سلط الخبير العسكري الإسرائيلي أمير بوخبوط في موقع ويللا الإخباري، الضوء على الدور الذي تقوم به الكتل الطلابية في الجامعات الفلسطينية، في تخريج قيادات سياسية تواجه إسرائيل وتخوض النضال ضدها سياسيا وعسكريا.
وأشار بوخبوط إلى أن من بين هذه القيادات القائد العسكري السابق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى عياش، والقيادي الفتحاوي المعتقل في السجون الإسرائيلية مروان البرغوثي، مضيفا أن هذه الكتل الطلابية تمارس الدور ذاته، ويخرج من بينها من ينفذ العمليات المعادية لإسرائيل، وهو ما يدفع أجهزة المخابرات الإسرائيلية لمواجهة هذا التحدي، من خلال بذل جهود كبيرة لاختراق هذه الأجسام الطلابية.
وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن الدور المعادي لإسرائيل الذي تقوم به هذه الكتل الطلابية يعود إلى أيام الانتفاضة الأولى 1987، وهو ما دفع أجهزة الأمن الإسرائيلية في حينها إلى محاولة التغلب على أعمال العنف الفلسطينية عبر عدة خطوات، من بينها إغلاق الجامعات والمعاهد التعليمية في الضفة الغربية، وعلى رأسها جامعة بير زيت.
ووفقا للكاتب فإن هذه القرارات لم تؤدِّ إلى تفكيك البنية التنظيمية لإطار الكتلة الإسلامية التابع لحركة حماس، بل أدى إلى تقويتها وزيادة تماسك بنيتها التنظيمية.
إطار تنظيمي
وبذلك -وفقا للكاتب- شكلت الكتل الطلابية في الجامعات الفلسطينية إطارا تنظيميا لتخريج الكوادر القيادية لحركتي فتح وحماس، التي سرعان ما التحقت بالأذرع العسكرية والسياسية لهاتين الحركتين، حتى جاء شهر أكتوبر/تشرين الأول 2015، حيث اندلعت موجة العمليات الأخيرة ضد الإسرائيليين، وقاد زعماء الكتل الطلابية المظاهرات الشعبية في الضفة الغربية، خاصة في الميادين العامة ومقابل مستوطنة بيت إيل.
وأوضح أن الكتل الطلابية الفلسطينية قامت بتحشيد الجماهير، ودفع الأموال للحافلات التي تنقلهم، وتوزيع المواد التحريضية، وتنفيذ بعض عمليات الطعن، مما أشعل الأضواء الحمر في أجهزة الأمن الإسرائيلية ودفعها لبذل المزيد من الجهد في جمع المعلومات الأمنية وإجراء التحقيقات مع نشطاء هذه الكتل الطلابية.
وأشار إلى أن الكتل الطلابية باتت تشكل مصدر إزعاج وقلق، ليس فقط للمخابرات الإسرائيلية بل أيضا -وفي آن واحد معا- لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يرى فيها مصدر تهديد له ولاستقرار الشارع الفلسطيني، بزعم أن الكتلة الإسلامية تقوم في بعض الأحيان بأنشطتها بتوصيات وتعليمات من قادة حماس في الخارج، بالتزامن مع الانتقادات الحادة التي يصدرها قادة الكتل الطلابية ضد السلطة الفلسطينية، مما يتسبب في حملات استدعاءات لهم لدى أجهزة الأمن الفلسطينية.
وختم الكاتب بالقول إن حماس استطاعت قبل عقد من الزمن أن تصل إلى طبقة المثقفين من الشبان الذين "يتعبون على أنفسهم"، ورأت فيهم نواة تنظيمية جيدة لبث أفكارها ومعتقداتها في أوساط الفلسطينيين عبر إطار الكتلة الإسلامية، في مختلف الجامعات الفلسطينية من جنين شمالا إلى الخليل جنوبا، هكذا فعلت حماس في السابق وهكذا تواصل اليوم، على حد تعبيره.
الجزيرة نت