاحتلال الصهيوني في مواصلة جرائمها في تدنيس باحات المسجد الأقصى المبارك، بل وتكثف جهودها الشيطانية في تكثيف الدعوات لليهود وقطعان المستوطنين بالتواجد في باحات المسجد الأقصى عندما تحل الذكريات اليهودية المزعومة هذه الذكريات والافتراءات اليهودية تمثل فرصة ذهبية للصهاينة لارتكاب مزيد من الجرائم بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك، وإقامة الصلوات التلمودية لقطعان المستوطنين وفساق اليهود. وقد أعلنت مطلع هذا الأسبوع شرطة الاحتلال (الإسرائيلي) عن تعزيز إجراءاتها الأمنية وتواجد قواتها بكثافة، وذلك لتأمين احتفالات الصهاينة اليهود في ذكرى ما تسمى (خراب الهيكلين)، حيث يتوافد آلاف الصهاينة اليهود إلى حائط البراق ليؤدوا شعائرهم التلمودية الكاذبة، كما تشتمل هذه الذكرى الكاذبة على تخصيص اليهود أوقات للصيام، فيما تقوم الشرطة الصهيونية بتعزيز تواجدها في البلدة القديمة بالقدس المحتلة وإقامة الحواجز في شوارع وأزقة القدس، وإغلاق كافة الطرق المؤدية لحائط البراق من أجل تأمين الأماكن الإسلامية المقدسة التي يتواجد فيها الصهاينة وتأمين حركة تنقلاتهم . إن الذكريات اليهودية الكاذبة يتم استغلالها من قبل سلطات الاحتلال لتكثيف الجرائم في القدس والمسجد الأقصى حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي، بحملة اعتقالات واسعة في مدينة القدس المحتلة وضواحيها شملت اعتقال أكثر من( 15) شابا، وذلك قبيل احتفالات الصهاينة بذكرى ما تسمى (خراب الهيكل )، وتمركزت حملة الاعتقالات في البلدة القديمة وأحياء أخرى من مدينة القدس المحتلة، كما قامت السلطات (الإسرائيلية ) والمخابرات والشرطة، بتسليم استدعاءات لشبان آخرين في القدس المحتلة كما قامت سلطات الاحتلال بإبعاد العشرات من شبان القدس، وهذه الاعتقالات تمارسها دوما سلطات الاحتلال عشية المناسبات الدينية عند الصهاينة، مع العلم أن سلطات الاحتلال اعتقلت منذ بداية العام أكثر من 1000 مقدسي وتم ابعاد (183) مقدسيا حسب المصادر المقدسية. إن القدس تعاني معاناة مريرة، وكافة المقدسيين يتعرضون يوميا للمطاردة والتهديد والاستدعاء من قبل سلطات الكيان، فقد استدعت قبل أيام شرطة الاحتلال المؤذنين في المسجد الأقصى المبارك وذلك بتحريض من قطعان المستوطنين بهدف إسكاتهم عن الآذان، حيث تم التحقيق معهم، وتم فتح إجراءات جنائية ضدهم وهناك نية بتغريمهم بتهم (الضجيج وازعاج المستوطنين)؛ كما أن سلطات الاحتلال الصهيوني اعتدت على موظفي المسجد الأقصى المبارك والمصلين في استهداف خطير وانتهاك للاتفاقيات الموقعة مع المملكة الأردنية الهاشمية ووصيتها على المسجد الأقصى المبارك، حيث يتبع الموظفون للأردن الشقيق؛ لكن رغم ذلك فقد ضربت سلطات الاحتلال عرض الحائط هذه الاتفاقية، وقد جرى اعتقال مدير لجنة إعمار الأقصى وعدد من الموظفين والتحقيق معهم والإفراج عنهم بعد أيام، حيث تستمر سلطات الاحتلال بجرائمها بتهديد موظفي المسجد الأقصى والاعتداء عليهم. إن العدو الصهيوني يشن حربا ضروسا على المسجد الأقصى المبارك، وتزداد يوما بعد يوم إجراءات الاحتلال التعسفية ومخططات التهويد بحق المقدسات في القدس، فقد كشفت صحيفة (هآرتس) العبرية مخططا تهويديا سريا، يعود تاريخه إلى سبعينيات القرن الماضي، فقد كشفت الصحيفة عن خطة سرية تم إخفاؤها ترمي إلى توسيع الساحة التي يسيطر عليها الصهاينة في حائط البراق على حساب المربع الإسلامي بمدينة القدس، ووفقا للصحيفة العبرية - فإن الخطة الصهيونية تعود للعام 1972م وهي تهدف إلى هدم بيوت المسلمين على طول الحائط الغربي من أجل توسيع ساحة ( الصلاة ) للصهاينة اليهود؛ وفي تفاصيل الخطة، فإنه في شهر فبراير عام 1972م عم القلق لدى المسؤولين الصهيونية خوفا من انهيار الحائط الغربي حيث تم إرسال عمال صهاينة لتقوية بناء الحائط الذي أوشك على السقوط في المربع الإسلامي، حيث قاموا بعمل أربعة ثقوب في الجدار الشرقي للبيت، وبسرعة تبين أن الحائط هو الحائط الغربي؛ ولفتت الصحيفة العبرية، أن حادثة الثقوب أظهرت إلى السطح خطة كبيرة، والتي لم يطلع عليها سوى عدد قليل من القادة وصناع القرار، وهي عبارة عن إقامة ساحة أو ساحات للحائط الغربي للصهاينة، وذلك عبر هدم بيوت المسلمين الفلسطينيين القريبة من الحائط . إن القدس المحتلة تعاني وتعاني، وسنظل كفلسطينيين ومسلمين نقاوم، ونجاهد من أجل تحرير فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك، ولن تتوقف اقلامنا ولن تتوقف حناجرنا في كشف جرائم الاحتلال الصهيوني بحق القدس، وتنتظر القدس من يحررها في ظل ما تحياه الأمة العربية والإسلامية من عجز وضعف وانقسام؛ ولكن الأمل بوجه الله الكريم يحدونا أن يخرج من رحم الأمة صلاح الدين يحمل لواء تحرير الأمة الإسلامية من طواغيت العصر ثم الانطلاق من خلال المنهج الإسلامي الصحيح لتحرير أرض فلسطين ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم .

اخبار ذات صلة